الوداد كان يستحق اللقب القاري، وأحسسنا بمرارة لضياعه طوشاك ودوسابر يختلفان، فلكل شخصيته وفلسفته في العمل يعتبر السهم الكونغولي أحد أفضل اللاعبين الأجانب بالبطولة الإحترافية، إمتد مقامه بالقلعة الحمراء لعدة سنوات، ما جعله يحفظ تضاريس البطولة الإحترافية، حيث يشكل حاليا معادلة صعبة في هجوم الوداد، فهو مصدر الخطورة والعنصر القادر على إزعاج المدافعين، وهزم أمهر الحراس، تألق مؤخرا وسجل ثلاثة أهداف مع إنطلاق البطولة، كما كان قريبا من قيادة فريقه لنهائي العصبة الإفريقية، وعن هذا الموضوع تحدث فابريس في هذا اللقاء الذي خص به جريدة «المنتخب» بمرارة عن هذا الإقصاء، إذ لم يصدق الطريقة التي جاء بها، لكنه يفضل التركيز حاليا على البطولة المحلية حيث يحدوه طموح كبير لقيادة فريقه نحو اللقب رقم 19، ولم لا التتويج كذلك بلقب الهداف باعتبار المؤهلات التي يتمتع بها. وكانت الفرصة مواتية للحديث عن مواضيع أخرى نترك لقراءنا الأعزاء فرصة إكتشافها ضمن هذا الحوار الشيق. المنتخب: بداية هذا اللقاء ستكون من محطة عصبة الأبطال، فكيف كان الإحساس بعد الإقصاء من هذه المنافسة القارية؟ فابريس: من الطبيعي أن يكون هناك إحساس بالإحباط، بالحسرة على ضياع هذه الفرصة التاريخية للتتويج باللقب القاري، أظن بأن الوداد كان يستحق أن يكون طرفا في المباراة النهائية وأن يتوج باللقب بعد المجهود الكبير الذي بذل طيلة المراحل الإقصائية ، لقد قدمنا مباريات كبيرة، وحققنا نتائج جيدة مكنتنا من إقصاء حامل اللقب مازيمبي وتصدر مجموعتنا، لكن أمام الزمالك ضيعنا هذا الحلم الذي كان يراود كل مكونات الوداد، هذه هي كرة القدم، في مباراة الذهاب لم نكن في يومنا، حاولنا تدارك الموقف في الإياب، إقتربنا من تحقيق الإنجاز،لكن التوفيق لم يكن بجانبنا. المنتخب: هل يتحمل اللاعبون بدورهم مسؤولية هذا الإقصاء؟ فابريس: حينما يحقق الفريق النتائج الإيجابية فإن الجميع يساهم فيها، لاعبين ومدرب و مكتب مسير، فالنجاح في كرة القدم لا يساهم فيه طرف واحد، كذلك الشأن حينما يكون الفشل، فإن الجميع يتحمل المسؤولية، فكما قلت ففي مباراة الذهاب بالإسكندرية لم نكن في يومنا، ساهم الهدف المبكر في بعثرة أوراقنا، حاولنا العودة في المباراة وخلقنا مجموعة من الفرص لكن لم يحالفنا الحظ في ترجمتها لهدف، وبالمقابل إرتكبنا مجموعة من الأخطاء سمحت للخصم بإضافة أهداف أخرى، حينما تنهزم برباعية، ولا تسجل أي هدف خارج القواعد تصبح المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة، لم ننزل أيدينا حاولنا تدارك الموقف في الإياب، إقتربنا من الوصول للهدف، إلا أن الحظ لم يكن بجانبنا في أخر الدقائق، ومن دون شك فإننا كلاعبين نتحمل قسطا من المسؤولية في هذا الإقصاء. المنتخب: حاليا طويتم صفحة هذه المنافسة القارية، ودخلتم غمار البطولة الإحترافية، فما رأيك حول هذه البداية الموفقة؟ فابريس: بالفعل طوينا صفحة عصبة الأبطال الإفريقية بسلبياتها وإيجابياتها،وحاليا فإن تركيزنا كله منصب على منافسات البطولة المحلية، لقد ضاع منا اللقب في السنة الماضية في أخر الدورات، ولسنا مستعدين لتضييع الفرصة مرة أخرى، حققنا بداية جيدة ومشجعة من خلال الحصول على العلامة الكاملة في مباراتين، وإقتربنا من الصدارة مع توفرنا على ثلاث مباريات مؤجلة.