«سنقوم بتقييم عام للدورة وكل مسؤول سيقدم الحساب» يعرف كريم العالم بصفته رئيسا للبعثة المغربية المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا، بأن التقرير الذي سينجزه فور العودة إلى المغرب سيكون حاسما في تحديد المسؤوليات، فالرجل الذي نال قبل التوجه إلى ليبروفيل عفوا من الإتحاد الإفريقي، حاول على امتداد مقامه في الغابون أن يكون هادئ الطباع، حريصا على إنجاز المهمة التي أنيطت به بسلام. لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن علي الفاسي الفهري، وخرج المنتخب المغربي من المنافسات القارية من تحت الباب كفأر مذعور، وعاد من حيث أتى يجر أذيال الخيبة، مما يجعل الجميع أمام طاولة المحاسبة، خاصة بعد أن احتكم الجميع لسلطة شعب يطالب بمعرفة حقيقة الإقصاء. - ما هي قراءتك من موقعك كرئيس للوفد المغربي للخروج المبكر للمنتخب من دورة الغابون؟ «لا يجب تهويل الأمر، لأنه قبل ثلاثة أشهر كان الشعب المغربي قاطبة يهتف بهذا المنتخب وباسم لاعبيه، ويعتبره أفضل منتخب في تاريخ الكرة المغربية، لكن نحن اليوم أمام حالة إخفاق علينا أن نتعامل معها بهدوء دون أن ندمر في لحظة واحدة كل ما بني في سنوات، نحن نقدر انتظارات الشعب المغربي ونعرف أنه كان يتوسم الخير في هذا المنتخب، إلا أنه أصيب بذهول أمام النتائج المسجلة، أعتقد أنها فرصة للتوقف من أجل قراءة ما حصل بهدوء». - ما أسباب الإخفاق من وجهة نظرك؟ «لن أقول إن الحظ هو سبب خروج منتخبنا بشكل مبكر من النهائيات، لن أقول التحكيم أو أي عامل خارجي، فحين ينهزم المنتخب في مباراتين حاسمتين يعرف أن الخسارة تعني الإقصاء فأكيد لا دخل للحظ في ذلك، الآن لا يمكن لي أن أسرد عليك أسباب الإخفاق لأن الأمر يتطلب تجميع مجموعة من المعطيات بدقة والتمكن من الحصيلة النهائية على كافة المستويات التقنية واللوجيستيكية، قبل إنجاز التقرير الذي يجمع كل تفاصيل الرحلة الإفريقية، وسيكون تقييما جيدا وصريحا». - طيب من يتحمل مسؤولية الإقصاء؟ «أنا لست مؤهلا للرد على هذا السؤال، ثم إنني لا أقدم إجابات كما تلاحظ، بل أفكار يمكن أن تتبلور إلى موضوع للنقاش، نحن كجامعة لم نخطط بعد لما يجب القيام به في القريب العاجل، لكن الأكيد أن جلسة مساءلة ستعقد مع كل من ساهم في هذه الرحلة الإفريقية من قريب أو من بعيد، أي شخص ولو كانت له نسبة مساهمة في حدود نسبة مائوية قليل سيساءل، كلنا مغاربة، لا يوجد شعب له غيرة على المنتخب وآخر لا، كلنا نحب هذا الوطن ونريد أن نراه شامخا في جميع المحافل الكروية». - هل يمكن الحديث الآن عن نهاية جيل كروي؟ «لا يمكن أن نتكلم عن نهاية جيل وإلا فإننا سنظلم لاعبين ومواهب ما زالوا في قمة العطاء، لا يمكن أبدا أن نقول بأن جيلا إنتهى لأن لاعبا أو لاعبين يبلغان من العمر 28 سنة، قد نغير جيلا بآخر إذا وصل سن اللاعب إلى 36 أو 40 سنة، أما أن نحكم على لاعب بالتقاعد لأن المنتخب عجز عن المرور إلى الدور الثاني فهذا ظلم للاعبين الذين وصلوا الآن إلى فترة من النضج الكروي، ومن المفروض أن نستثمر تجاربهم بشكل جيد، وأن نستفيد من خبرتهم الدولية وليس تسريحهم لمجرد إخفاق». - هناك استحقاقات قريبة تنتظر المنتخب مما يجعل أي إجراء يراعي هذا المعطى؟ «أمامنا استحقاقات قريبة جدا، لا يمكن أن نبني منتخبا جديدا ولدينا من العناصر ما يمكن من استدراك ما حصل في الغابون، في نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا سيكون كثير من لاعبينا الشباب قد تسلحوا بالخبرة الإفريقية، لذا علينا أن نربح شيئا من هذه العثرة، أي أن نستفيد من الدرس جيدا، فالفشل فيه أشياء إيجابية أيضا، وأي شخص ينظر إلى المرآة ويعتقد أنه أجمل إنسان في العالم سيكذب على نفسه وعلى الآخرين». - من ينظر إلى المرآة تقصد غيرتس؟ «أنا لا أشخص الوضع، أنا أقول ما يجب أن يكون، أما القرار الأخير فسيكون للمكتب الجامعي طبعا بناء على التقييم العام». - كيف نجح التونسيون وفشلنا نحن المغاربة رغم أننا الأفضل على الورق؟ «كرة القدم وتحديدا المنتخب كلعبة الورق، يمكن أن تملك في يدك أفضل الأوراق لكن خصمك يفوز عليك لأنه يعرف كيف يوظف ما يملك بدهاء وحرفية».