أعرب الدولي المغربي نبيل درار عن سعادته بعد تحقيق أجمل عبور لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وكشف بأن الفضل يعود للناخب الوطني هيرفي رونار وباقي الأسود ناهيك عن الجمهور المغربي الذي تنقل لأبيدجان لدعم العناصر الوطنية التي أدخلت أجمل فرحة على المغاربة. درار تحدث عن الطريقة التي تأهل بها الأسود وكيف فرمل وليفريد زاها وقبله جيرفينيو، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يروي ل «المنتخب» أحلامه في كأس العالم التي سيحضرها رفقة جيل من المغاربة التواقين كي تكون مشاركة المنتخب المغربي مشرفة بعد فترة غياب عن الحدث العالمي ل 20 عاما. المنتخب: اللحظة تاريخية بكل المقاييس، الفرح جماعي والإنجاز يقيد لأسود الأطلس لأنهم تمكنوا بعد طول معاناة من بلوغ المونديال، الدموع تحكي عن كل شيء يا نبيل؟ نبيل درار: صعب جدا أن يسيطر الإنسان على مشاعره في مثل هذه اللحظات، أنا في قمة السعادة، بل كلنا في قمة السعادة، وقد تمكنا من تحقيق ما استعصى علينا لمدة 20 سنة كاملة، أن نصل بالإستحقاق الكامل لنهائيات كأس العالم ونكون طرفا في قصة حلم المونديال، صدقني إلى الآن لا أستطيع أن أستوعب هذه اللحظة، فهي مليئة بالمشاعر، ونحمد الله أننا حققنا للمغاربة حلما راودهم لمدة عقدين من الزمن. المنتخب: أعرف أنه من الصعب جدا أن يحاور صحفي لاعبا يخرج للتو من معركة كروية ضارية تداخلت فيها المشاعر والشحنات العاطفية؟ نبيل درار: بالطبع لم يكن الأمر سهلا علينا جميعا، لقد عانينا من ضغط كبير، ليس لأننا كنا نهاب المنتخب الإيفواري ولا لكوننا نلعب على أرضه وأمام جماهيره، ولكن لأننا كنا نشعر بأننا نستحق هذا التأهل وكان من الظلم فعلا أن لا نكون نحن من يتأهل لنهائيات كأس العالم. لقد أبدينا مقاومة كبيرة وفرضنا إيقاعنا ونجحنا إلى أبعد حد في تطبيق كل ما طلبه منا المدرب هيرفي رونار، وأشعرنا هذا الجمهور الكبير الذي تواجد معنا وأنتم كإعلاميين بقيمة هذه المباراة، ما شجعنا على أن نخرج كل ما لدينا لنستحق التأهل ونستحق التواجد مع كبار العالم في مونديال روسيا. المنتخب: مع أنه لم تكن بدايتنا بالمثالية، فأنت تذكر أننا تحصلنا على نقطتين فقط من أولى المباراتين في إطار التصفيات أمام الغابون وكوت ديفوار؟ نبيل درار: صحيح أننا لم ننطلق بشكل قوي، لم يكن تعادلنا مع الغابون بملعبه شيئا سيئا، ولكن عندما فوتنا على أنفسنا فرصة الفوز على كوت ديفوار بمراكش شعرنا وكأننا فقدنا مسافة كبيرة عن المنافس القوي الذي هو المنتخب الإيفواري، برغم أننا خلال تلك المباراة لم نكن سيئين، لقد لعبنا بشكل جيد ولكننا لم نكن محظوظين أو بالأحرى لم نكن جسورين وجريئين في التعامل مع الفرص التي أتيحت لنا، إلا أن تلك المرحلة كانت مرحلة إعادة بناء لأننا كنا للتو مرتبطين بالسيد هيرفي رونار وكان يلزمنا بعض الوقت لنتعرف على منهج عمله وأسلوب تفكيره والقائم بالخصوص على زرع الروح الإنتصارية، وقد شاهدتهم كيف تحولت الأمور رأسا على عقب بعد ذلك. لقد لعبنا المباريات الأربع التي أعقبت الجولتين الأولى والثانية بشكل مختلف تماما، لقد تمكنا من الفوز على كل المنافسين المباشرين وأحيانا بحصص ثقيلة، ما يؤكد في النهاية على أننا كنا نستحق هذا التأهل، وكما يقال العبرة بالخواتم. المنتخب: أنت تقصد أن كأس إفريقيا للأمم بالغابون غيرت الشيء الكثير في الفريق الوطني؟ نبيل درار: هذا صحيح لأبعد مدى، فكما لاحظ الجميع تغيرت صورة الفريق الوطني تماما خلال وبعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، لقد كان الخطاب الدائم لهيرفي رونار لنا كلاعبين هو أن نتطابق مع إمكانياتنا ونثق بمقدوراتنا، ويوم بدأنا فعلا في الوثوق بإمكانياتنا الفردية والجماعية ولما تبث التشكيل وتلاحم كل اللاعبين استطعنا أن نغير الصورة تماما وأن نكتسب الشخصية التي تعطينا اليوم الحق في أن نكون بين أفضل 5 منتخبات إفريقية. لقد كان بالإمكان أن نذهب إلى أبعد من الدور ربع النهائي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، إلا أن الخروج أمام منتخب مصر لم يثبط عزائمنا، بل إن السيد هيرفي رونار شدد على ضرورة أن نتوجه بكامل تفكيرنا وتركيزنا لتصفيات كأس العالم وقد تبقت وقتذاك أربع مباريات إن نحن كسبناها كلها حققنا التأهل للمونديال، وأظنكم تعرفون البقية لأن الفريق الوطني تمكن ولله الحمد، من أن ينال 10 من أصل 12 نقطة ممكنة. المنتخب: لنعد إلى مباراة كوت ديفوار التي مثلت نهائيا تاريخيا، كيف جرى الإستعداد لها؟ نبيل درار: عندما يكون الرهان جماعيا فإن العمل يكون أيضا جماعيا، والنجاح يأتي أيضا بفضل هذه الروح الجماعية، لقد كنا كلاعبين متعطشين للتأهل لكأس العالم، وكذلك كان مدربنا، ومن أجل هذا الهدف سخرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كل الوسائل، ووثق الجمهور بنا فكان لنا نعم السند. ما كان بالإمكان أن نصل إلى مباراة كوت ديفوار بأبيدجان ونحن بحاجة لنقطة واحدة لنتأهل لو لم نبدل بشكل جماعي مجهودا خرافيا من أجل نيل أكبر عدد من النقاط في المباريات الثلاث التي سبقتها. لقد أعطانا الجمهور بحضوره القياسي في يوم عيد الأضحى ونحن نواجه منتخب مالي أجنحة وشحنة قوية تمكنا بها من الفوز بسداسية، وهو الفوز الذي كشف بالفعل عن الشخصية القوية للفريق الوطني، صحيح أنه كان بإمكاننا أن نعود منتصرين من باماكو على منتخب مالي في لقاء العودة، إلا أن الحظ عاكسنا ولم نكن موفقين إلى أبعد حدود، ولكننا شعرنا بأن حلم المونديال ما زال ممكنا ونحن نواجه منتخب الغابون فحققنا الفوز الكبير بالأداء والنتيجة، إذا ونحن نصل إلى مباراة أبيدجان كنا بكل المعايير والمقاييس الأفضل والأجدر لنيل هذه البطاقة المونديالية، بل إننا كنا في وضعية تقنية ونفسية أفضل بكثير من الفيلة، ما شكل لنا حوافز قوية لكي نلعب مباراة العمر. المنتخب: طبعا كانت هناك تحضيرات نفسية قوية جدا لكسب الرهان؟ نبيل درار: التأهل لكأس العالم هو في حد ذاته حافز معنوي قوي، فمن من اللاعبين لا يحلم بأن يلعب المونديال، ومن من اللاعبين لا يتمنى أن يحمل سجله الشخصي مشاركة في كأس العالم، لقد ذهبنا إلى أبيدجان بغاية التصميم على إنجاز المهمة وتحقيق الحلم، وقد ساعدنا على ذلك أن السيد هيرفي رونار بمعية الطاقم التقني والسيد فوزي لقجع رئيس الجامعة عملوا كل من جانبه على جعل هذا الضغط ضغطا إيجابيا لا ضغطا سلبيا، الضغط الذي يظهر كل الإمكانيات الفردية والجماعية للفريق الوطني ولا يقهرها، ثم أيضا كان هناك الجانب التكتيكي الذي أظهرنا فيه تفوقا على كافة المستويات ما جعلنا نسيطر بالكامل على أجواء المباراة ونضع كل مؤثراتها الخارجية إلى جانبنا. لقد تحضرنا لهذا النزال بدنيا وذهنيا ونفسيا بشكل ساعدنا على أن نظهر ما نتمتع به من تفوق فني وتكتيكي جماعي وفردي على المنتخب الإيفواري، لذلك نحمد الله على أنه قيدنا كلاعبين لأن نصنع هذه اللحظة الجميلة ونحقق حلم الوصول إلى كأس العالم الذي عاكس الفريق الوطني لمدة 20 سنة كاملة.