بعد أسبوع واحد على تجاوزه لعقبة اتحاد العاصمة الجزائري عن جدارة،و بلوغ النهائي الإفريقي، ينتقل الوداد البيضاوي مرة اخرى للديار المصرية ليقابل هناك فريق القرن الأهلي، في صدام قوي يختلف كليا عن المباريات السابقة التي جمعت الفريقين، وآخرها عن دور المجموعات، حيث كان كل فريق قد حسم استقباله بميدانه بذات الحصة هدفين نظيفين، فالمباراة النهائية تتطلب استعدادا مختلفا وحسابات خاصة، الأهلي مثخن بالألقاب القارية، حيث يبحث عن لقبه التاسع، بعد أن أن يكون قد لعب 11 مباراة نهائية، في حين يراهن الوداد على كسب لقبه الثاني من ثالث مباراة نهائية يشارك فيها، فهل ينجح الوداد في كسب هذا التحدي الجديد ويقبض على لقب افريقي غاب عن خزانة الفريق لربع قرن؟ الفريقان بلغا النهاية عن جدارة الفريقان المغربي والمصري تأهلا للمباراة النهائية عن جدارة و استحقاق، فبعد تأهلهما عن نفس المجموعة، تمكن الأهلي من إسقاط قطبي الكرة التونسية الترجي والنجم الساحلي، وهذا ما جعله مرشحا فوق العادة لإحراز اللقب، بعد التغلب على أبرز المرشحين لاحتضان الأميرة الصغيرة، وبدوره حقق الوداد ما عجز عنه في النسخة السابقة حين أطاح مرة أخرى بحامل اللقب صنداونز الجنوب افريقي من الربع، قبل أن يزيح من طريقه وصيف بطل نسخة سنة 2015 اتحاد العاصمة الجزائري، في مباراة قوية لم تبح بأسرارها إلا في الأنفاس الأخيرة بعد أن أطلق الهداف بنشرقي رصاصة الرحمة التي قضت على كل أحلام أشبال المدرب البلجيكي بول بوت. تفادي المبالغة في احترام الخصم يعيش الأهلي حاليا على نشوة الفوز العريض والحصة الثقيلة التي سجلها في شباك النجم الساحلي، والنتيجة تؤكد بالملموس قوة الفريق المصري، وغنى ترسانته البشرية التي تزخر بلاعبين من ذوي الخبرة والتجربة، ويبدو جليا بأن الأهلي الذي واجهه الوداد في دور المجموعات ليس هو نفس الفريق الذي سيواجهه في المباراة النهائية، وذلك بعد أن عزز صفوفه ببعض العناصر الجديدة وفي مقدمتها الهداف وليد أزارو الذي فك العقدة التهديفية التي لازمته في المباريات الأولى بتسجيله لهاتريك في شباك النجم الساحلي، كل هذا يفرض على الوداد احترام الخصم، لكن دون مبالغة، حتى لا يؤدي ذلك للخوف، بل يجب على الوداد أن يؤكد استحقاقه الوصول للمباراة النهائية، وأن يثق اللاعبون في إمكانياتهم ومؤهلاتهم، فكما استطاعوا تجاوز صنداونز واتحاد العاصمة وهما من أقوى الأندية على صعيد القارة، فإن بإمكانهم الوقوف في وجه الأهلي، لكن شريطة الإيمان بقدرات الفريق الفردية والجماعية، وحضور التركيز الذهني وأهم شيء القتالية داخل المستطيل الأخضر. البحث عن هدف خارج القواعد مثل هذه المباريات تحسمها بعض الجزئيات البسيطة، وباعتبار الأهلي هو الطرف الذي يستقبل بميدانه فسيكون مطالبا بالمزاوجة بين الأدوار الهجومية والدفاعية، بحثا عن الأهداف التي ستمكنه من الفوز لتأمين النتيجة بميدانه، كما سيكون عليه الإلتزام بالحيطة والحذر الدفاعي لتفادي قبول هدف قد يربك حساباته في مباراة العودة، الفريق المصري سيحاول من دون شك فرض أسلوب لعبه وشخصيته أمام جماهيره، في حين