إعترف فيصل فجر القلب النابض للأسود بأنه إكتسب ثقة كبيرة في النفس جعلته يلعب مبارياته مع المنتخب المغربي دون مركب نقص، مؤكدا بأن لياقته البدنية تساعده كثيرا لحسم العديد من النزالات الثنائية والإلتحامات القوية التي يحرص الناخب الوطني هيرفي رونار على ضرورة ربحها في الميدان، وأضاف متوسط ميدان ديبورتيفو لاكورونيا في حوار حصري خص به «المنتخب» بأن حلمه هو التأهل لمونديال روسيا مقدما وصفته لتحقيق العبور لأبرز منافسة دولية والتي غاب المغاربة منذ 1998. نيزك المنتخب المغربي الجديد تحدث عن مجموعة من المواضيع التي تهم حضوره مع المنتخب الوطني، وعرج في حديثه بكشف النقاب عن أمور ترتبط بمستقبله سنترككم تكتشفونها. المنتخب: سجلت هدفا جميلا بمرمى بوركينافاسو على شاكلة الأهداف التي تسجلها في الليغا بالإعتماد على التسديد من بعيد، هل تشتغل على ذلك في التداريب أم هناك عامل آخر؟ فجر: أظن أن حضوري مع المنتخب المغربي يرجع بالأساس إلى مسألة ثقة لا غير، فعندما تستمر في التواجد مع الفريق الوطني ترتفع معنوياتك وتصبح قادرا على تقديم أفضل ما تتوفر عليه من إمكانيات، وهذا ماحدث معي بالضبط، فبعد فترات من الجلوس في الإحتياط جاء دوري للعب كأساسي وحالفني النجاح. وبخصوص الهدف الذي سجلته أمام بوركينافاسو بملعب مراكش والذي سبق لي وسجلت مثله في إسبانيا فيعود بطبيعة الحال لكوني ألعب حاليا دون دهشة وأفعل ما أريد مع الأسود مثلما عليه الحال مع فريقي ديبورتيفو لاكورونيا، وهذا راجع بالأساس لمسألة الثقة التي تحدثت عنها لاغير. المنتخب: أصبحت معشوق الجماهير المغربية مباشرة بعد نهائيات كأس إفريقيا، كيف تتعامل مع الوضع الحالي في ظل الإشادة التي أصبحت تتلقاها من قبل الجمهور وكذا الإعلام؟ فجر: أتعامل مع الوضع بشكل عادي وأعرف أن عالم كرة القدم مليء بالأهداف التي يجب بلوغها، عندما لم تكن الأضواء مسلطة علي ناضلت كثيرا واجتهدت في التداريب لأبلغ المستوى الحالي والذي أجد نفسي مطالبا بالحفاظ عليه وتجاوزه لأكون عند حسن ظن الجماهير المغربية وكذا الإعلام. لا أعتبر نفسي معشوق الجمهور ولا مدلل رونار كما يقول البعض، لأني أدرك أن لكل مرحلة رجالها والمغاربة يشجعون كثيرا كل لاعب يظهر بصورة جيدة ويبلل القميص الوطني بتفان، لكن أعرف أن المردود الذي قدمته مع الفريق الوطني في كأس أمم إفريقيا الأخيرة ساعدني كثيرا لأصل لقلوب محبي المنتخب داخل وخارج أرض الوطن. المنتخب: بغض النظر عن المردود الذي تقدمه مع المنتخب العديد من النقاد الرياضيين نوهوا بالمجهود البدني والسخاء الذي تلعب به، من أين تستمد هذه كل هذه القوة وبخاصة على مستوى الركض في الملعب؟ فجر: أظن أن المركز الذي أتواجد به في وسط الملعب يتطلب مني الركض كثيرا والتواجد في مختلف الزوايا لتسهيل مهمة خطي الدفاع والهجوم، وبخصوص المردود البدني الذي أظهره في المباريات أعتبره عادي لأنني أتدرب بإستمرار وبشكل يومي، وليس من ورائه أي سر، فأنا أتمرن دون غش وأحرص على أن أكون في مستوى التطلعات. بغض النظر عن كرة القدم أعشق الركض كثيرا الذي يساعدني في الحفاظ على الرشاقة، فكل لاعب يجب أن يتميز بشيء يفوق به الأخرين لكي يتمكن من خلق الفارق سواء من الناحية التقنية أو البدنية، وأنا عرفت كيف أستفيد من نقطة قوتي وتحويلها لطريقة أتميز بها على الأخرين. المنتخب: تلعب حاليا مع المنتخب المغربي وكأنك تتواجد رفقة الأسود منذ سنوات، كيف أزلت الدهشة التي يعاني منها العديد من اللاعبين رغم الإمكانيات المحترمة التي يتوفرون عليها؟ فجر: أي لاعب أراد النجاج يجب عليه الإجتهاد داخل ناديه لضمان الحضور مع منتخب بلاده وبعدها التفكير في كيفية تثبيت أقدامه من خلال إحترام زملائه والإلتزام بتعليمات مدربه، ناهيك عن الثقة في النفس والتي تحدثت عنها في البداية، وإظهار قوة الشخصية التي تساعد على تطوير المؤهلات. ليس هناك فرق بين لاعب قديم داخل المنتخب وآخر جديد، أو واحد يمارس في أوروبا والآخر في المغرب، ولكن الفرق يتجلى في رغبة كل واحد في بلوغ الأهداف التي يسعى من ورائها، فبدوري كنت لاعبا مغمورا في فرنسا وإسبانيا قبل أن يحين دوري وأنافس على مكانة مع الأسود. المنتخب: حاليا وبعدما أصبحت من الدعامات الأساسية داخل المنتخب المغربي، كيف هي علاقتك بالناخب الوطني هيرفي رونار، وهل طغى عليها تغيير بعدما كبرت أسهمك مع الأسود؟ فجر: علاقتي بالناخب الوطني رونار عادية يطغى عليها الإحترام لم يتغير فيها أي شيء سواء قبل نهائيات كأس إفريقيا أو بعدها، ورغم كل الذي بلغته أحرص دوما على الإستماع لنصائحه من أجل مواصلة البصم على أداء جيد يرضيه، فشخصيا أنا من نوعية اللاعبين الذين لاأعتبر بأنني بإمكاني الحضور مع المنتخب في كل مناسبة دون الإجتهاد داخل فريقي ديبورتيفو لاكورونيا الذي تعلمت داخله الشيء الكثير، وفي مقدمة هذا الأشياء ضرورة الصبر وعدم الإستسلام للإحباط. المنتخب: قبيل مواجهة المنتخب المغربي لبوركينافاسو صرحت في الندوة الصحفية التي سبقت المباراة، بأنك ستختار اللعب للرجاء في حال قررت العودة للمغرب، وهو ما تفاعل معه العديد من عشاق الفريق الأخضر؟ فجر: بطبيعة الحال الرجاء فريق كبير وأحترمه كثيرا بألقابه وجماهيره وشعبيته الكبيرة، لم أصرح بالأمر من أجل لفث الأنظار ولكن ذلك نابع من حبي لهذا الفريق الكبير. المنتخب: مؤخرا راج حديث في الصحف التركية والإسبانية عن تلقيك عرضا من غلطة سراي التركي، والذي ظهر جادا في إنتدابك، قربنا من هذا الموضوع أكثر؟ فجر: الحديث عن العرض التركي كان في فترة الإنتقالات الشتوية الماضية، وقبيل إنتقالي للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون مع المنتخب المغربي، فقد تحدثت مطولا مع وكيل أعمالي، وأجلنا النظر في هذا الموضوع لغاية نهاية البطولة في إسبانيا. أنا مرتاح حاليا مع ديبورتيفو لاكورونيا الذي ما زال عقدي مستمر رفقته لغاية يونيو 2018، لذلك لا يمكنني أن أتحدث عن أشياء قد تحدث أو لا تحدث في المستقبل. أحترم تعاقدي مع الديبور كما أحترم إدارة الفريق التي تعاملني بشكل جيد، خاصة وأن المغاربة الذين مروا من هنا تركوا من ورائهم سمعة جيدة. المنتخب: مع عودتك للرسمية في صفوف الديبور وإشادة الصحف الإسبانية مجددا بك يبدو من حديثك أنك تطمح لمواصلة اللعب في الليغا؟ فجر: صراحة أستمتع كثيرا باللعب في إسبانيا لكنني لاعب محترف ولا أنظر لمسيرتي الكروية من جانب واحد، إن وجدت ما يجعلني مرتاحا للإستمرار مع فريقي الحالي، فلن أغادره أبدا، لكن إن فتحت لي آفاق أخرى فلن أتردد في مناقشتها، خاصة وأن عمر اللاعب داخل الملاعب لا يستمر طويلا وبخاصة في المستوى العالي. المنتخب: أبناء البطولة المغربية أصبحوا يجدون لهم مكانا مع رونار، هل ستكون بداية عهد جديد لهؤلاء اللاعبين داخل المنتخب المغربي الأول؟ فجر: كلنا مغاربة ونمثل المنتخب المغربي، لا يجب أن نستمر في الحديث عن أبناء البطولة والمحترفين في أوروبا، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن العناصر التي تمارس بالمغرب ومن خلال الإحتكاك بها في التداريب يظهر أنها تتوفر على إمكانيات جيدة. رونار ومن خلال حديثه مع اللاعبين أكد بأن كل من سيلتحق بنا يجب أن يقاتل من أجل المجموعة ويحافظ على توازنها، ما يؤكد أن المسؤولية ستكون كبيرة على كل الوجوه التي ستنضم إلينا والتي ستكون مطالبة ببذل مجهودات كبيرة للنجاح في مهمتها. المنتخب: منذ لحاقك بالمنتخب المغربي، ما هي أهم الإضافات التي قدمها رونار للفريق الوطني؟ فجر: العناصر الوطنية تعلمت من رونار ضرورة الضغط العالي على الخصوم، وهذا الأمر ساهم كثيرا في تقوية خطوط المنتخب المغربي التي أصبحت تلعب ملتحمة فيما بينها، بعدما إكتسب مختلف اللاعبين الجرأة في التفوق، في ظل التنافس الذي خلقه الطاقم التقني في صفوف العناصر الوطنية. المنتخب: العديد من متتبعي مسيرتك الكروية يتحسرون على تألقك وأنت في سن 28 سنة، أين كنت طيلة هذه السنوات؟ فجر: لم تتح لي الفرصة للحاق بالمنتخب المغربي في فترة سابقة، هذا كل ما في الأمر، ناهيك عن كوني كنت أبحث عن إثبات نفسي داخل الأندية التي لعبت لها في فرنسا، لغاية محطة فريق «كون» والذي قدمت داخله أوراق إعتمادي لألحق بعدها بإلتشي الإسباني قبل أن أوقع لديبورتيفو لاكورونيا الذي أتيحت لي الفرصة داخله من أجل لفث الأنظار أكثر في الليغا التي تشهد متابعة إعلامية كبيرة إستفدت منها للحاق بالمنتخب المغربي في الفترة التي كان الفريق الوطني بحاجة لكل لاعب قادر على الإنصهار في المجموعة دون حاجته للكثير من الوقت. المنتخب: مع إحتمال إبعاد الفيفا لمنتخب مالي من سباق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، هل ترى بأن المنتخب المغربي له من الإمكانيات ما يؤهله للتفوق على الغابون وكوت ديفوار؟ فجر: شخصيا أعتبر بأن المنتخب الذي بإمكانه تحقيق الإنتصارات سواء بميدانه أو خارجه هو الأجدر بالتأهل للمونديال، يجب أن ننسى التعادل أمام الغابون وكوت ديفوار والتفكير في ضرورة رفع رصيدنا من النقاط. العناصر الوطنية تطمح لإسعاد الجمهور المغربي الذي أثنى على أدائنا بعد الخروج مرفوعي الرأس من نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، لكن لا يجب أن نغتر كثيرا والمرحلة المقبلة ستكون واحدا من أصعب الفترات على الأسود، فإما سنتكون لصالحنا أو سنهدم كل ما بنيناه مع رونار، وما أريد إضافته في هذا الباب هو أن كرة القدم منافسة تشهد دوما العديد من المستجدات، والمستقبل لا يعرف أي أحد ماذا سيكشف لنا قريبا.