وجدنا صعوبات كبيرة لحسم المباراة أمام شباب الحسيمة، وهذا يؤكد بأن مهمتنا لن تكون سهلة، وسنصادف مجموعة من المباريات القوية، لكن بعد هذه الإنطلاقة الجيدة باتت المعنويات مرتفعة، ما سيحفزنا على تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية التي تسعد الجماهير الودادية. المنتخب: في نظرك ماذا تغير بين مرحلة طوشاك ومرحلة دوسابر، وما الفرق في نظرك بين الرجلين؟ فابريس: طوشاك مدرب كبير،يشهد له الجميع بالكفاءة والخبرة،ساهم في تحقيق نتائج جيدة مع فريق الوداد منها لقب البطولة ومركز الوصافة، كما بلغ نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية. له طريقته وأسلوبه في العمل، وكذا شخصيته التي تختلف عن دوسابر، المدرب الشاب الذي سبق له أن خاض تجارب سابقة على المستوى الإفريقي، وهو يسعى حاليا لإثبات قدراته مع فريق كبير من حجم الوداد البيضاوي، وبالرغم من التغيير فليس هناك قطيعة كاملة مع المرحلة السابقة بل هناك إستمرارية في العمل مع إدخال بعض التغييرات على طريقة اللعب إنطلاقا من الفلسفلة التي يتبناها دوسابر والتي يراهن عليها لتحقيق نتائج جيدة تمكن الوداد من المنافسة بقوة على الألقاب. المنتخب: الجميع لاحظ عودتك القوية وإستعادتك للكثير من مؤهلاتك، هل من تفسير لهذا التألق؟ فابريس: ليس هناك أي تفسير، فاللاعب يمر في بعض الأحيان بفترات فراغ، وهذا شيء عادي حيث يتراجع المستوى سواء بفعل العياء أو للإفتقاد للتنافسية، لكني أجتهد دائما وأبذل كل الجهود لأكون في المستوى الذي يرضي الجماهير الودادية، أظن بأنني قدمت مباريات جيدة في الموسم الماضي، وكذا مع بداية هذا الموسم، لقد شاركت في كل الواجهات مع الوداد وكذا مع المنتخب الوطني الكونغولي، كانت هناك تنقلات كثيرة قطعنا مسافات طويلة،وهذا قد يكون له تأثير في بعض الأحيان على مستوى وأداء اللاعب. المنتخب: هل أنت مرتاح حاليا داخل فريق الوداد؟ فابريس: بالفعل أنا أحس بارتياح، وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على الأداء داخل رقعة الميدان، أحب فريق الوداد وأعشقه كثيرا، فهو يعني لي الشيء الكثير، تربطني علاقة جيدة بكل مكونات الفريق، وخاصة الجماهير الودادية التي أكن لها كل الحب والتقدير، ومن أجلها قضيت كل هذه السنوات الطويلة مع الوداد. وأتمنى أن نساهم جميعا في تحقيق مزيد من الألقاب لهذا الفريق الكبير. المنتخب: لكن البعض يتحدث عن توصلك بعروض خارجية خاصة من مصر؟ فابريس: شخصيا ليس لدي أية معلومات حول هذا الموضوع، ولم أتوصل بأي عرض رسمي من أي فريق، وكلاعب محترف فإني أحترم العقد الذي يربطني بفريق الوداد، وإن كانت هناك عروض في الظرفية الراهنة فهو الطرف الذي له الحق في مناقشتها وذلك بتنسيق وتشاور معي ومع وكيل أعمالي، لكن كما قلت سابقا لم يتحدث معي أي شخص عن هذا الموضوع الذي يتداول فقط على مستوى وسائل الإعلام. المنتخب: لاحظنا تحررك أكثر وإنسجامك مع المهاجم جيبور، فهل تحس بإرتياح بتواجدك معك؟ فابريس: ويليام لاعب جيد، راكم تجارب إحترافية مهمة هذا إلى جانب حضوره مع المنتخب الليبيري، فهو يتحرك بشكل جيد في الهجوم ويخلق متاعب للدفاع، من دون شك فإن تواجده منح الإضافة، والوداد يتوفر حاليا على مجموعة من العناصر الجيدة في مختلف الخطوط والمراكز، وأنا سعيد بالتواجد مع هذه المجموعة، ومرتاح للعب مع كل المهاجمين، فكل اللاعبين بدون إستثناء يبذلون قصارى جهدهم لتقديم الإضافة المرجوة، والمساهمة في تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا العمل الجماعي ونكران الذات هو نقطة قوة الوداد في المواسم الأخيرة. المنتخب: أنت حاليا هداف الوداد في المنافسات الإفريقية عبر التاريخ، ماذا يعني لك ذلك؟ فابريس: هذا يجعلني أحس بالفخر والإعتزاز، فليس من السهل أن تحظى بهذا الشرف، مع العلم أن قميص الوداد حمله لاعبون مغاربة وأجانب كبار، تركوا بصماتهم في السجل الذهبي للفريق، فمنذ أن حملت قميص الوداد اجتهدت كثيرا، وكان هدفي دائما هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف لأرضي الجماهير الودادية وأسعدها، لا يمكنني إلا أن أعتز بهذا الإنجاز، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتسجيل مزيد في مختلف المسابقات التي أشارك فيها مع الوداد. المنتخب: تمكنت من تسجيل ثلاثة أهداف مع بداية البطولة،فهل هذا يعني بانك ستنافس على لقب الهداف هذا الموسم؟ فابريس: بالفعل تسجيل ثلاثة أهداف في مباراتين يبقى مشجعا ومحفزا على تسجيل مزيد من الأهداف في المباريات القادمة، البطولة لازالت في بداية المشوار، وستكون هناك مباريات قوية وصعبة، سيصادفنا الإستعصاء في بعض الأحيان كما حدث أمام شباب الحسيمة. لكننا عازمون على المضي في هذا المسلسل من النتائج الإيجابية، صحيح أن الأهم بالنسبة لي في هذه الظرفية هو مصلحة الفريق أولا بغض النظر عن اللاعب الذي يسجل الأهداف، لكن طموح المنافسة على لقب الهداف يبقى طموحا مشروعا لأي لاعب يمارس بالبطولة الإحترافية، وبعد هذه السنوات الطويلة التي قضيتها مع الوداد فإني أتمنى أن أحصل على هذا اللقب إلى جانب لقب البطولة رقم 19. المنتخب: كيف ترى مستوى البطولة المغربية، هل تلمس بها نوعا من التطور؟ فابريس: بالفعل هناك تطور على عدة مستويات، يمكن الحديث هنا عن جانب الإمكانيات المادية، والعقود الإحترافية التي تخص اللاعبين والمدربين، إضافة لتطور البنيات التحتية التي تخص الملاعب وجودة العشب، الأكيد أن هناك مجهودات كبيرة تبذلها الجامعة للرفع من مستوى البطولة، وهناك جهود أخرى من طرف باقي الأندية، فالملاحظ أن هناك تقارب في المستوى بين مجموعة من الأندية،حتى أن لا يحسم في الفريق الذي يتوج باللقب إلا في الدورات الأخيرة، وكذلك الشأن بالنسبة للفرق التي تغادر القسم الأول، كما يصعب التكهن بنتائج المباريات، وهذا يزيد من الحماس والإثارة والتشويق، وأظن بأن مباريات الموسم الماضي شهدت إقبالا جماهيريا أكبر، وهذا مهم جدا، وأتمنى أن تسير البطولة الحالية في نفس الإتجاه كذلك. المنتخب: ستشاركون في منافسات عصبة الأبطال للموسم الثاني على التوالي، فهل ستكون التجربة السابقة مفيدة لكم؟ فابريس: التجربة السابقة كانت مهمة و مفيدة جدا، وإذا احتفظ الفريق بنفس التركيبة البشرية الحالية فسيشكل معادلة صعبة في النسخة القادمة من عصبة الأبطال الإفريقية، فالمشاركة في هذه المسابقة لعدة مرات متتالية يمنحك حظوظا أوفر من دون شك للتتويج باللقب. فقد يخونك الحظ في مناسبة ويبتسم لك في أخرى، وليس اللاعبون وحدهم من يكتسبون التجربة، بل كذلك الأطر التقنية والإدارية وكذا المكتب المسير، وأظن بأن الوداد يستحق أن يكون بطلا للقارة بالنظر للمؤهلات التي يمتلكها. المنتخب: عانى الوداد من اللعب خارج قواعده، كلاعبين هل إفتقدتم لأجواء مركب محمد الخامس؟ فابريس: من دون شك لو لعبنا بمركب محمد الخامس لتوجنا بلقب البطولة رقم 19، ولكانت حظوظنا أكبر للفوز بعصبة الأبطال الإفريقية، لقد عانينا كثيرا من إغلاق مركب محمد الخامس، ومن اللعب خارج القواعد طيلة هذه الفترة الطويلة، ففي كل مرة نتقل لملعب مغاير، حتى أننا لا نعرف المدينة التي سنلعب بها، كان الوضع صعبا جدا على الفريق، وبكل صراحة إفتقدنا تلك الأجواء الحماسية لمركب محمد الخامس، وعرفنا قيمته بالنسبة لنا، وأظن بأن الجماهير الودادية قد إشتاقت بدورها لهذه الأجواء، وتلك الطقوس التي تجرى فيها المباريات بهذا الملعب الذي يعتبر معلمة تاريخية يجب صيانتها والحفاظ عليها. المنتخب: ماذا عن حظوظ الوداد للمنافسة على اللقب؟ وماهي الفرق التي ترشحها للمنافسة هذا الموسم؟ فابريس: الوداد خلق لينافس دائما على الألقاب، وحينما يدخل للمشاركة في أية مسابقة، فإنه لا يشارك فقط من أجل التنشيط، بل بهدف التتويج، وهذا هو شعارنا دائما، وحينما ندخل المباراة فإن هدفنا هو الفوز، وكما قلت سابقا فإن تركيزنا منصب حالا على البطولة،حيث يحدونا طموح كبير لإستعادة اللقب الذي ضاع منا لفائدة الفتح الرباطي،و إهداء اللقب رقم 19 للجماهير الودادية.نعلم جيدا بأن المهمة لن تكون سهلة خاصة أن مجموعة من الأندية إستعدت بدورها بشكل جيد لتكون في الموعد، منها الفتح وإتحاد طنجة والرجاء، وكذا الجيش الملكي، لكن حاليا البطولة لازالت في بدايتها ويصعب التكهن بمصيرها، وأعرف جيدا بأن الوداد بهذه التركيبة البشرية سيشكل معادلة صعبة وسيكون أقوى المرشحين نحو اللقب. المنتخب: كيف ترى حظوظ منتخبكم في تصفيات المونديال؟ فابريس: قدمنا مباراة جيدة أمام المنتخب المصري، وخلقنا له الكثير من المتاعب، لكننا لم نتوفق في تحقيق نتيجة إيجابية، الهزيمة في أول مباراة داخل القواعد تضعف الحظوظ للتأهل، لكن كرة القدم لا تؤمن بمثل هذه الأشياء، فكل شيء ممكن، لذا يجب عدم الإستسلام، هناك خمس مباريات متبقية سنأخذها بالجدية اللازمة لتدارك الموقف، وقد يكون الحظ إلى جانبنا. المنتخب: كلمة أخيرة: فابريس: أشكركم على هذه الإستضافة، وأتمنى لكم مسارا موفقا، وأستغل هذه الفرصة لأعبر عن خالص امتناني وتقديري وحبي الكبير لكل الجماهير الودادية التي ساندتني منذ اللحظة التي التحقت فيها بفريق الوداد، بفضلها أحببت هذا الفريق وتعلقت به، بل عشقته أكثر من أي شيء أخر، لقد أصبحت جزءا من هذا الفريق ومن هذا الجمهور العاشق، أتمنى أن نبذل جميعا كل الجهود لكي نتابع في نفس المسار، ونحقق مزيد من النتائج الإيجابية التي تقودنا نحو الألقاب المحلية والقارية، وهذا ليس بصعب إن توفرت الإرادة والعزيمة، وكذا الإصرار على تحدي كل العوائق والصعوبات.