رحل "دانييل"، مغتصب أحد عشر طفلا مغربيا، إلى إسبانيا بسرعة في اليوم الموالي من حصوله على العفو الملكي ضمن 48 سجينا إسبانيا شملهم العفو بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الرابعة عشر لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، أي في 31 من يوليوز، رغم أن مدة صلاحية جواز سفره قد انتهت، والسؤال المطروح "لماذا هذا التسرع؟ ومن سمح له بالمغادرة رغم أن جواز سفره قد انتهت صلاحيته؟". لا شك أن "دانييل" فطن إلى أن خروجه من السجن بعفو ملكي، بعد قضائه 32 شهرا فقط من عقوبته الحبسية الأصلية البالغة 30 سنة، سيثير موجة غضب عارمة في المغرب في وسط أهالي الأطفال الذين اغتصب فلذات أكبادهم، وعليه أن يفر بجلدته قبل أن يراجع القرار فيجد نفسه مجددا وراء القضبان! كما لا ريب في أن المجرم الإسباني، مغتصب الطفولة المغربية، لم يكن ينتظر أن تأتيه هدية مثل هذه في طابق من ذهب لم يكن ليحلم بها في وطنه الأم إسبانيا لو فعل مثل ما فعله في المغرب، فحزم حقائبه باكرا وطار إلى إسبانيا فرحا بمعانقة الحرية التي كان من الممكن أن لا يستنشق نسيمها مجددا لو قضى عقوبته كاملة في السجن خصوصا وأن سنه ليس بالصغير! فقد كشف محامي "دانييل فيينو كالفان"، محمد نجدو، في تصريحات صحافية، أنه فوجئ هو أيضا بالعفو الملكي الذي استفاد منه موكله الاسباني، قبل أن يضيف أن "العفو الملكي لا يناقش". محامي المواطن الإسباني قال أيضا أن موكله تقدم في 31 يوليوز لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة وحصل على جواز سفره المنتهي الصلاحية، لكنه مع ذلك غادر المغرب، فمن سمح له بالسفر بجواز سفر انتهت صلاحيته؟ سؤال سيظل معلقا إلى أجل قد يكون غير مسمى! يأتي هذا في وقت نفى فيه القصر الملكي الإسباني علمه بوجود اسم المغتصب الإسباني ضمن لائحة المستفيدين من العفو الملكي، بعد أن أكد طلب الملك خوان كارلوس من الملك محمد السادس العفو عن مجموعة من المسجونين الإسبان بالسجون المغربية، فيما الديوان الملكي يلتزم الصمت والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يعلق في تصريح صحافي مقتضب اليوم، الخميس، "تم ترحيل إسباني اسمه دانييل فينو غالفان إلى اسبانيا"!