إحداث سياسة كروية شاملة وإدارة تقنية وطنية لأفق ما بعد 2015 حدث ما حدث بتانزانيا في ثاني أكبر زلزال كروي لأسود الأطلس في أقل من ثلاثة أشهر، ترى هل خجل البيت الجامعي من هذه المزبلة الكريهة لأفظع النتائج؟ وهل يعشق أهل الجامعة السيطرة على قلوب المغاربة بذات كرًات الحزن؟ ألا يشعر الفاسي الفهري ومن معه بكوارث نفسية أمام هذا المصاب الغريب لجهازه المثخن بالمال والسلطة من دون أن يجهز على واقع الكرة والمنتخبات بالتغيير الكاريزمي؟ النتيجة تقول أن رجل القرار الجامعي المغربي غير موجود من بين 35 مليون نسمة وستظل سياسة الكرة بالمغرب على هذا النحو من المعاناة الصادمة.. تعالوا نقرأ تفاصيل الكارثة الجديدة. الثورة الفاشلة في أكثر المواقف جرأة وبالعقل الذي لا ينساق وراء العاطفة اتجاه الناخب الوطني لأنه صديق ككل المدربين المغاربة، كنت أبحث عن الطوسي كرجل مرحلة في جلبابه الكبير والدولي وليس كمدرب عادي، ولكنه أخفى عنه هذا الستار الذي يحلم به أي مدرب في العالم قيمة وذكاء وغنى بملايين أكثر من عشر وزراء، وقتل ما يسمى بمشروع مستقبل الفريق الوطني في أدنى مستوياته الدولية أمام منتخب تانزاني أنزلنا أكثر بشاعة من حضورنا بنهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وورط كل الأطياف الكروية بالمغرب ليس لأن هوية الأسود تلاشت، بل لأن كل من يتحدث عن الذل والعار مسئول عن سياسته الداخلية بالنادي والبطولة والعصبة والجامعة وفي كثير من الأوضاع المتردية للسياسة الكروية بالبلاد.. والناخب الوطني برغم أنه فشل في موقعه كرجل غير جدير بالمنتخب لمعطيات عدة، أقواها الكاريزمية في الإختيارات التي لم ينجح الرجل في تثبيتها على أرض الواقع وربما كانت موجهة من الغير بدرجة عالية من زرع الألغام وانساق معها الرجل على هذا النحو الغبي من الإنصات الذي زلزل قلوب المغاربة مجددا في أقل من ثلاثة أشهر، فهو من يتحمل هذه المصيبة النكراء، وهو المسئول عن هذه الكارثة جملة وتفصيلا من دون أن يلصقها باللاعبين لأنه هو من اختارهم، ومن وضعهم في جحيم اللا خبرة حتى بلا خبرة المحترفين الجدد بالأدغال الإفريقية، وقد نبهت بتسلسل ماراطوني في أعمدة «المنتخب» على أن الثورة التي أحدثها الطوسي ليست بالمجدية مع محتويات مشروعه هذا إذا كان له أصلا مشروع لبناء منتخب كبير لا يبنى أصلا في أشهر قليلة، وإنما لسنوات من التجريب والإحتكاك حتى ولو أقصي من أي مجال دولي أو قاري، والثورة لا يمكن أن تحدث إلا إذا بلغ السيل الزبى مع أن كل الإمكانيات كانت متاحة أمامه، والموروث البشري موجود أمامه بالقاعدة الموسعة للمحترفين الذين أهلوه لكأس إفريقيا، وكان من الأفيد أن يقرأ تركة غيرتس الشاملة لكونها لم تكن سيئة بالكان 2012، ولكن كانت بحاجة لرجل متمرس وكاريزمي ومحترف يدفع بنفسه تدريجيا نحو تشكيل منتخب نموذجي حتى ولو تسيده نواة المحترفين مع أملاح محلية تتدرج بالدولية في مستواها العالي. الطوسي هكذا فشل إن كان الطوسي الذي أراده المغاربة ضدا على مصائب الجامعة هو من نام على حلم التغيير والثوري داخل عرين الأسود المستقيل بالوضاعة أمام تانزانيا التي تجاوزها المحترفون ذهابا وإيابا قبل سنتين، فهو من أدى الفاتورة غالية بالسوط والإنتقاد و...