إنطلق الرجاء البيضاوي في تحضيراته لموسم يريده متلونا هذه المرة بلونه الأخضر ولون التتويج ليس التنشيط. مقدمات التحضير وتوابل الفترة الإعدادية لا يبدو أنها ستقود لوصفة اللقب الذي يتطلع إليه الجمهور الرجاوي، من صراعات خفية ومعلنة وخصاص مالي رهيب وإكراهات موازية نعرض لها في الملف التالي الذي يتناول طموحات الخضراء. يوم الرجاء يشبه البارحة نجد أنفسنا كما الموسم المنصرم ونحن نحاول تعقب تحضيرات الرجاء واستعداده للموسم المقبل مقيدين بالتوغل في سياق المشاكل وليس تحليل الميركاطو والجوانب التقنية ولا حتى الطموحات المرسومة والأهداف المسطرة. نجد أنفسها ملزمين بتتبع خيوط متشابكة لصراعات ملونة ونزاعات معقدة ومشاكل لا حصر لها وخلافات منها ما هو عميق ومنها ما هو تافه قادت وتقود النادي للمهالك وترمي به بعيدا، حيث لا يليق به أن يرمى. الرجاء اليوم هو نسخة لرجاء الموسم المنصرم ورجاء المواسم المنصرمة التي لم تعد تصدر الفرجة للعموم بقدر تصديرها لمشاكلها وصراعاتها وأن تصبح العنوان الأبرز والمادة الدسمة للتراجع والتفريط في المكاسب والعنوان العريض للتخلف عن ركب المنافسة على البوديوم. تخبط تقني سيكون الإسباني غاريدو هو رابع مدرب يشرف على الفريق في أقل من عام وبهذا سنكون أمام حالة استثنائية وغريبة لا يجدر بالرجاء أن يوضع فيها. سنكون أمام 4 مدربين بداية بالطوسي مرورا بفاخر ثم بن شيخة مع مروره غير المؤثر تقنيا وانتهاء بالإسباني غاريدو في معطى لا يمث للإحترافية بصلة ومعطى يضع النسور في غير موضعه الأصلي الذي يفترض أن يضعهم في الطليعة وعلى رأس القافلة التي تقود الكرة المغربية للأفضل. هذا التخبط ستتم محاكمته من خلال ما سيقدم عليه المدرب الإسباني وأي وصفات تقنية وخططية سيحملها معه للاعبين، ومدى قدرته على تجاوز المعيقات والإكراهات التي ستعترضه، إضافة لما يمكنه أن يوقع عليه من إضافة وسط كم هائل من المشاكل وكيف سبلغ الخطاب التقني للاعبين شاردي الذهن، لاعبين يطاردون المستحقات والمنح أكثر من مطاردتهم للبوديوم والتتويج. إكراه مادي وماطادور سيجد المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو ومهما قال وصرح به من كونه قبل هذا التحدي الصعب وسيكسبه مكرها ومرغما على لعب أدوار أخرى بعيدة عن كل الأدوار التقنية التي ألفها في تجاربه السابقة. عليه أن يتحول كما سلفه لإطفائي ولمسعف اجتماعي وأحيانا ل «كوش مونطال»، لأن الرجاويون وهم أدرى بشعاب فريقهم لم يتخلصوا بعد من تركة الماضي الثقيلة ويعانون تحت وطأتها ويصعب كثيرا على النادي إيجاد حلول في المنظور القريب لكل مشاكله. البعض رأى في التعاقد مع مدرب لا يملك أي تصور أو فكرة عن البطولة الإحترافية تهورا ومغامرة غير محسوبة، وهناك من رأى العكس ورأى أن الرجاء وفلسفته يليق بها إما مدرب برازيلي أو إسباني. الثقة منعدمة من بين الأمور التي تزيد من درجة التعقيد على مستوى استعادة الأمل واستعادة الثقة في مستنقبل النادي هو غياب هذه الثقة بين مكونات الفريق. اللاعبون لا يثقون في المكتب المسير والجمهور لا يثق في الجميع والإدارة لا تثق في وفاء اللاعبين والكل لا يثق في قدرة غاريدو على لم الشمل وتوحيد الصفوف. بهذا المنطق لا يبدو الرجاء مؤهلا لطبع الموسم المقبل بطبعته ولا هو مؤهل لينافس من جديد على الألقاب، كونه سيغرق في تطاحنات داخلية وصراعات على الضيق والهامش ستبعده حتما عن الرهانات الكبيرة ومنها اللقب. لاعبو الرجاء الذين تأخروا على مستوى اللحاق بالتداريب والمعسكر التحضيري للموسم المقبل يكونون قد أعلنوا ولاءهم لعهد الماضي، عهد التمرد وشد الحبل. اللقب الهارب لن يسمح جمهور الرجاء وتحت أي مسمى أو إكراه أن يمر موسم آخر داخل النادي دون أن يتوج بلقب من الألقاب ودون أن تحضر بصمته. جمهور الرجاء ليس من فئة الأنصار الذين يعيشون على أطلال الماضي وليس هو النادي الذي يرضى بالصف الثالث وبالبطاقات القارية لشفي غليل وغرور فعالياته، هو فريق ألقاب وبوديوم. فمرور 4 مواسم عن آخر تتويج وابتعاد النادي في بعض المواسم عن المراتب المتقدمة أمر أزعج الرجاويين وأحرجهم أكثر بسيطرة الغريم التقليدي على الساحة محليا وتألقه قاريا وهو ما يزيد من حجم التوتر والشحن الداخلي بالقلعة الخضراء. الرجاويون يتقطعون يوما بعد يوم ولحظة بلحظة وهمو يرمقون الوداد يرمم الصفوف ويعيش حالة من الوئام والصفاء، وهم يعانون الأمرين باحثين عن الهوية المفقودة والمجد الضائع والبوديوم الهارب. الجامعة لم تصادق على التعاقدات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولغاية الآن لم تتدخل، بل لم تعرض موقفها بخصوص تعاقدات الرجاء على عكس ما فعلته مع أولمبيك آسفي حين قننت تعاقداته وقيدتها في عدم تجاوز سقف 180 مليون سنتيم. الجامعة توافق على تعاقدات كل الأندية وبعدها تنظر لتقارير اللجنة المالية المكلفة بمصاحبة الفرق لتقدم خلاصتها وموقفها النهائيين. ويعتبر الرجاء في طليعة الفرق التي لها ملفات نزاعات مختلفة مع أطراف عديدة، كما أن ديونه الثقيلة تجعل من تعاقداته موضع نقاش ما لم يقدم النسور ضمانات مالية بهذا الخصوص.