حين رأيته ينزل ضيفا ثقيلا، ليس في الدم طبعا وإنما كقيمة وفاعل مؤثر على برنامج العالم الرياضي، خاصة عندما بدا عبوسا قمطريرا وهو يشيح بوجهه ويضيف على تقاسيمه أخاديد من الوجوم والعبَس، أدركت أن الفقيه النصيري جاء هذه المرة في صيغة النذير وليس البشير، وأيقنت أن المفتي مدير المجموعة والكرة والريموت كونترول التي يتحرك على ضوء ضغطات زرها أكثر من ماريونيط مبرمج، إنما جاء ليجني على الذين ساهموا في كشكول الشغب والعبث والهرج والفوضى، وهلم شرا من أوصاف الضحالة والشذوذ عن نص الرياضة كما جنت براقش على أهلها·· تابعوا معي فصول واحدة من المهازل السمجة، وواحدة من حلقات الميوعة والإسفاف والغواية المستمدة من الهواية، كما أنجزتها وأبدعت فيها لجنة تتباهى وتتماهى بإنزال سوط العقاب، بإلهاب ظهر المذنبين وبالتفنن الذي يصل درجة الإعتداد والتأريخ لها، حين نشخص ونحلل ظواهر حملتها نفس اللجنة اللتأديبية على محامل متناقضة وتتنافى وسلم العقاب، رغم أنها تندرج ضمن نفس الخانة وتنضوي تحت نفس لواء المروق أو اللاإنضباط إن جاز الوصف، دون أن تقدم لجنة هي خليط من أشخاص المفروض فيهم أن يكونوا أصحاب مرجعية قانونية، ووعاء النصوص هو ما يحكمها وليس اجتهادات مبنية على سلطة تقديرية أو ظرفية أو ما يسمى ب >الحملة< و>الوقت الخايبة<· لكن قبل هذا وذاك، لم أتعمد حشر إسم محمد النصيري الذي أعرفه جيدا ويعرفني أكثر هكذا مجانا، لأني أدرك أن نباهة، فطنة، حكمة وتراكمات السنون أتاحت للرجل قدرا من الدهاء الذي يجعله يجيد ساعة مبارحة الجحر وساعة إقفال الهاتف في وجه سادة البرمجة التلفزية، وساعة يزهد ويعتكف حتى يكون البحث عنه أشبه بإدراك إبرة في خم الدجاج، فالنصيري دائما في حضرة نفس البرنامج >العالم الرياضي< إنما أرسل إشارات دالة إلتقطتها لجنة المهداوي على عجل ومضض، وهي أن الصور التلفزيونية التي تناقلت عنترية مامي السملالي بالأغظف، إرغاد وإزباد عصام الراقي بالعبدي وثورة الشهبوني >الجاكيشانية< على مساعد الحكم الحرش ومعها غضب هشام العمراني وتيه عدنان مستطيطاف والموصافي·· هذه الصور ستشكل مرجعا لإنزال ناصية العقاب، بل >حوقلة< النصيري عقب كل مشهد شاذ وإلحاحه على ما تفرزه هذه المسلكيات من إساءة لمنتوج مهدد بالكساد، فرضت على اللجنة في إفادات قدمتها لبعض المنابر المكتوبة على أن الإعتداد بالوقائع سيستند على صور البشاعة والرعب كما إلتقطتها عدسات المصورين، الله أكبر···! كل هذا جميل ومقبول وطالما ألححنا عليه باستحدام الفيديو كأداة للمتابعة، كوسيلة للرصد كما هي مثبتة تجاه الجمهور لكن الكيل بمكيالين أمر مرفوض في الجملة كما في التفصيل، وجعل كوطة العقوبات معروضة ب >السايل< أو >الصولد< أو >الريباخة< فهذا مرفوض أيضا· نفس الكاميرا التي نقلت الراقي المستفز من رجل أمن محلَّف قبل أن يأخذ حقه بيده وهو سلوك مشجوب ومرفوض من لاعب دولي، هي ذاتها التي رصدت متولي الرجاوي يتوجه للجمهور بأبشع وأبغض وأذم حركة، بل جعلت وفرضت على أسر اجتمعت على موعد الديربي أن تنفض لاعنة المنكر وصاحبه، ليتم توقيف الراقي حولا لأنه لا حول له ولا قوة ومتولي أجل غير مسمى، سمي بعد ذلك في 3 مباريات، لأنه بإختصار السيد الحكم لم يره ولم يدبجه في تقريره· هي نفس الكاميرا التي ضبطت حليوات المسكين يصوب رشاشه ساعة غضب وإنفلات صوب رمسيس وفرضت على السيدة الوزيرة أن تطالب من حيث لا تدري بإعدام اللاعب، لأنها قالت في حضرة نواب الأمة أن >مدى الحياة< لا تكفي والمعروف في عرف الأحكام هو أن الذي يلي مدى الحياة هو "الإعدام"، وهي نفس الكاميرا التي ضبطت شاكو ولد البرنوصي >يغرس< سلك أسنانه في جبهة >العماري<، وغير هذه الحالات كثيرة، وكأن لجنة التأديب تطبق بالحرف >الديب حرام وبلولو حلال< ولحسن الحظ كما قال لي الزاكي أن القدر رتب له تخلفا عن موعد الدورة المجنونة وإلا >لكانت الحملة ساكتو< لأن الرجل لازال سورسي· لتتحلى اللجنة التأديبية بالشجاعة الأدبية، ويعلن بعض أعضائها إستقالتهم لأني لدي ما يثبت وبشهادة الزميل أسامة بنعبد الله أن أحد أعضائها قال لي بالحرف: >صدقني لقد وقعنا على وثيقة إدانة حليوات ب 6 أشهر وانفض جمعنا وفوجئنا بعد ذلك عبر قصاصة التلفزة بأن نفس اللاعب موقوف مدى الحياة، طلبت من أحد أعضاء اللجنة أن نستوضح الأمر فرفض، وقال أنه من فوق ولم يشأ أحد التحلي بالشجاعة والإستقالة<· >من فوق< هته بحاجة لوقفة وبحاجة لتوضيح، لأنه إذا كان الإشتغال في صيغة الصوري والإئتمار بالأوامر فتلك طامة ما بعدها طامة· الباريم يقول يا سيد مهداوي كرجل قانون وعقود >لا اجتهاد مع نص< أن الراقي ومتولي يتوجب إيقافهما 6 مباريات وحليوات مثلها أو 5 لقاءات، لأن الأولان معنيان بإساءة لفصيلة الجمهور، والثاني الحكم، أما إذا إستمر الوضع على إيقاعات إجتهادات >اسكوبار< فالحصيلة هي أن لاعبينا سيجسدون ما شاهدناه في >كازانيكرا<، في حين صناع الفتنة الحكام المحميون من الشهبي الذي يبحث لهم عن معالجين نفسانيين ومن أقلام تصب النار على البنزين، فهم مدعوون للحبور بمآل المعدمين، ولتعلم اللجنة التأديبية وتستحضر أن هناك قاضيان بالنار وقاض بالجنة، وليدرك النصيري أن ميساجه حلت شفراته بالخطأ·