و...و...و، وإن كان الطوسي قد نام على نواته البشرية انطلاقا من لقاء جنوب إفريقيا على أساس أنه وجد الذر والزمرد من البطولة بملح بعض المحترفين الجدد، فهو أصلا خاطئ في تصور الأحداث، وإن تصور الثورة على الغيابات على أنها كنز ملحمي للدفع بالمحليين لأول مرة في مباراة حاسمة، فهو أكثر من فاشل في قراءة ما خفي عنه وما ظهر أصلا من مصائب بتانزانيا، وإن رمى بأذنه لمقربيه من المدافعين عنه حتى بأخطائه، فحتما سيكون قد أدى الثمن غاليا لغياب رجال المسئولية داخل الرقعة، وسيكون الرجل غير المحبب لدى المحترفين الذين صنعوا أفراح التأهل لكنهم بكوا على خروجهم غير المقروء بالواقعية التقنية الساحرة لأفضل مدربي العالم.. الطوسي في كل الأحوال صدمنا جميعا بمغامراته غير الحكيمة وأثبت أن غروره بقلب أوضاع الفريق الوطني على هذا النحو من التعثيم الذي يؤكد بالملموس على أن بطولتنا ضعيفة في إنتاج لاعب دولي من المستوى العالي، وأن العاطفة المقربة للأندية التي دربها هي التي أدخلت مرمانا ثلاثة أهداف قاتلة، مع أن العقل يقول أنه كانت أمام الرجل عيارات دفاعية دولية من مقاس الكوثري وبوخريص وفضال بحكم خبرتهم الدولية، لذلك فالطوسي هو من رمى بنا في هدا الجحيم الكارثي بتانزانيا، ومن المفترض أن يلوم نفسه ولا يلقي باللائمة على اللاعبين، كما من البديهي أن يترك مكانه لغيره فور وصوله بلا نقاش ولا انتظار، لأنه أخطأ في كثير من الأمور التقنية والإختيارية وحتى التحضيرية إن لم نقل خلق زعزعة كبرى بين المحترفين والمحليين إنسياقا مع الترويج الظلامي لكثير من اللاعبين القدامى وبعض محللي آخر زمان في السوق الإعلامية السوداوية. 54 لاعبا في ستة أشهر و موازاة مع تحديات الرجل في معمعة البحث عن منتخب نموذجي ما بعد التأهل لنهائيات كأس إفريقيا، فقد تسيد الطوسي مواقف اختياراته على نحو استراتيجي يجنح إلى تغير النمطية المتبعة بالمنتخب الوطني (بقلب مواجع الحضور الباهت للمحترفين لسنوات عدة من دون أن يكتشف ولو رجل واحد سواء كان تقنيا أو جامعيا بالخبرة معنى هذا الإحباط الذي عشش داخل الفريق الوطني بلا إنجازات تذكر مع أنها تحققت في عهد الزاكي برعيل منظم واختياري بلا تدخلات في مهامه)، إلى منتخب وطني يختاره على مقاسه حتى ولو تعلق الأمر بإحداث هيكلة شاملة على المنتخب وتخليقه برأي كثير من نادى بإقبار مشروع المحترفين بأوروبا تدريجيا حتى يتأتى للبطولة الإحترافية إيجاد موقع لها بقوة داخل عرين الأسود، وكانت النتيجة هي هذه المصيبة التي اجتمع فيها المكتب الجامعي والمدربون والمحللون والإعلاميون وحتى الرأي العام الرياضي بتنصيب اللاعب المحلي غير الموجود دوليا بالخبرة والإحتكاك القاري، ويكفي أن نقرأ تفاصيل حضور ما لا يقل عن 54 لاعبا بين 32 محليا و22 محترفا مع سياسة تكسير نواة المحترفين منهجيا إلى درجة إبعاد الكثير من الأسماء الوازنة التي ما زالت صغيرة السن أو ذات الخبرة الكبيرة من قبيل بوصوفة، كارسيلا، تاعرابت، بلهندة، الكوثري، هرماش، السعيدي، الشماخ، أمسيف، بصير، الزهر، الأبيض، جبور، أنور كالي واللائحة تطول سنة بعد أخرى.. قلت أن الطوسي إرتبك كثيرا في قراءة الأحداث بين كأس إفريقيا 2013 وكأس إفريقيا للمحليين وكأس العالم 2014 مثلما أجمع في اختياراته على كشكول يتأسس على صيرورة الأهلية لمحترفي البطولة الوطنية كنواة مستقبلية حتى ولو اقتضى الأمر بالمغامرة بإقصائيات كأس العالم، وكانت النتيجة كما قلت هي هذه الكارثة غير المقروءة كليا بالعقل، وبالأسماء التي ستجدونها في هذا الموضوع. هل للجامعة وجه؟ وأمام هذا المصاب الجلل للكرة المغربية، هل تستحيي الجامعة من كوارثها المطلقة وتخرج بلا استئذان من مناصبها الكروية القاتمة ومن زلاتها الماراطونية في التدبير السيء للمنتخبات الوطنية وفي اختياراتها التقنية لمدربين فاشلين في النتائج وأغنياء بمال الشعب؟ هل تجرؤ الجامعة في ظل هذه الزوبعة التي لن تنتهي منذ اليوم مع شعب يريد التغيير، على الإستقالة التي لا مناص منها لكل الأطياف بما فيها اللجنة التقنية التي اختارت غيرتس والطوسي ومن قبلهما التركيبة الرباعية و... و... و؟ وهل للوزارة الوصية مكان في خريطة هذه الفضيحة الكروية بتانزانيا حتى تشعر بهذا الخزي الذي لا يقبله أحد؟ وهل يشعر السيد الوزير القادم من نبض الشعب بالحكرة الكروية التي قتلت مرضى القلب أمام غصة الثلاثية الهزلية لمنتخب تانزاني أدنى بكثير من منتخبات كأس إفريقيا؟ ما أعرفه أنني جالست السيد الوزير وقال أنه ليس هناك جامعة فوق القانون بما فيها كرة القدم، مثلما يؤكد اليوم أن ما ينتظره هو العمل القاعدي، وهو الإصلاح من الأساس، في التكوين والتأطير والحرفية، في المدرسة والجامعة والأحياء والقرية.. معلنا أن الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي ستنعقد الشهر القادم، ستكون انطلاقة جديدة وبدماء جديدة.. 2015 بأية توجهات؟ لننسى كأس العالم 2014 ونقيس المباريات الثلاث المقبلة على أنها من فيصل المباريات الودية التي تقيس مؤهلات الإختيارات المقبلة للاعبين من مستويات عالية وليس من اختيارات عاطفية واستشارات حميمية، ولننسى مرحلة رشيد الطوسي حتى في ظلامية تصريحاته مقابل أن يختار للمرحلة المقبلة رجل كاريزمي من قبل جامعة جديدة لها هامش حداثي في التواصل مع الجامعات العالمية التي تقدمت كثيرا في نجاح أسلوبها حسب التكوين القاعدي لا في جامعة بها لجنة حالية تقنية ولا اختصاص لها أصلا من قبيل ما يسمى بالمستشار نيبت ودومو والسلاوي وأكرم، مع أن الإختصاص هو للإدارة التقنية المفروض أن تكون اليوم من لبنات مشروع مستقبل الكرة بالمغرب ورسم السياسة العامة للمنتخبات الوطنية. أفق 2015 يتبنى انتظار إستقالة الجامعة الحالية بكل فصائلها وإرساء أسس الديمقراطية لانتخاب رئيس المرحلة حتى ولو كان من التقنوقراط لغياب رجل المرحلة من المستوى العالي داخل الأندية لتدبير جامعة الكرة بالمغرب في عهد جديد يحمل لهذه الأجيال مشروعا حداثيا يتماشى مع الثورة الكروية العالمية للبارصا والريال على الأقل لتصل أنديتنا ولو لبصيص من إنتاج المادة النجومية الخام. أفق 2015 يتبنى الحفاظ أيضا على هوية المحترفين المغاربة بأوروبا بلا تمييز ولا احتقار داخل عرين الأسود وهم سفراء كرتنا هناك مثلما يستدعي واقع الحال تغيير نظرة المسير المغربي للاعب المغربي على أنه سلعة مستهلكة بالخليج بينما هو أقدر على الإحتراف إلى جانب مواطنه المغربي بأوروبا.