ينتظر أن يشكل التجمع الإعدادي الذي سيقيمه الكوكب المراكشي مقياسا لاستعدادات الفريق، حيث سيقوم المدرب يوسف مريانة بتجهيز لاعبيه على المستوى البدني والتقني والتكتيكي، ما سيمكنّه من الوقوف على ملامح القوة والنقص داخل المجموعة وإصلاح الإختلالات التي ظهرت على مستوى تماسك الخطوط. ونظرا للضائقة المالية التي يعيشها ممثل المدينة الحمراء ولتفادي أخطاء الموسم الفارط الذي جلب خلاله الفريق 23 لاعبا بدون جدوى، فقد بات من الضروري إجراء إنتدابات «على المقاس» وهي انتدابات غير مكلفة وذلك لسد الخصاص على مستوى بعض المراكز. الكوكب المراكشي الذي غادره سفيان علودي ورضا الله الغزوفي وزكرياء امسيلة ويونس رشيد وأحمد شاكو وباقي اللاعبين الأجانب دون أن نستثني الحارسين محمد عقيد وعلاء المسكيني، بات مطالبا بتعزيز عرينه بعد انتداب الحارس محمد باعيو في الوقت التي أشارت فيه مصادر «المنتخب» أن الفريق فتح مفاوضات مع الحارس عبد الرحمان الحواصلي إلى جانب عبد القادر قاضي مدافع الدفاع الجديدي وجمال الدين الهاني صانع ألعاب مولودية وجدة. أما على مستوى خط الوسط فثوابت الفريق لم تتغير، حيث ظل مدرب الفريق وفيا لجمال برارو وجمال إمغري وعبد الإله عميمي الذي استعاد إمكاناته دون استثناء المهدي مفضل الذي تمسك به المدرب مريانة بعد أن ظل مغيبا في وقت سابق، غير أن حراسة المرمى وخط الدفاع هما صداع مزمن في رأس الكوكب الذي يحتاج لمدافعين من العيار الثقيل، بدليل أن الفريق تلقى عددا كبيرا من الأهداف بسبب أخطاء دفاعية، حيث لا يتوفر الكوكب على مدافع أوسط عدا السقاط الذي تحول من ظهير أيسر إلى قلب دفاع إلى جانب سعد أكوزول. الإستقرار التقني تعزيز لرهان الاستمرارية ظل الكوكب المراكشي محافظا على طاقمه التقني وهو مكسب يعزز العمل الذي تم القيام به على المستوى التقني خلال الموسم الماضي لا سيما خلال الدورات الأخيرة التي تمكن خلالها فارس النخيل من تأمين موقعه بالبطولة الاحترافية، فالطاقم التقني لفارس النخيل من قلب الدار، حيث أن الكوكب اليوم تحت إشراف أطر حملت قميص الفريق لسنوات من قبيل مدربه يوسف مريانة ومدرب الحراس محمد بوعبدلاوي والمدير الرياضي عز الدين بنيس، فيما ينتظر التعاقد مع معد بدني بعد أن صار جعفر عاطفي يشغل مدربا مساعدا رغم أنه حاصل على الرخصة «أ» التي تخول له الإشراف على أندية الدرجة الأولى. جمهور الكوكب غاضب من حال الفريق صبّ الجمهور المراكشي غضبه على المكتب المسير بدليل أن أن أمورا تجري داخل الفريق إلى جانب سياسة الإرتجال العلامة المميزة للتسيير بالفريق، حيث عبرت مصادر ل «المنتخب» أن الفساد يستشري في أوصال الفريق خاصة على مستوى التعاقدات التي كلفته ميزانية ضخمة دون جدوى. علاوة على تذمر اللاعبين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم وبخاصة من انتهت عقودهم أو تم وضعهم في لائحة الإنتقالات، كما أن المكتب المسير لم يكلف نفسه عناء شكرهم على ما قاموا به طيلة المدة التي دافعوا فيها عن الأوان الفريق. ما السبيل الى تجاوز حالة العسر؟ يبدو من خلال الترسانة البشرية للفريق والتي تعاني خصاصا في عدد من المراكز فإن الموسم القادم سيكون صعبا ما لم يستدرك مسؤولو الكوكب الوقت وتعزيز الفريق بانتدابات في المستوى تكون قادرة على أن يلعب أدوارا طلائعية لا أن يكتفي بالبحث عن تأمين ذاته في الدورات الأخيرة من كل موسم. وفي قراءة أولية للنتائج المسجلة خلال الموسم الماضي، يظهر أن هجوم الفريق المراكشي يعاني من العقم بالرغم من الإنتدابات التي أقدم عليها لتعزيز الخط الأمامي عدا فعالية محمد الفقيه وطموح اعميمي وقتالية ياسين الذهبي، بينما لم يظهر أي أثر للفعالية الهجومية في ظل انتداب لاعبين مثل رضا الله الغزوفي ويونس رشيد ووسام البركة. وما زال مدرب الفريق يوسف مريانة يبحث عن الوصفة القادرة على حل معضلة خط الهجوم بانتداب قناص بإمكانه ترجمة الفرص إلى أهداف وهو ما سيحاول الإشتغال عليه لا سيما بعد انطلاق التحضيرات واختبار مهاجمين برازيليين ومدافع من النيجر الى جانب يوسف السديري من الإتحاد البيضاوي وزميله إسماعيل خافي ومحمد لحلالي لاعب مولودية وجدة واتحاد تواركة سابقا. مريانة يغيّر جلد الكوكب لا شك أن تغييرات هامة ستطرأ على التركيبة البشرية للكوكب المراكشي الموسم المقبل، وهو ما يجعل مسؤولي الفريق يبحثون عن تطعيمه بلاعبين خلال الفترات التي تسبق انطلاق البطولة الوطنية، حيث لا يمكن في هذا الصدد القيام بصفقات من مستوى عال بالنظر لحاجة الفريق إلى المال وديونه اتجاه اللاعبين والأطر التقنية وشركة «سونارجيس» التي تدير الملعب الكبير لمدينة مراكش. وصار الفريق المراكشي مطالبا بجدولة مديونيته وهو الذي يدبر أمره خبيران في الحسابات، لكن حسابات كرة القدم شيء آخر لأن ثمة صعوبات مادية وتقنية سيعاني منها فارس النخيل بالرغم من الإستقرار الذي يعرفه على المستويين الإداري والتقني. وفي ظل الحديث عن الإحتراف وإعادة هيكلة فرع كرة القدم وتحويله إلى شركة رياضية، كما أعلن عن ذلك رئيس الفريق محسن مربوح، وقبله فؤاد الورزازي الذي حلم بفريق عبارة عن مقاولة ذات دعامات مالية ولوجيستيكية، فإن ذلك لا يعدو سوى كلام ليل، لذلك يصير مسؤولو الفريق خلال الندوات الصحافية والجموع العامة يرسمون عالما افتراضيا للفريق ليس هو الواقع عينه في انتظار موسم سيكون مليئا بالأوجاع ما لم يستفد المسيرون من الدرس.