فان خال أحسن من دربني واستفدت من مهراته التكتيكية سعدت باللعب لأم صلال ولا أريد مغادرة قطر في حوار مطول أجرته معه الزميلة "استاد الدوحة" القطرية عاد الدولي المغربي والغوليادور منير الحمداوي ليضع رسما سريعا بسيرته الرياضية التي جالت له في أكبر بطولات أوروبا قبل أن يحط الرجال بقطر منضما بنادي أم صلال، وهذا هو حوار الحمداوي مع "استاد الدوحة". يسعى الأسد الأطلسي منير الحمداوي الذي خاض إلى غاية الآن ست مباريات في دوري نجوم قطر أحرز فيها أربعة أهداف بينما غاب قسريا عن مباراتين بداعي الإصابة إلى المساهمة في قيادة أم صلال إلى أفضل النتائج وتقديم مستويات جيدة في الفترة المتبقية له من الموسم الحالي. وكان المهاجم المغربي منير الحمداوي قد إنضم إلى أم صلال في فترة الانتقالات الشتوية شهر يناير الماضي قادما من أزد ألكمار الهولندي إلى غاية نهاية الموسم الحالي. وكان الحمداوي (31 عاما) قد استهل مسيرته الاحترافية بهولندا التي ولد ودافع فيها عن ألوان عدة أندية أبرزها أزد ألكمار واجاكس أمستردام قبل الانتقال إلى فيورونتينا الإيطالي ومالقا الإسباني، كما أنه خاض تجربة في البطولة الإنجليزية بصفوف توتنهام ولعب أيضا للمنتخب المغربي. كيف هو حالك بدنيا بعد عوتك إلى الملاعب التي كنت قد ابتعدت عنها بداعي الإصابة؟ "الحمد لله، أشعر حاليا بأنني بخير ووضعي الصحي على ما يرام وليس هناك ما يدعو للقلق بالنسبة لي.. إصابتي باتت حدثا من الماضي حيث أنني أتدرب بشكل عادي وأستعد للعب للعودة مجددا للملاعب.. كنت قد شاركت في الشوط الثاني من آخر مباراة خاضها فريقي أم صلال في الدوري أمام الوكرة قبل التوقف.. لعبت الشوط بأكمله ولم أشعر بدنيا بأي ألم أو إزعاج". كيف تجد وضعك في أم صلال الذي تعاقدت معه لمدة ستة أشهر إلى غاية نهاية الموسم الحالي؟ "أؤكد أن وضعي جيد وأنا سعيد جدا هنا.. نفسيا أنا جدا مرتاح ولهذا أنا متأكد أنني اتخذت القرار الصحيح بانتقالي إلى أم صلال من أجل مواصلة مسيرتي الإحترافية بالدوري القطري.. قطر بلد جميل وقد أعجبني كثيرا وأم صلال ناد جيد وجدت فيه أناسا رائعين ومحترمين جدا أحسنوا استقبالي ورحبوا بي كثيرا، وأصبحت لدي علاقات جيدة مع المدرب واللاعبين وكل العاملين في النادي". ما هو رأيك وتقييمك للنتائج التي حققها فريقك خلال المباريات التي خاضها منذ التحاقك بصفوفه؟ "تعد حصيلة النتائج التي حققها أم صلال في المباريات التي خاضها منذ التحاقي بصفوفه مقبولة ولا بأس بها (3 انتصارات و3 تعادلات وهزيمتان) إلا أنني أعتقد أنه كان قادرا على أن يحصل على نتائج أفضل.. لقد كان بإمكانه حصد المزيد من الانتصارات.. فالمباريات التي تعادل فيها كان يستطيع الخروج منها بانتصارين على الأقل ويتجنب ضياع نقاطها التي ساهمت في اتساع الفارق بينه والمركز الرابع الذي كان يود الوصول إليه للتواجد في المربع الذهبي". هل إقتنعتم تماما في أم صلال أن حظوظكم في المربع قد تلاشت نهائيا؟ "إن المهمة باتت صعبة جدا ولكن علينا الفوز في المباريات الثلاث الأخيرة لنا على الأقل والتمسك بالأمل هو كل ما تبقى لنا.. لقد أصبحت المباريات المتبقية في الدوري بمثابة مباريات كؤوس حيث لا بديل فيها عن الفوز، ثم سوف ننتظر ونرى ما سيحققه صاحب المركز الرابع الذي نأمل تعثره في مبارياته". ما الذي شجعك على مغادرة أزد ألكمار وقبول عرض أم صلال بالتعاقد معه لمدة نصف موسم فقط؟ "عندما وصلني عرض أم صلال اتصلت بلاعبه المغربي جواد أحناش الذي يمارس فيه منذ مواسم عديدة من أجل استشارته والحصول منه على المعلومات التي أريدها، فحدثني عن النادي وعن الدوري القطري وعن البلد وشجعني على القدوم.. وأشعر أنني فعلا قمت بالاختيار الصحيح بالنسبة لي ولعائلتي أيضا ونحن سعداء للغاية بمتابعة حياتنا في هذا البلد الهادئ والجميل". ما الذي كنت تطمح إليه على المستوى الرياضي عندما تعاقدت مع أم صلال؟ "كان طموحي هو أن أساعده في تحقيق هدف تواجده بالمربع لكي يتأهل بعد نهاية الدوري إلى المشاركة في كأس قطر، لكنه بات هدفا صعبا للغاية.. لكن يتبقى لنا كأس الأمير التي سوف نحاول فيها توظيف كل جهودنا من أجل تحقيق أفضل نتيجة فيها.. سنحاول الاستفادة من نظام البطولة الذي يختلف عن نظام الدوري والأهم هو أن لدينا فريقا جيدا سبق له إحراز اللقب وتحقيق نتائج جيدة في العديد من مشاركاته السابقة ويتوفر حاليا على إمكانيات فنية وبشرية جيدة". هل تشعر بأن عملية تأقلمك مع أجواء فريقك الجديد تمت في وقت مناسب ولم تصادفك أي صعوبات من أجل التعود على الأجواء هنا التي تختلف عن تلك التي تعودت عليها بأوروبا حيث ولدت ونشأت ولعبت؟ "في الحقيقة لم أكن بحاجة إلى وقت كثير من أجل التأقلم مع حياتي الجديدة رياضيا أو اجتماعيا بل إنه تحقق بسرعة بفضل حسن الاستقبال الذي حظيت به والترحيب من الكل هنا سواء في النادي أو خارجه، ولذلك فقد انسجمت بسرعة في فريقي". ما هي نوع المقارنة التي بإمكانك إجرائها بين فريقك الحالي والفرق الأخرى التي سبق لك الدفاع عن ألوانها في الدوريات المختلفة التي مارست بها؟ "أعتقد أن المقارنة صعبة في هذا المجال وستكون غير صحيحة نظرا لاختلاف المستويات وطرق اللعب التي يتميز بها كل دوري عن الآخر.. فرغم أن كرة القدم رياضة واحدة إلا أن كل دوري له مميزاته وخصوصياته.. المهم هو أن فريقي الحالي أم صلال يعد في نظري فريقا جيدا تحفل صفوفه بلاعبين جيدين، وهذا كان أحد الأسباب التي شجعتني على الإنضمام إليه من أجل مساعدته على تحقيق أهدافه التي ينافس من أجلها هذا الموسم". كيف تجد المستوى العام لدوري النجوم القطري؟ "بكل صدق أقول أن مستوى الدوري القطري مهم للغاية عكس ما يقال عنه.. أتصور أنه يتطور من موسم إلى آخر وأنديته تعزز صفوفها بمحترفين أجانب أغلبهم يتوفر على تجربة مهمة وشهرة كبيرة ويساهمون في مساعدة المحليين على تحسين مستوياتهم والتطور بفضل الإحتكاك والتنافس معهم.. كما أن المسؤولين الرياضيين مهتمون جدا بتطوير كرة القدم القطرية ولذلك لا يتأخرون في توفير البنيات والتجهيزات الأساسية واستقدام محترفين مميزين ومدربين جيدين وحريصون جدا على تطوير القاعدة وتكوين اللاعبين الصغار". تعودت على اللعب بهولندا أو إيطاليا أو إسبانيا في ملاعب مكتظة بالجماهير بينما يختلف الوضع في دوري النجوم حيث تخلو المدرجات من المتفرجين؟ "نعم تبدو قلة الجمهور نقطة سلبية في الدوري القطري إلا أن الأندية واللاعبين تعودوا على هذا الأمر وبات عاديا بالنسبة لهم ولا أعتقد أن الحال سوف يدوم هكذا إلى الأبد بل سيتحسن الوضع". هل أنت مرتاح باللعب خلف قلب الهجوم أو المهاجم الصريح يانيك ساغبو الذي يشغل نفس المركز الذي تعودت اللعب عليه في الأندية التي لعبت فيها سابقا؟ "أعتقد أن الدور الحالي الذي أقوم به في أم صلال يناسبتي أيضا ولا أجد اي مشكلة أو صعوبة في أدائه لأنه يمنحني حرية أكثر في التحرك خلف المهاجم الصريح ساغبو الذي يتوفر بالمناسبة على إمكانيات جيدة.. إنه دور مهم يمكنني من التحكم ولمس الكرة كثيرا والمساهمة أيضا في صناعة الألعاب والفرص المواتية للتهديف لساغبو وأيضا لإسماعيل محمود الذي يلعب على الأطراف ولكنه يستطيع اللعب أحيانا في هذا المركز في غياب المهاجمين الأساسيين.. كما أنه يمكنني من التواجد بقرب منطقة الجزاء والحصول على فرص للتهديف". هل يعرف الهولنديون دوري النجوم الذي لعب فيه الشقيقان الشهيران فرانك وروناد دي بوير بالإضافة إلى ماريو ملكيوت؟ "بصفة عامة يحمل الهولنديون صورة إيجابية عن قطر كبلد، كما أنهم يعرفون الدوري القطري من خلال مواطنيهم الذين سبق لهم اللعب فيه كما ذكرت، فرانك وروناد دي بوير من نجوم الكرة الهولندية وملكيوت أيضا.. كما أن الهولنديين يسمعون عنه من خلال صدى التعاقدات المهمة جدا التي تبرمها الأندية القطرية مع نجوم عالميين. "أين ستلعب الموسم المقبل بعد نهاية عقدك مع أم صلال متم الموسم الحالي؟ "لا أعلم إلى حد الآن أين ستكون وجهتي القادمة!، الله وحده يعلم أين سأكون الموسم المقبل.. على العموم أتحلى دائما بالتفاؤل وسأنتظر ما سوف تسفر عنه الأيام المقبلة وما هي العروض التي قد أتوصل بها". هل أنت مستعد لتجديد عقدك مع أم صلال إذا عرض عليك ذلك؟ "أرغب حقا في الإستمرار بدوري النجوم الموسم المقبل ولهذا لن أتردد في تجديد العقد مع أم صلال إذا كان يريد بقائي في صفوفه أو التعاقد مع أي ناد قطري آخر يرغب في خدماتي وتعزيز صفوفه لأنني أحببت العيش في قطر بصحبة عائلتي التي تتكون من زوجتي وابنتي الصغيرة ووالدي، ووجدت فيها أشياء نفتقدها في أوروبا، أهمها الحياة الإسلامية حيث إن المساجد تحيط بك من كل جانب وتجدها أينما ذهبت وتسمع صوت الأذان يصدح في اليوم خمس مرات، إضافة إلى الهدوء والأمان". ما هو رأيك في تنظيم قطر لنهائيات كأس العالم 2022؟ "أنا فخور جدا أن يحصل بلد عربي ومسلم على شرف تنظيم أكبر تظاهرة كروية للمنتخبات في العالم وثاني أكبر حدث رياضي بالعالم بعد دورة الألعاب الأولمبية، ولا أشك في أن التنظيم القطري لكأس العالم 2022 سيكون رائعا عطفا على كل ما أراه وأشاهده من مشاريع ومنجزات وبنيات تحتية حديثة وبناء لملاعب عصرية جدا سوف تحتضن المباريات". من المؤكد أنك لن تحتار كثيرا في تحديد موسمك الأفضل في مسيرتك؟ "يظل موسم 2008 - 2009 الأفضل في مسيرتي الاحترافية حيث أحرزت فيه لقب الدوري الهولندي بصفوف أزد ألكمار وجائزتي أفضل هداف (24 هدفا)، أحمد الله كثيرا على ما حققت من إنجازات في ذلك الموسم الذي سيظل طبعا بذكرياته الجميلة راسخا في ذاكرتي". ألا تعتبر انتقالك من إزد ألكمار إلى أجاكس أمستردام قرارا خاطئا عطفا على أنك أمضيت موسمك الثاني في صفوفه خارج حسابات مدربه فرانك دي بوير بسبب ما حدث من مشاكل وخلافات بينكما؟ "بالنسبة لي كان انتقالي إلى أجاكس وقتها خطوة مهمة جدا في مسيرتي.. لقد أرادني مدربه مارتن يول آنذاك في صفوفه وألح في طلبي لأنه كان يعرفني في توتنهام الإنجليزي الذي انضممت إليه في موسم سابق. قبلت عرض أجاكس لأنه ناد كبير جدا ويملك تاريخا مجيدا وسجلا غنيا جدا بالألقاب المحلية والأوروبية والدولية ودافع عن ألوانه كبار اللاعبين الهولنديين.. سارت أموري على نحو جيد خلال الموسم الأول وقدمت فيه مستويات جيدة وشكلت مع لويس سواريز (المهاجم الأوروغوياني الذي يلعب في نادي برشلونة) ثنائيا جيدا في خط الهجوم ولكن الوضع تغير بالنسبة لي بعد أن أصبح فرانك دي بوير مدربا لأجاكس بدلا من يول.. لم أعجب المدرب الجديد رغم ما كنت أقوم به من مجهودات فأصر على إبعادي من التشكيلة الأساسية.. وعندما لا يرغب مدرب في لاعب ما فإنه يقضي عليه.. هذا ما حصل بيني وبين دي بوير". ألا تشعر بالحسرة والأسى على انتقالك الفاشل إلى اجاكس؟ "لا، لا.. لست آسفا رغم كل ما عانيته هناك.. حقيقة كانت لدي العديد من العروض التي قدمت إلي بعد تألقي اللافت في ألكمار لكنني فضلت أجاكس عليها لأنه من الصعب تجاهل عرضه المغري ولأنه يظل أحد الأندية الشهيرة جدا بعالم كرة القدم وعلامة بارزة فيه رغم تراجعه في السنوات الأخيرة.. وقتها كان الاختيار الصحيح في نظري خاصة أنني كنت سأعمل مع مدرب أعرفه جيدا هو مارتين يول لكن لسوء الحظ تغير وضعي بعد قدوم دي بوير بالموسم الثاني. ولكن هل أنت حقا راض عما حققته في مسيرتك إلى غاية الآن رغم الصعوبات التي واجهتها فيها؟ "عندما أستعرض تجاربي والأندية التي لعبت فيها في دوريات هولندا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا قبل قدومي إلى قطر أشكر الله كثيرا على هذه النعم التي أعطاني إياها.. ليس من السهل على كل لاعب أن يمر بكل هذه التجارب القوية والغنية وأن يحقق بعض ما حققته من إنجازات حيث أحرزت لقب الدوري والهداف وأفضل لاعب وتوجت بكؤوس أخرى وشاركت أيضا مع أزد ألكمار وأجاكس في دوري أبطال أوروبا الذي يعد أهم بطولة للأندية في العالم وأحرزت فيها الأهداف". عانيت أيضا كثيرا منذ بداية مسيرتك من الإصابات التي أبعدتك لفترات طويلة عن الملاعب.. أليس هذا جزءا من سوء الحظ الذي واجهك كثيرا؟ "أعتبر الإصابة جزءا طبيعيا من كرة القدم وأي لاعب معرض لها.. أجل تعرضت لها في مرات عديدة لكن الأمر خارج عن إرادتي وليس بيدي.. ألتزم بالتداريب وأتبع حياة رياضية صحية والباقي يتوقف على الظروف والتوفيق". من هو أكثر المدربين تأثيرا في مسيرتك؟ "تعرفت على عدة مدربين عملت معهم واستفدت منهم وعلموني عدة أشياء لكني أعتقد أن لويس فان خال كان الأكثر تأثيرا بالنسبة لي والأفضل.. إنه مدرب قدير جدا وعلى درجة عالية من الكفاءة ويتميز بالدقة في العمل ويهتم كثيرا بالجانب التكتيكي.. لقد حققت تحت قيادته في ألكمار الموسم الأفضل في مسيرتي 2008 – 2009". كان المنتخب المغربي إحدى المحطات الأخرى التي مرت منها مسيرتك.. فهل كان من السهل عليك اختيار اللعب في صفوفه في الوقت الذي كنت فيه الأفضل في هولندا وكانت الأصوات تنادي بضمك إلى المنتخب البرتقالي بعد أن دافعت عنه في فئة الشباب؟ "طبعا لا يعد الاختيار بين منتخب البلد الأصلي ومنتخب بلد المنشأ الذي يولد فيه اللاعب ويتعلم فيه الكرة ويلعب في أنديته بالأمر السهل، ولكن في وقت ما على اللاعب الاختيار واتخاذ قراره النهائي.. شخصيا اخترت المغرب بلا تردد وكان اختيارا نابعا من القلب والمشاعر والأحاسيس التي تجعلني أحس بارتباطي الشديد ببلدي الأصلي. لم أشعر يوما بالندم بسبب هذا الاختيار بل بالسعادة والفرح.. ورغم ابتعادي عن أسود الأطلس فأنا حريص على متابعة كل المباريات التي يخوضونها وأتمنى لهم دائما التوفيق والنجاح". في نظرك ما هي مشكلة المنتخب المغربي في الأعوام الأخيرة التي تراجع فيها مستواه وعجز خلالها عن تحقيق أي لقب قاري أو التأهل إلى نهائيات كأس العالم؟ "يحتاج المنتخب المغربي إلى المزيد من النظام وحسن التدبير والتسيير.. لا تنقصنا الفرديات والمواهب بل نتوفر منها على الشيء الكثير ولكن نحتاج إلى أن نوظفها في فريق واحد وخلق مجموعة منسجمة تحت قيادة قوية". ماذا ستعمل بعد اعتزالك اللعب؟ "سأظل في مجال كرة القدم التي تحتل جزءا كبيرا في حياتي.. حاليا لا أعرف ما نوعية العمل الذي سأقوم به بعد الإعتزال ولكن ما أعرفه هو أنني لن أبتعد عن مجال الكرة".