أكد وزير الداخلية المغربي الحرص على مواصلة دعم الأجهزة الأمنية لتحديثها والرقي بعملها، وفق مقاربة تنصهر فيها جهود كافة الفاعلين في المجال الأمني وتوطيد التعاون الأمني على الصعيد الخارجي لمكافحة الارهاب فيما اشاد وزير الداخلية الاسباني بالتعاون الأمني مع المغرب. وكشف المسؤول المغربي عن قيام الاجهزة الامنية لبلاده بتفكيك 16 خلية إرهابية خلال السنة الماضية، وأوقفت 23 مجموعة إرهابية وأن 864 مغربياً ينشطون بقوة في تنظيمات «داعش» بين سوريا والعراق، وأيضا بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل من بينهم نساء وأطفال مغاربة تم استقطابهم من طرف تنظيمات «داعش» حيث بلغ عدد النساء يبلغ 284 وعدد الأطفال بلغ 333 طفلا وبلغ عدد المغاربة الذين سقطوا في ميدان الحرب برسم السنة الماضية هو 498 في سوريا، و69 في العزاق. وأكد وزير الداخلية المغربي أنه بالنظر إلى الأبعاد الخطيرة وغير المسبوقة للظاهرة الإرهابية، فإن المصالح الأمنية ستواصل التعامل مع الإرهاب باعتباره معطى بنيويا يشكل هاجسا أمنيا حقيقيا. وذكر في هدا السياق بانخراط المغرب في جميع العمليات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار إلى مشاركة المغرب في مجموعة من العمليات الأمنية والاستخباراتية الرامية إلى مكافحة الإرهاب مع الدول التي يرتبط معها بتعاون في هذا المجال ، مبرزا أن هذا التعاون مكن من تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية فضلاً عن كون تدخل المصالح الأمنية المغربية كان فعالاً في إجهاض مجموعة من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن الداخلي لبعض الدول. واضاف ، ان المغرب اتخذ مجموعة من التدابير الأمنية لمواجهة الشبكات الإجرامية النشيطة في مجال تهريب البشر مما ساهم في تفكيك العديد من التنظيمات الإرهابية. وكشف في هذا الإطار عن أن السنة الماضية عرفت إيقاف أزيد من 36 ألفا و216 مرشحا للهجرة غير الشرعية وتفكيك 61 شبكة إجرامية تنشط في تهريب البشر. وقال وزير الداخلية الإسباني، خوان اغناسيو زويدو إن التعاون «القيم « للمغرب مع اسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب، يدل على أن «أمن المملكة يضمن أيضا أمن إسبانيا». وشكر اثناء تعليقه على تفكيك الاجهزة الامنية المغربية لخلية إرهابية بتعاون مع المصالح الأمنية الإسبانية، «الأصدقاء والشركاء والحلفاء بالمملكة المغربية على التعاون القيم في مجال مكافحة الإرهاب». وقال ان هذا التعاون يبرهن على اننا نكون «اكثر قوة «عندما نكون مجتمعين ، ويبرز أهمية التعاون الدولي للشرطة كمحور استراتيجي في مجال مكافحة الإرهاب. وأعلنت وزارة الداخلية المغربية أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن، بتنسيق مع المصالح الأمنية الإسبانية، اول من امس الاثنين، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر موالين لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية»، تم إيقاف أحدهم في مدينة طنجة. وأضاف زويدو، أن المجهودات التي تقوم بها المصالح الأمنية المغربية مكنت من ضمان الأمن، سواء بالمغرب أو بداخل التراب الأيبيري»، موجها شكره إلى «عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، وكذا أفراد الأمن بالمملكة المغربية الصديقة والشريكة والحليفة، بالنظر إلى ما تقوم به من أجل ضمان تعاون ثمين في الحرب ضد الإرهاب». وقال أن «عمليات تفكيك الخلايا بشكل مشترك تؤكد مرة أخرى أهمية التعاون الدولي كمحور استراتيجي في ميدان مكافحة الإرهاب»، مبرزا أن «هذا النوع من التعاون يسمح بالتصدي للتنظيمات العدائية من داخل التراب الإسباني، وأيضا من بلدان الخارج التي تعرف حالات الانفلات الأمني. وبالتالي، فإن ما تتمتع به المملكة المغربية من استقرار سينعكس، لا محالة، على إسبانيا». وأكد المسؤول الاسباني أن «هذه العمليات الرائعة بشأن تفكيك الخلايا الإرهابية بشكل مشترك تحُول دون تحقيق المتطرفين لأهدافهم الساعية إلى حرمان المواطنين الإسبان من حقهم في الحرية والحياة، داخل دولة يسود فيها احترام القانون»، مشددا على «ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال التصدي للإرهاب؛ وذلك بهدف تفادي وقوع أي خطر إرهابي داخل تراب المملكة الأيبيرية». ورفعت وزارة الداخلية الإسبانية حالة التأهب الأمني القصوى إلى المستوى الرابع منذ الهجوم الدموي التي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الساخرة في العاصمة باريس، كما قامت أيضا بتشديد التدابير الأمنية على مستوى النقط الأكثر حيوية بالبلاد، وهي الخطوات الأمنية نفسها التي اتخذها العديد من البلدان الأوروبية تحسباً لوقوع هجمات إرهابية من شأنها تهديد أمنها الداخلي. وقالت تقارير رسمية اسبانية ان القوات البحرية المغربية ونظيرتها الإسبانية تجري مناورات عسكرية مشتركة، في خليج قادس إلى غاية اليوم الاربعاء بينما ستجرى المرحلة الثانية من هذا التدريب السنوي بالدار البيضاء.