لا رباعية ميسي في مرمى فالنسيا، ولا فارق النقاط العشر الذي بات ريال مدريد يتفوق به في الدوري، ولا المستقبل في دوري الأبطال، فالتركيز في برشلونة ينصب حاليا على تجديد التعاقد مع المدرب جوسيب غوارديولا، الأمر الذي أصاب جماهير أبطال أسبانيا وأوروبا بالتوتر. وإذا كان هناك من يشكك في السطوة التي يملكها غوارديولا في برشلونة، لم يعد عليه سوى متابعة الصحف للانتباه إلى تلك السطوة، فحتى الأهداف الأربعة التي أحرزها ميسي في مرمى فالنسيا يوم الأحد الماضي عانت من الكسوف أمام قضية التجديد للمدرب. وكتبت صحيفة "ماركا" على صفحتها الرئيسية قبل يومين "بيب، لا تتركنا"، في إشارة إلى ما تفترض أنه يقال حاليا داخل الفريق الكتالوني، ويرجع هذا كله إلى أن جوارديولا لم يجدد عقده حتى الآن، الأمر الذي لم يحدث في المواسم الثلاثة الماضية، التي كان المدرب -الذي يهوى تجديد تعاقده موسما بموسم- قد مدد عقده فيها قبل هذا التوقيت. الأكثر من ذلك أن جوارديولا قد زرع الشك، وليس الرعب لعدم المبالغة، يوم السبت الماضي عندما طلب "مزيدا من الوقت" للتفكير في قراره، في الوقت الذي كانت فيه الصحافة تتنبأ أن يشهد الأسبوع المنصرم، الذي لم يلعب خلاله الفريق في أوروبا، إعلانه الاستمرار. وكان ما قاله غوارديولا السبت هو "لا يمكنني العمل في ناد يتعرض لكل هذه الضغوط إذا لم أكن مقتنعا بأنني أملك القوة لذلك، في كل مرة تسألون عن نفس الأمر، لا يمكنني الإجابة لأن الأمور لم تتضح لدي". بعدها، امتلأت الصحف الكتالونية بالتكهنات حول استمرار جوارديولا من عدمه، وكتبت صحيفة "سبورت": "بيب يرغب في البقاء ويرغب في الرحيل"، في جملة تلخص غموض الموقف، مضيفة "كثير من مشجعي النادي سيتفهمون رحيله لكن آخرين لن يبدو لهم الأمر مقبولا، مرة أخرى يحيط الانقسام بأي قرار يتعلق بالنادي". وقدمت صحيفة "موندو ديبورتيفو" رأيا مشابها قالت فيه "أمر مؤكد أن الوقت يضيق أمام احتمال رحيله عن برشلونة، وفي الوقت نفسه الوقت يضيق (وربما ينعدم) أمام إمكانية تجديده التعاقد". لكن تجديد غوارديولا ليس سببا في تكهنات الصحف وحدها، وإنما كذلك لاعبي الفريق أنفسهم الذين باتوا مضطرين للتعليق على الأمر يوميا، كان منهم في الأيام الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر جيرارد بيكي (عليه أن يجدد لما يتبقى لنا لنعيشه) وأندريس إنييستا (تتبقى لنا أمور كثيرة لنخوضها) وتشافي (سيبقى). حتى لويس إنريكي لاعب برشلونة السابق ومدرب روما الإيطالي حاليا علق على الأمر قائلا "أتمنى أن يبقى غوارديولا". ولكن في غضون ذلك بدأت الصحف في نشر قوائم لمدربين محتملين لخلافة جوارديولا في حالة ما قرر الرحيل، في مرحلة لم يكن أحد يتخيل الوصول إليها قبل أسابيع.