هل كان متوقعا أن يسقط الوداد في رابع جولات دور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية أمام الأهلي المصري، وهو الذي أبدى مناعة كبيرة في الجولات الثلاث الأولى التي نال منها سبع نقاط من أصل تسع ممكنة، وهو الذي كان قاب قويين أو أدنى من هزم الأهلي بالأسكندرية؟ لا، لم تكن متوقعة بالنظر للحالة التنافسية التي يوجد عليها نادي الأهلي المتأثر بالعياء الذي يصيب كثيرا من لاعبيه وبالنظر لكثير من الغيابات الوازنة والمؤثرة التي يشتكي منها نادي القرن بإفريقيا. ونعم كانت تلك الهزيمة متوقعة، لأن لاعبي الوداد بالصورة التي ظهروا بها في مباراة الأمس أكدوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم لم يصلوا بعد لدرجة الإختمار الكامل الذي يمنح اللاعبين القدرة على تجسيد وإبراز ما يوجد بينهم وبين منافسيهم من فوارق على مستوى اللياقة التنافسية واللياقة المعنوية. لقد أساء لاعبو الوداد التعامل مع حالة الخوف والإرتباك التي ظهر بها لاعبو الأهلي في بداية المباراة، والتي أبرزها التقوقع الدفاعي للأهلي ومراهنتهم على المرتدات بكل حالات الإرتباك التي كان عليها العمق الدفاعي. لقد افتقد الوداد في لحظة مفصلية وحساسة من زمن المباراة إلى شخصية الفريق الذي لا يتساهل أبدا مع ما يكون عليه المنافس من خوف ووجل، وحتى عندما نجح الأهلي في التسجيل مع بداية الجولة الأولي بطريقة كلاسيكية، لم يتمكن لاعبو الوداد على مدى خمس وثلاثين دقيقة من استغلال التراجع الكلي للاعبي الأهلي وأبدا لم يبدعوا ميكنزمات تمكنهم من كسر التنظيم الدفاعي الهش للأهلي، وبرغم ما أبداه طوشاك كعادته لضخ دماء جديدة في جبهة الهجوم بإدخاله لثلاثة عناصر دفعة واحدة، إلا أن ذلك لم يشفع للوداد بإدراك هدف التعادل بسبب أن الوضعيات الهجومية التي خلقتها المباراة في الثلث الأخير من زمنها، لم تكن متناسقة وأغلبها تم ارتجاله من قبل اللاعبين. وكان طوشاك محقا في تحميل اللاعبين مسؤولية الخسارة، غير آبه بثقافة تحمل المسؤولية وإبعادها عن اللاعبين ما دام أنه هو من يختار التشكيل وهو من يضع النهج التكتيكي، لقد كان أغلب لاعبي الوداد خارج التغطية ما أوقعهم في أخطاء تكتيكية وانضباطية قادت إلى هزيمة هي من صنع الرسوب الجماعي للوداد في اختبار فرض الذات، اكثر ما هي من صنع فريق كان يعرف أنه يتمسك بقشة وقد قاده إصرار لاعبيه برغم ما كان عليه الأداء من ارتباك إلى تحقيق الفوز الذي يحيى الآمال في بلوغ الدور نصف النهائي. هزيمة الوداد مثلما عقدت الأمور في هذه المجموعة ولربما سحبت رجلا كان قد وضعها الوداد في نصف النهاية، فإنها تصيب بحالة من الإحباط والحزن، وتدعو إلى تعبئة من الداخل للتقليل من تداعياتها السلبية، ما دام أن الوضع الحالي يفرض أن يفوز الوداد في مواجهته القادمة ليصل إلى النقطة العاشرة.