من لا يعرف الفنان الرائد والرائع والمتميز رشيد مسرور المراكشي، لا أشك أن كل طالب عرف الجامعة وعرفته، وشارك يوما ما في نشاط ثقافي ولو بالحضور إلا ويعرف من هو مسرور المراكشي، وتجد في ذاكرته لحظات رائعة ماتعة وهو يشاهد لوحات مسرور الجميلة والظريفة والمتميزة والهادفة والرسالية التي صححت صورة الفكاهة المتضررة بالصورة السوقية المزوقة والمنمقة والممزقة والتافهة على قناة التلفاز وخصوصا في شهر رمضان الأبرك. نعم الفنان مسرور صورة فنية رائعة في عالم الفن الرسالي والنضالي الهادف والصامد والخادم لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الإسلامية في فلسطين. هذا الرجل فنان بما تحمل الكلمة من معنى. نعم فنان مطبوع وليس مصنوعا. أشهد أنه سكن معي لمدة عشرة أيام متوالية استمتعت خلالها بفن على الفطرة والسجية والبعد عن التكلف، كل موقف يناقشه بلمسة فكاهية بديعة، وكل قضية يحللها بصورة فنية رائعة. بل استمتعنا معه وهو يحلل تاريخ المغرب والأندلس بطريقة غاية في الروعة والجمال والفكاهة طبعا. رجل مثقف، يقرأ بنهم شديد، ويتابع جميع الأخبار، وعلى رأسها قضايا الأمة، مناضل يحترق قلبه على قضايا أمته ووطنه. يشهد له كل من رآه وسمع له، وفي مقدمة الشهداء على ذلك الكثير من المفكرين والمناضلين الكبار، على رأسهم شيخ المقاصد الدكتور أحمد الريسوني المعجب به إعجابا كبيرا، ويثني على إبداعاته ثناء جميلا، ومن منا لا يتذكر أول استجواب على صفحات التجديد لرشيد مسرور؟ إنه كان بعد حضور الريسوني للوحات فنية للفنان مسرور، وسر الفقيه المقاصدي أنذاك وهو رئيس حركة التوحيد والاصلاح بذلك سرورا كبيرا، ودعا إلى الاهتمام بهذا النوع المتميز من الفكاهة الهادفة والماتعة، وبعدها مباشرة أجرت جريدة التجديد حوارا معه. ومنهم أيضا المقرئ الإدريسي أبو زيد، حيث استشهد ببعض مضامين لوحاته في محاضراته العامة ولقاءاته الخاصة. وأيضا الفنان بزيز والمناضل خالد السفياني… وأذكر أنني ذهبت معه في زيارة إلى الشاعر الكبير الدكتور حسن الامراني صاحب مجلة المشكاة بدعوة من هذا الأخير إلى بيته بمدينة وجدة، وحينما دخلنا لبيت الشاعر الأمراني استدعى الشاعر الكبير الرباوي شافاه الله، وكانت جلسة ماتعة رأيت فيها الاعجاب الكبير من الرجلين بالفنان مسرور حيث أن اللقاء جله كان رشيد مسرور هو صاحب الكلمة، بينما الشاعران الكبيران يستمتعان بلوحاته وتعليقاته على الاحداث الجارية وطنيا ودوليا … الفنان الكبير مسرور المراكشي للأسف إلى اليوم لم يجد الاحتضان والاهتمام اللازم لمكانته ومستوى عطائه المتميز سواء من الحركة الإسلامية بالمغرب بشتى ألوانها، أو الأحزاب التي تناصر الفن الهادف، باستثناء ما تقوم به بعض الجمعيات هنا وهناك، أو ما تقوم به أحيانا منظمة التجديد الطلابي في هذا الموقع أو ذاك حسب المواسم والمناسبات…نعم للأسف مسرور المراكشي يعطي كثيرا ولم يأخذ إلا مصاريف التنقل إن تيسر ذلك. فمتى تدرك الحركات والأحزاب الإسلامية قيمة الفن الهادف وخطورته وسرعة تأثيره وقوة أثره في الخاص والعام.وكيف أن كثيرا من الغلمان التي لا تعرف إلى الفكاهة الساقطة والسوقية الماجنة هم اليوم أكثر متابعة من أبرع خطباء المغرب، ويكفي دليلا على ذلك ملاحظة نسبة مشاهدة السكيتشات على اليوتوب لتدركوا قيمة الفن وسهولة تداوله وكثرة متابعته. والفنان الكبير مسرور لا يعيش التهميش فقط بل الأدهى والأمر ما يتعرض له من سرقة موصوفة من طرف من كانوا بالأمس القريب تلامذة له، يقلدون لوحاته حذو القذة بالقذة وهم يفتخرون بذلك بأنهم مسرورين بتقليد مسرور، وبأنهم مسروريين في المذهب الفني الفكاهي ورشيد مسرور رائدهم وإمامهم وكبيرهم الذي علمهم الفكاهة…لكن اليوم بعضهم ظهر سهمه في الإعلام وأخفى عن الأنام انه في يوم من الأيام كان تلميذا لفنان للأسف لا يعرفه الإعلام هذا الفنان يدخل السرور، واسمه بكل سرور: رشيد مسرور…نعم أخص بالذكر الفكاهي باسو الذي قام بسرقة الكثير من لوحات الفنان، بل حتى الجائزة التي حصل عليها هذا الفكاهي في برنامج كوميديا من القناة الأولى كان من بينها لوحات لمسرور…وقد اخبرني الفنان مسرور المراكشي في آخر زيارة له إلى بيتي بأن الأخ الصحفي المتميز محمد لغروس جمع بين الفنان مسرور والفكاهي باسو ليتعاونا في أعمال فنية مشتركة، لكن الأخير رفض وطلب من مسرور الاكتفاء بكتابات النصوص له، وانتهى اللقاء دون اتفاق. لكن الفكاهي باسو لم يقف عند حده وتمادى في السرقات الفنية آخرها ما شارك به في قناة دوزيم بسكيتش حمل عنوان : باسو ينتقد المسؤولين .. الله الله على انتقاد المسؤولين.. باسو انتقد نفسك أولا، واترك السرقات ثانيا…وكن أنت أنت، واترك التقليد فإن لك من المؤهلات ما يمكنك من التميز والنجاح في هذا المجال. تحياتي لك أخي الفنان المبدع مسرور ودمت مبدعا ومتألقا، ومناضلا متفوقا.