بعد فوزه قبل أيام على بوركينا فاسو بهدفين نظيفين عاد الفريق الوطني ليزكي صحوته وقوته بإسقاط ضيف خاص، هو الجار التونسي 1- 0 في ديربي ودي مغاربي بملعب مراكش بحضور جماهيري متوسط ترأسه رئيس الكاف الجديد الملغاشي أحمد أحمد. الأسود دخلوا بتشكيلة رسمية ضمت عدة لاعبين إحتياطيين كالحارس بونو، الناهيري، أمرابط، كارسيلا الذي أصيب بعدها وعوضه في منتصف الشوط الأول الحافيظي، كما زج المدرب كاسبارزاك بنسور بديلة بداية بالحارس بن مصطفى ووصولا إلى المهاجم حمزة يونس. وعرف النصف الأول مستوى لا بأس به مع سيطرة واضحة للفريق الوطني الذي تحكم في مجريات اللعب، وحافظ على نهجه الهجومي والضغط على الخصم في معتركه مع غلق المنافذ والصد الدفاعي المتقدم، وعرفت الدقائق الأولى فرصتين سانحتين للمهاجم النصيري لكنه أساء التعامل معهما، خصوصا تسديدته الأولى التي وجدت الحارس بن مصطفى بعد تمريرة عرضية من درار د7، رد عليها التونسيون بفرصة خطيرة كاد من خلالها المهاجم حمزة يونس أن يهز الشباك د13، لكن الأخير أبى إلا أن يعاود الكرة بعدها بدقيقة وهذه المرة بنجاح ضد مرماه، حينما إنبرى برأسية عشوائية لضربة خطأ نفذها بإتقان المتخصص فجر مانحا هدف السبق للأسود، ولولا التسرع وقلة النجاعة وتألق الحارس فاروق بن مصطفى لأضاف النصيري والبديل الحافيظي الهدفين الثاني والثالث تواليا في الدقيقتين 16 و36، في وقت إرتبك فيه زملاء الحدادي وإكتفوا بالدفاع وعجزوا عن إختراق الجدارات، الشيء الذي دفعهم لإنتظار ضربة ثابتة لإزعاج بونو في آخر رمق الشوط الأول الذي إبتسم للأسود أداءا ونتيجة. الربع ساعة الأولى من الجولة الثانية جاءت ضعيفة وبإيقاع نازل ولم يتميز فيها إلا الحكم السنغالي الذي رفض طرد الحارس التونسي بعد تدخله الخشن في حق النصيري بعد إنفراد بينهما على مشارف المستطيل الصغير، وزاغ الضيوف عن الروح الرياضية والأجواء الودية بسلسلة من الإلتحامات والتدخلات البدنية العنيفة، خصوصا بعدما رفع الأسود من الإيقاع وضغطوا بشكل رهيب على الحارس بن مصطفى الذي إستبسل وإستعرض المهارات وهو يتصدى على مرتين لتسديدين خطيرتين لبوهدوز وفجر د69، ثم عاد وحرم الحافيظي مجددا من تذوق طعم شباكه في وقت لم يفعل فيه النسور شيئا غير التربص وإنتظار الضربات الثابتة للمحاولة، لتمر باقي الدقائق تحت وطيس الندية ونرفزة التونسيين وبحث ملح للعناصر الوطنية عن مضاعفة الغلة، حتى إعلان صافرة النهاية بفوز صغير ومقنع ومستحق مع سيل من الفرص الضائعة، ليحقق المغاربة أول نصر ضد تونس منذ 16 سنة، لينتهي الإستعصاء الطويل و"الشمتة" التونسية، ويتواصل معه مسلسل البحث عن إسترجاع الهيبة والزئير والمكانة بين كبار القارة الإفريقية.