هل يفلت الفرسان بجلدهم من قبضة العساكر؟ شاءت قرعة إقصائيات كأس العرش أن تضع فريقا الدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي وجها لوجه في اصطدام حارق ضمن مرحلة الثمن التي ستفرض على أحد الفريقين مغادرة منافسات الكأس الفضية مبكرا، ويراهن فرسان دكالة الذين تخطوا حاجز اتحاد بلدية أيت ملول بسهولة في دور سدس عشر النهاية، على امتياز الأرض والجمهور لتخطي منافسه العسكري العنيد ومواصلة حضوره في أغلى المسابقات الكروية الوطنية، بينما يعول وصيف بطل الموسم الماضي المتأهل على حساب فتح الناظور بثلاثية نظيفة، على تجربة لاعبيه وكذا خبرة مدربه المخضرم محمد جواد الميلاني الذي يعرف جيدا خبايا المطبخ الدكالي، للعودة بتذكرة التأهل من قلب ملعب بن محمد العبدي الذي سيكون مسرحا لقمة مثيرة بين الفرسان والعساكر مفتوحة على كل الإحتمالات. لم تكن قرعة كأس العرش لهذا الموسم رحيمة بالفريق الجديدي، بعدما أجبر في دور سدس عشر النهاية على قطع مسافة 1040 كلم بالتمام والكمال ذهابا وإيابا إلى سوس العالمة لمنازلة اتحاد بلدية أيت ملول بملعب الإنبعاث بأكادير الذي خاض على أرضيته مباراتين في خمسة أيام واحدة منها في «البطولة الإحترافية»، وجد الدفاع نفسه في الدور الموالي لذات المسابقة في مواجهة لوصيف بطل الموسم المنصرم على صعيدي البطولة والكأس الجيش الملكي صاحب الرقم القياسي الوطني من حيث عدد ألقاب كأس العرش (11 لقبا)، عكس منافسه الجديدي الذي يبقى سجله حتى الآن خال من أي لقب، والذي سيكون في مهمة صعبة جدا أمام الزعيم نهاية الأسبوع الجاري، غير أن أصدقاء العميد صعصع الذين أنجزوا مهمتهم بنجاح أمام الفريق الملولي وأراحوا أعصاب مدربهم الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي بدا متأثرا بعض الشئ بعد هزيمة فريقه غير المنتظرة أمام الحسنية في البطولة الإحترافية، يدركون جيدا ما ينتظرهم في هذا النزال القوي وعازمون على رفع شعار التحدي ضد العساكر وانتزاع بطاقة العبور إلى دور الربع، ومباشرة بعد عودته من أكادير التي قضى بها أسبوعا كاملا، استفاد معظم لاعبي فارس دكالة من فترة راحة قصيرة، باستثناء ستة عناصر التي خضعت لتداريب خاصة لاسترجاع طراوتها البدنية، وقد عاد الدفاع مع مستهل هذا الأسبوع لاستئناف تحضيراته تحضيرا لقمة الثمن، حيث وضع المدرب بنشيخة برنامجا إعداديا خاصا حتى يكون فريقه جاهزا بدنيا تقنيا وتكتيكيا للمقابلة المقبلة التي ينتظر أن يعتمد فيها مروض الفرسان على نفس التوليفة البشرية المألوفة التي ظهر بها الأخضر الدكالي في المباريات الثلاثة الأخيرة، مع إمكانية قيامه ببعض التعديلات البسيطة على مستوى خط الهجوم للرفع من درجة فعاليته وتعزيز حظوظ الدفاع في التأهل. الطرف الثاني في هاته المواجهة الحاسمة الجيش الملكي الذي تأهل بدون عناء إلى دور الثمن على حساب فتح الناظور من قسم الهواة، يراهن كثيرا على نزاله القوي ضد الدفاع لاستعادة ثقة لاعبيه بعد البداية المتثائبة في منافسات البطولة الإحترافية التي جنى منها الزعيم حتى الآن نقطة واحدة تحصل عليها من تعادل خارج القواعد بفاس، وهو نفس الرصيد الذي في حوزة منافسه الدكالي الذي سيكون لأول مرة في مواجهة مدربه السابق محمد جواد الميلاني منقذ الجديدة من السقوط لموسمين، والذي كان قد باشر عمله مع الفرسان قبل أن يجمع حقائبه ويتجه إلى العاصمة للارتباط مجددا بالجيش الملكي، فاسحا المجال للجزائري عبد الحق بنشيخة لإكمال العمل الذي كان قد بدأه مع الفريق قبل ثلاث سنوات، ويتوقع أن يظهر الفريق العسكري أمام الدفاع بكامل عناصره الأساسية، بما في ذلك المنتدبين الجدد الذي يعول عليهم الزعيم للتوقيع على انطلاقة حقيقية من ملعب العبدي تعيد البسمة إلى أنصاره ومحبيه. إذن، هي مباراة بتوابل خاصة وقمة في الندية والإثارة، ستكون خلالها واقعية بنشيخة وصرامة الميلاني في المحك، لكنها في النهاية لن تفرز إلا مؤهلا واحدا إلى ربع نهاية كأس العرش، في حين سيغادر الطرف الثاني في المواجهة السباق مبكرا إنسجاما مع قانون المسابقة.