قبل عام واحد فقط ، هتفت الجماهير المدريدية للمهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوين وأسرفت في التحية والتهنئة لنجم التانجو مثل باقي نجوم ريال مدريد بعد الفوز الرائع للفريق بلقب الدوري الأسباني لكرة القدم. وفي غضون عام واحد فقط تحولت التحية وهتافات الإشادة إلى عبارات استنكار وصيحات استهجان ليدرك هيغوين الحقيقة التي لا تقبل أي شك وهي أن عام واحد يبدو وقتا طويلا للغاية في عالم الساحرة المستديرة التي يمكن لأحوالها أن تنقلب رأسا على عقب في غضون فترة قصيرة للغاية. وفي الثاني من مايو 2012 ، كان هيغوين من اللاعبين الثلاثة الذين هزوا شباك أتلتيك بلباو ليقودوا الريال إلى الفوز 3/صفر وحسم لقب الدوري الأسباني. ونال اللاعب هتافا رائعا وتحية عريضة من الجماهير التي حضرت اللقاء على ملعب بلباو. وطالبت الجماهير بعدها مسؤولي النادي الملكي ببذل أقصى جهد للإبقاء على هيجوين ضمن صفوف الفريق بعدما كان مصير اللاعب مجهولا في ظل التقارير التي أشارت إلى اقتراب رحيله عن الريال. وكان هيغوين من بين أكثر الأسماء التي رددتها جماهير الفريق خلال الاحتفال باللقب في شوارع العاصمة الأسبانية. كما لبى اللاعب رغبات وطموحات جماهير النادي الملكي وظل في صفوف الفريق. ولكن الحال انقلب رأسا على عقب وأشار أنصار الفريق مؤخرا بأصابع الاتهام إلى عدد من لاعبي الفريق ومنهم هيغوين خاصة بعد تضاؤل فرص الفريق في الدفاع عن لقب الدوري الأسباني باتساع الفارق مع برشلونة المتصدر واقتراب الأخير من استعادة اللقب. وتفاقم الوضع السيئ وانتقادات الجماهير لهيغوين بعدما فشل اللاعب في قيادة الفريق لاستكمال العودة أمام بوروسيا دورتموند حيث فاز الريال 2/صفر على ضيفه الألماني في مباراة الإياب بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا وخسر 3-4 في مجموع المباراتين بعدما خسر 1-4 في دورتموند ذهابا. وكان الريال بحاجة إلى هدف ثالث في لقاء الإياب لانتزاع بطاقة التأهل للنهائي ولكن هيجوين فشل في منح الريال هذا الهدف حيث أهدر فرصة خطيرة للغاية في بداية المباراة واستحق هتافات الجماهير العدائية ضده لدى استبداله في وسط الشوط الثاني بنزول الفرنسي كريم بنزيمة مكانه. وبعد هذه المباراة ، خاض الريال مباراتين على ملعبه بملعب"سانتياغو برنابيو" بالعاصمة الأسبانية مدريد وكان الوضع مماثلا حيث أطلقت الجماهير صفارات الاستهجان ضد هيغوين في كل من المباراتين ولكن هذه المرة لدى نزوله كلاعب بديل بعدما وضعه البرتغالي جوزي مورينيو المدير الفني للفريق ضمن البدلاء أمام بلد الوليد ثم أمام مالاجا أمس الأول الأربعاء. وبعد المباراة أمام مالاغا ، أعرب أيتور كارانكا المدرب النمساعد لمورينيو في الريال عن أسفه لما يمر به هيغوين من أزمة وقال "إنها كرة القدم. قبل عام واحد ، فزنا بلقب الدوري في بلباو وسط هتافات الجماهير له. نعلم أن هيغوين لا يمر حاليا بأفضل فترة في مسيرته ، ولكن عليه أن يواصل العمل. يعرف تماما كيف يراه الطاقم الفني للفريق". والمثير أن الأرقام والإحصائيات تضع هيغوين في موقف أفضل من بنزيمة حيث سجل اللاعب 13 هدفا في 25 مباراة خاضها مع الريال بالدوري الأسباني هذا الموسم مقابل عشرة أهداف فقط لبنزيمة في 28 مباراة مع الفريق في الدوري هذا الموسم. ولكن ما أفسد علاقة هيغوين بالجماهير هو مستواه في مباريات الريال بدوري الأبطال وهي البطولة التي انصب عليها تركيز الجماهير كثيرا في الموسم الحالي. وفي 48 مباراة خاضها هيغوين /25 عاما/ مع الفريق في دوري الأبطال على مدار مسيرته مع الريال ، لم يسجل النجم الأرجنتيني سوى ثمانية أهداف. وتتزامن صفارات الاستهجان من الجماهير ضد هيغوين مع ما يثار من جدل وشائعات حاليا بشأن إمكانية رحيله عن صفوف الريال بنهاية الموسم الحالي. وأكدت صحيفة "إل كورييري ديللو سبورت" الإيطالية الرياضية مؤخرا أن نادي يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي في الموسمين الماضي والحالي هو الجهة المقبلة لنجم التانغو.