بدأت يوم أمس السبت في تونس التي انطلق منها شرارة الثورات العربية، حملة أول انتخابات رئاسية ما بعد الثورة ، المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من نوفمبر المقبل. وبدأ المرشحون في اختيار أماكن متعددة من تراب تونس كمحطات لانطلاق حملاتهم الانتخابية، لما تحمل هذه الاماكن من دلالات ورموز. فقد اختار مرشح الانتخابات الرئاسية والرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي اليوم الأحد 2 نوفمبر، تونس العاصمة لانطلاق حملته الانتخابية بتنظيم اجتماع شعبي في إحدى قاعات العرض المعروفة. والمرزوقي. ودعا المرزوقي عبر شريط فيديو بثه على صفحته الرسمية على فيسبوك، الشباب إلى تأييد ترشيحه قائلا "أريدكم أن تؤيدوني بكل السبل". بينما أعلن حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية عن انطلاق حملته الانتخابية اليوم الأحد من أمام ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مؤسس دولة الاستقلال. ورشح الحزب رئيسه السياسي المخضرم الباجي قايد السبسي (87 عاما) لخوض السباق الرئاسي الذي سبق له أن شغل مناصب وزارية في حكم الرئيس الأول لتونس بعد الاستقلال عن فرنسا الحبيب بورقيبة منذ عام 1956. ويعتبر الباجي قايد السبسي نفسه " مرشح القرن الحادي والعشرين" وكوريث لأب الاستقلال بورقيبة كما يدافع عن صلاته بمناصرين سابقين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويحمل اختيار نداء تونس لساحة روضة لآل بورقيبة بمدينة المنستير موطن الرئيس الأول لتونس إشارة رمزية لأنصاره. وسيكون السبسي في مواجهة 26 مرشحا آخر للرئاسة في 23 نوفمبر الحالي أبرزهم الرئيس المؤقت الحالي المرزوقي، ورئيس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي وحمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية (يسار) والقاضية السابقة كلثوم كنو ووزراء سابقين في حكم بن علي. من جهته، اختار محمد الهاشمي الحامدي مرشح حزب تيار المحبة، أن يستهل حملته الإنتخابية بزيارة إلى قبر محمد البوعزيزي بمدينة سيدي بوزيد، ونقل موقع "تونس سكوب" الإلكتروني، عن الحامدي، في كلمة له أمام أنصاره بسيدي بوزيد، إن نجاح جهة سيدي بوزيد في تغيير تاريخ العالم بأكمله وصنعها معجزة أولى حينما كانت أولى الجهات التي ثارت على الظلم والحيف التهميش". ووصل الحامدي ليل الأحد إلى مسقط رأسه سيدي بوزيد، بعد 18 سنة من الغياب بمنفاه في لندن، وكان في استقباله أنصاره قدموا من مناطق مختلفة في البلاد، حسب مصادر إعلامية محلية. وقد شدد الحامدي على "أن المطلوب من الجهة الآن القيام بمعجزة ثانية ودعمه ليكون رئيسا قادما للجمهورية على خلاف توقعات الملاحظين الذين يرشحون شخصا بعينه لهذا المنصب" على حد قوله. وكانت تلك إشارة منه إلى ترجيحات استطلاعات الرأي بفوز الباجي قايد السبسي في الانتخابات الرئاسية، بينما يتواصل الأخذ والرد في معسكر منافسيه من أحزاب يسارية وديمقراطية اجتماعية، بحثا عن مرشح توافقي، خصوصا بعد ما منيت عدد من تلك الأحزاب بالخسارة في الإنتخابات التشريعية. وقد دعت حركة النهضة ، التي لم تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية وتراجعت في الانتخابات الشتريعية إلى المركز الثاني، إلى التصويت إلى مرشح توافقي، وأبدت مخاوفها من عودة سيطرة الحزب الواحد على الحياة السياسية في البلاد. ومن جهته دعا رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى توحيد قوى الأحزاب الديمقراطية الوسطية والاجتماعية من أجل التوافق حول مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر. ويتنافس في الإنتخابات الرئاسية 27 مرشحا في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ويفترض تنظيم جولة ثانية من الانتخابات في نهاية دجنبر في حال لم ينجح أي من المرشحين في الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الاولى. وهي المرة الأولى التي يخوض فيها التونسيون انتخابات لاختيار رئيسهم في ظل الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه بداية العام الجاري إثر ثلاثة أعوام من الثورة التونسية.