أطفال الحجارة مؤسف ما وقع من أحداث بمركب محمد الخامس في مباراة الوداد أمام الجيش السبت الماضي، وهزة قوية ضربت أركان المنتوج الكروي المغربي في أول موسم قيل عنه أنه إحترافي، الشغب عاد للواجهة ليكون أبرز حدث خيم على نهاية الأسبوع. مدرجات مركب محمد الخامس تحولت لساحة للقتال في مواجهات بين رجال الأمن وشردمة من المشاغبين الذين نشروا الغسيل القذر ومكبوتاتهم النفسية في مباراة منقولة فضائيا على القناة الثانية، ماجعل مقاطع شغب المحسوبين على جمهور الوداد تتداول في القنوات الأجنبية والمواقع العالمية التي تركت لروادها حرية التعبير فأجمع معظمهم على أنها قمة الوحشية العمياء خاصة في اللقطة المثيرة التي إجتمع فيها القاصرون لإزاحة السياج الحديدي الذي يفرق بين المدرجات والزج به داخل الملعب دون حسيب أو رقيب. فعلا إنها قمة البربرية لجمهور ودادي ترك الوازع الأخلاقي وراح يعبث بممتلكات الأخرين إنطلاقا من تهشيم لواجهات السيارات والمحلات التجارية لغاية دخوله المركب الذي عاث فيه فسادا في واحدة من الصور التي أكدت أن جامعة الكرة باتت ملزمة بالتدخل لفرض ضرورة عدم السماح للقاصرين وهم سبب الفتنة بالدخول لإثارة الرعب في نفوس من يحضر مباريات الكرة بمركب محمد الخامس الذي كانت جامعة الفهري مطالبة بتوقيفه أصلا بإعتبار أن الشرارة الأولى لاحت معالمها في الأفق في المباراة التي إستقبل من خلالها الفريق الأحمر نظيره النادي القنيطري قبل أسابيع والتي عرفت بدورها أعمال شغب من وداديين تم غض النظر عنهم لماذا؟ لأن صقور وداد الأمة ليسوا بالحائط القصير وأي توقيف لملعبهم سيجر من ورائه زلزالا لن تحمد عقباه فيما بعد.. وبقية الحكاية تعرفونها. إختلط الحابل بالنابل ولم يرحم الثوار الهائجون سيارة الإسعاف التي هشموا واجهتها الأمامية في سيناريو غريب لم نشهد له مثيل في ملاعبنا الوطنية في الوقت الذي نزل فيه لأرضية الميدان أطفال جيوبهم ممتلئة بالحجارة يحتار العقل من أين دخلوا بها برغم تفتيشهم في الأبواب، ما يطرح علامات إستفهام كبرى بخصوص الطريقة التي يدخلون بها، علما أن روسيطا التي يجمعها الوداديون دوما لا تتناسب وحجم الجمهور الذي يتابعها وتلك قصة أخرى. صراحة تألمت كثيرا لمظاهر الشغب الذي ساهم في «فش كرتنا»، وتبادر إلى ذهني الطريقة التي سيتم التعامل بها مع هذا الملف ،بإعتبار أن الجامعة كانت متشددة مع مكناس عقب الشغب الذي شهدته مباراة الكوديم مع الماص ، فهل ستتم إسقاط أحكام قوية على وداد الامة لردع جمهورها المشاغب أم أن الفريق الأحمر خارج عن القاعدة ومسيج بقوى لا تقدر الجامعة على إغضابها. الأزمة إستفحلت وما تابعناه في مركب محمد الخامس يحيلنا على أمور عدة وجب تطبيقها قبل فوات الأوان، أولها عدم السماح للقاصرين بدخول الملاعب حتى وأن الأندية تتضرر من ذلك، بإعتبار أن السواد الأعظم من الجمهور يتكون من هذه الفئة، وثانيها تطبيق نفس العقوبات على الأندية التي يساهم جمهورها في خلق الفتنة والبلبلة في المدرجات حتى لا نكيل بمكيالين، ثالثا توفير المراقبة الأمنية بمايتلاءم مع كل مباراة لأننا تابعنا كيف وجد المشاغبون ضالتهم دون إحساس بالخوف من السلطات القادرة على التدخل لردعهم. من العار والعيب أن تظل مظاهر الشغب تنهش في منتوجنا الكروي ،وما جدوى تواجد جمعيات المشجعين التي يوكل لها تأطير المناصرين على ثقافة التسامح، وأي دور للأولترات في محاربة ظاهرة دخيلة على المدرجات المغربية، سؤالان وجب البحث فيهما بشكل جدي لمعرفة مدى درجة الإستفادة من أركان جديدة دخلت على الكرة الحديثة.