من الطبيعي أن يركز الوداد أكثر على الجانب الدفاعي لتقليص المساحات الفارغة، كما فعل في كل المباريات السابقة التي خاضها خارج قواعده، مع التركيز على الهجومات المضادة السريعة التي يتقنها الفريق الأحمر، وهذا ما يفرض استغلال مباراة الذهاب بشكل جيد لتسجيل على الأقل هدف في شباك الخصم، وفي كل المباريات السابقة لم يسجل الوداد خارج قواعده، وهذا ما جعله يتعذب كثيرا في مباريات الإياب، والوصول للمباراة النهائية يفرض التركيز وعدم تضييع أنصاف الفرص. هل تنجح الوصفة التكتيكية لعموتا؟ يبدو أن المدرب الحسين عموتا قد وجد الوصفة التكتيكية التي بات يناور بها خارج القواعد، حيث التركيز أكثر على الجانب الدفاعي، باعتبار أن المهاجمين هم أول المدافعين من خلال تحولهم السريع للدفاع عند فقدان الكرة، لسد المساحات أمام الخصم، هذا مع حضور فعال للاعبي خط الوسط،و ضرورة تفوقهم في النزالات الثنائية التي غالبا ما تحدث الفارق، هذه الطريقة التي يلعب بها الوداد أحرجت كل منافسيهم وخلقت لهم متاعب كبيرة، بل إنها كانت الوسيلة التي مكنت الفريق الأحمر من بلوغ المباراة النهائية بإمكانيات بشرية أقل من باقي المنافسين، لكن المباراة النهائية قد تكون مختلفة، فبالرغم من كون أن هناك مباراة الإياب التي ستجرى بالمغرب فهذا لا ينفي ضرورة استغلال أمثل لمباراة الذهاب، وما ينقص الوداد حاليا هو كيفية استثمار الفرص التي تتاح خارج القواعد، وهي مهمة جدا لأنها ستمكنه من مباغثة الخصم وبالتالي وضع اليد الأولى على اللقب. الفرصة لا تتكرر المشوار الإقصائي كان طويلا وشاقا بالنسبة للمجموعة الودادية، وكل مكونات الفريق الأحمر بذلت مجهودا كبيرا في تنقلات لمختلف الأدغال الإفريقية، ولم يكن الوصول لمحطة النهائية محفوفا بالورود، في ظل مواجهة خصوم أقوياء تمرسوا بهذه المنافسات الإفريقية، لكن العناصر الودادية ابانت في كل المحطات السابقة عن علو كعبها، واستطاعت أن تتجاوز كل العراقيل والصعاب، وعادت من بعيد في دور المجموعات للتتزعم الترتيب عن جدارة، وهذه النتائج لم تحصل بمحض الصدفة، بل كان وراءها عمل كبير ساهمت فيه كل مكونات الفريق الأحمر، وحاليا الفريق وصل للدورة الأخيرة، ويحتاج لاستجماع كل الأنفاس، ليكون حاضرا بكل إمكانياته، إنها خطوة واحدة تفصل هذا الجيل الجديد من اللاعبين عن كتابة إسمهم بمداد من الذهب في السجل الحافل للكرة المغربية بتحقيق اللقب الذي غاب عن خزانة النادي منذ ربع قرن والتأهل لأول مرة في تاريخ الفريق للموندياليتو، وهذا كله يستحق التضحية، لأن مثل هذه الفرص لا تتكرر في كل مرة، والكرة بين أيدي الطاقم التقني الذي سيضع مخططه لمعركتي الذهاب والإياب، واختياراته البشرية والتكتيكية ستكون مهمة لحسم هذا النزال، كما أن على اللاعبين أن يشكلوا كوموندو وكتلة واحدة، وأن يكونوا كعادتهم رجالا داخل رقعة الميدان، والهدف هو نيل اللقب الغالي وإسعاد كل الجماهير المغربية. البرنامج السبت 28 أكتوبر 2017 ذهاب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية الإسكندرية: ملعب برج العرب: س18: الأهلي المصري الوداد البيضاوي