رونالدو المغبون وميسي المجنون معروف عن نجوم الكرة أنهم يعيشون في المجد لكنهم قد يمرون من فترات فراغ قد تطول أو قد تمر بسرعة، إذ سرعان ما يعودون لبسط هوايتهم في التألق والتوهج، لذلك فإن ما يعيشه اليوم البرتغالي ونجم ريال مدريد رونالدو يؤكد أنه يمر من فترة فراغ ومن ضغط رهيب لأنه لازال بعيدا عن الهدف الأسمى الذي دفع من أجله النادي الملكي الملايير ألا وهو قيادة الفريق الأبيض إلى الألقاب الغالية وكذا كسر عقدة أصبح اسمها برشلونة.. رونالدو اليوم يعيش أحد أصعب أيامه في الريال وكدليل على ذلك الانتقالدات التي أصبح هدفا لها وعلى غير العادة من جماهير الريال وكذلك من وسائل الإعلام، وكان آخرها ردة الفعل تجاهه عندما رفض الإحتفال بالهدف الخامس الذي سجله في مرمى نادي غرناطة، وفسرت وسائل الإعلام الإسبانية ومنها صحيفتي «أس» و «ماركا» الشهيرتين أن ذلك راجع للإنتقادات التي أصبحت توجه له من طرف جمهور الريال منذ مباراة الكلاسيكو التي فاز فيها برشلونة 31 ببيرنابو معقل الريال، بسبب تراجع مستواه وعدم قدرته على قيادة الريال مثلما يفعل ميسي، كما انتقدته على أنانيته وعجرفته وأسلوبه الذي يميل إلى البحث عن أهداف شخصية لا غير، وزادت أيضا أن ردة الفعل هاته راجعة إلى تألق بنزيمة وهيغوين في الفترة الأخيرة وتزايد شعبيتهما لدى الجمهور المدريدي، لدرجة أنها إعتبرت أن رونالدو وكما كتبت الصحيفتين أصبح ظلا للمهاجمين اللذين تأكد من خلال المباريات أنهما في انسجام بشكل كبير هذا الموسم. والأكثر من هذا أن رونالدو أصبح ينزعج مما أصبح يحققه ميسي من نجاح وكذا الهتاف بإسمه في الملاعب، هذا في الوقت الذي دافع فيه مورينيو واللاعبون على الخطوة التي أقدم عليها، واعتبروها مسألة عادية لعدم قيمة الهدف الذي سجله في مرمى غرناطة. وفي الوقت الذي يمر فيه رونالدو بفترات عصيبة مع المستديرة المجنونة فإن ميسي ماض في الطريق الصحيح الذي يسير عليه منذ سنوات، طريق مليء بالإنجازات والألقاب التي ستبقى راسخة في سجلات الكرة، وكان آخرها فوزه بجائزة أفضل لاعب للمرة الثالثة على التوالي. والظاهر أن هذا التتويج لم يكن غريبا على هذا الفتى الذي أضحى مادة دسمة يلوكها المنبهرون بالكرة الجميلة التي يقدمها وكذا الأهداف الخارقة التي تمزق الشباك، لكن ما يحسب لميسي وأكثر ما يجذبه نحو قلوب الجماهير هو الهدوء والتواضع الذي يميزانه عن العديد من النجوم.. هو اللاعب القدوة والمثال الحي ليس فقط في النجاح الكروي ولكن أيضا في أخلاقة التي ولعمري هي واحدة من الأسباب التي جعلته يسطر لنفسه مكانا في قائمة أساطير الكرة رغم حداثة سنه.. من يتابع ميسي يتأكد له النضج الكبير الذي يبقى واحدا من الأسلحة التي تميزه، وهو ما ينقص رونالدو الذي لم يستطع أن يتغلب على أنانيته التي غالبا ما تفقده الشيء الكثير، ليس فقط مع جماهيره الغاضبة ولكن أيضا في الملعب ومع زملائه بخلاف ميسي الذي يستغل مواهبه للمصلحة الجماعية للفريق.. ولرونالدو كل الإمكانيات ليكون أيضا أفضل مما يقدمه من مستوى ويفيد أكثر زملاءه وفريقه اللذين يعقدان عليه آمالا كبيرة من أجل استعادة هيبة الفريق المدريدي.. أكثر ما أثارني في ميسي وهو يصعد على منصة التتويج كأفضل لاعب هو التصريح الذي ينم على درجة عالية من النضج والتواضع المعجون بالذكاء أيضا، قال ميسي: «ما من شك أن الجوائز الشخصية مميزة لكن الأهم بالنسبة لي هو ما نستطيع إنجازه كفريق، فدون كزافي وغيره لم تكن لتسنح لي الفرصة لأكون هنا، هو وزملائي جميعا في الفريق مهمون، هم الذين يسمحون لي باللعب على طريقتي، لا أحد له مكانة أفضل من الآخر، على الصعيد الشخصي لا يهمني ما أحققه وما سأحققه، كل ما أقوم به هو أنني أستمتع بكل لحظة». إنتهى كلام ميسي الجميل، كلام العقلاء لكن سيظل جنون الألقاب والأهداف يلازمانه وإلا لما كان إسمه ميسي المجنون المُتفوق على رونالدو المغبون.