هو من بين اللاعبين الذين عمَّروا طويلا في الملاعب بعد تجربة طويلة كانت ناجحة خاصة مع إنتر ميلانو الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني، ناهيك أيضا على مساره المتميز مع المنتخب الألماني والذي كلله بخمس مشاركات في المونديال كأحد الأرقام القياسية لمشاركة اللاعبين في كأس العالم. «المنتخب» التقت بالنجم الألماني السابق لوتر ماتيوس وكان معه هذا الحوار حول مواضيع تهم المونديال القادم ومواجهته التاريخية أمام المنتخب المغربي في مونديال مكسيكو 86. المنتخب: سيتابعك الجمهور العربي على قناة الجزيرة الرياضية هذه المرة كمحلل في المونديال بعد أن تعود عليك كلاعب، كيف ترى هذه التجربة لوتر ماتيوس: سأكون سعيدا بلقائي الأول بمشاهدي قناة الجزيرة الرياضية، طبعا لاعب الكرة لابد وأن يأتي اليوم الذي يسدل فيه الستار على مساره الكروي، اليوم دخلت هذه التجربة في المونديال وأتمنى أن نستمتع كلنا بمونديال جيد ومثير لأنه الحدث الأبرز الذي ننتظره كل أربع سنوات. المنتخب: كيف يمكن لمحلل أن يتميز بالحيادية ويلتزم بهذا العامل، علما أن المنتخب الألماني سيكون من بين المشاركين؟ لوتر ماتيوس: مثل باقي المحللين والصحفيين لابد وأن هناك فريقا أو منتخبا مفضلا ستشجعه، وهذا ليس عيبا، لكن عند التحليل يجب الإلتزام بالحيادية، فالمحلل يكون مسؤولا على كلامه وهناك جمهور كبير يتابع الإستديوهات التحليلية وينتبه لما نقول، طبعا المنتخب الألماني سيكون طرفا في معادلة تحليل المباريات. المنتخب: لكن الأكيد أن قلبك سيكون مع منتخب بلادك ألمانيا؟ لوتر ماتيوس: بالطبع سأكون أول المشجعين لمنتخب بلادي وسأنتقده إذا ما كان يستحق الإنتقاد، مسؤوليتي تحتم علي الفصل بين الإنتماء والتحليل، فكما أكدت فمبدأ الحيادية لابد وأن يكون لضمان النجاح. المنتخب: وماذا عن فرصة المنتخب الألماني؟ لوتر ماتيوس: المنتخب الألماني يكبر في المسابقات الكبيرة وغالبا ما يفاجئ خصومه، المنتخب الألماني عليه أن يقوم بجهد كبير ليحقق أهدافه، هناك منتخبات كبيرة ولها تاريخ مجيد في كأس العالم وبالتالي فالمنافسة ستكون قوية من أجل الظفر باللقب. المنتخب: المنتخب الألماني يعتمد في غالبيته على اللاعبين الذين يمارسون بالبطولة المحلية هل ترى أن هذا المعطى إيجابي؟ لوتر ماتيوس: سنرى إذن، علما أن المنتخب الألماني حاليا يعيش نفس وضعية المنتخب الإسباني أحد المرشحين للفوز باللقب، لكن الفارق إنما يكمن في أن جودة الإسبان تفوق لاعبي المنتخب الألماني، يذكرني ما يعيشه المنتخب الإسباني الفترة التي كان عليها منتخبنا عندما كان يضم ستة لاعبين من بايرن ميونيخ. المنتخب: ربما أنت من بين من يرشح المنتخب الإسباني للفوز باللقب؟ لوتر ماتيوس: المنتخب الإسباني هو أحد المنتخبات الذي يقدم الكرة الجميلة التي افتقدناها وأنا أشاطرك الرأي للقول أن المنتخب الإسباني هو إمتداد لبرشلونة الذي يقدم أفضل المستويات، وغالبيته تتكون من اللاعبين الإسبان وهو ما يعطي قوة إضافية له، لذلك أرشح المنتخب الإسباني أن يصل إلى المباراة النهائية إلى جانب المنتخب البرازيلي. المنتخب: سأعود بك إلى الوراء إلى مونديال 1986 بالمكسيك حيث لاقيتم المنتخب المغربي في الدور الثاني؟ لوتر ماتيوس: كنا ندرك أن المواجهة لن تكون سهلة خاصة أن المنتخب المغربي كان قد فاز على البرتغال (31) وتصدر المجموعة ومن خلال متابعتنا لمبارياته الثلاث أمام بولونيا وإنجلترا والبرتغال تأكد لنا أن المنتخب المغربي لن يكون بالخصم السهل ولا بالقنطرة السهلة العبور، وهو ما كان حيث سجلنا فوزا صعبا في الأشواط الأخيرة من المباراة. المنتخب: وكنت أنت من سجلت هدف الفوز؟ هل لك أن تحدثنا عن هذا الهدف الثمين؟ لوتر ماتيوس: لماذا تريد أن تذكر المغاربة بهذا الهدف القاتل، على العموم كان هدفا ثمينا عن ضربة خطأ جاءت في مكان مناسب وفي وقت جد هام لأننا كنا نريد أن نتجنب الدخول في الشوطين الإضافيين بدت أمامي ثغرة في الحائط حيث راهنت على استغلالها ومن تم سددت كرة زاحفة استقرت في الشباك كان صعبا على الحارس أن يتصدى لها، لكن على العموم كانت من بين المباريات الصعبة التي واجهناها في مونديال 1986.