زرت ملعبي طنجة ومراكش ومتحمس لإقامة معسكر للديكة هناك أحترم غيريتس كثيرا ويشرفني مواجهة أسوده يجب الإعتناء بالشباب لأنهم المفتاح لغد مثمر المنتخب الفرنسي صورة مصغرة من ثقافتنا
قدمت إلى مقر الإتحاد الفرنسي قبل نصف ساعة على موعدي مع مدرب الديكة لوران بلان وولجت البناية منتظرا قدوم ربان الزرق فإذا بي أتلقى إتصالا هاتفيا من السيد فيليب تورنون المكلف بالتواصل لدى الجامعة الفرنسية يخبرني بأن بلان سيتأخر بأكثر من نصف ساعة، كان المدرب مشغولا جدا وعلى موعد صحفي مع أكثر من منبر إعلامي لكنه في الأخير قدم معتذرا عن التأخير ومستعدا لإجراء أول حوار مع الصحافة المغربية والذي سبح من خلاله في بحر التلقائية والتواضع مجيبا على عدة أسئلة.. تابيعوا الصيحات الرنانة للديك الفرنسي حصريا على «المنتخب»
- المنتخب: مرحبا لوران.. لوران بلان: أهلا وسهلا بالصحافة المغربية، هل قدمت من المغرب؟ - المنتخب: لا، أنا مراسل جريدة «المنتخب» الرياضية إنها بمثابة صحيفة «ليكيب» الفرنسية. لوران بلان: «طيب مرحبا» - المنتخب: أولا حدثنا ما هو نهجكم وأسلوبكم في عالم التدريب؟ لوران بلان: أعتمد كباقي المدربين على السهر على الروح الجماعية للفريق وتقوية القدرات التقنية للاعبين وكذا الحفاظ على صحة الأجواء كرويا وذهنيا. - المنتخب: من هم المدربين الذين أثروا فيك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة خلال مسيرتك كلاعب؟ لوران بلان: إلتقيت بمجموعة من العمالقة في عالم الكرة سواء فيما يتعلق بالتدريب أو التسيير الرياضي، صادفت مدربين كبار ومربين على أعلى مستوى فمن المهم التوفر على هذه الفئة لأنه في إعتقادي نتناسى دور المربين في كرة القدم خاصة المكلفين بتأطير الفئات الصغرى، فخلال بداياتي الكروية حرص أحد المربين الأكفاء على متابعتي والبقاء قريبا مني ودائم النصيحة لي، حيث كان يذكرني على أن الموهبة وحدها غير كافية لتأمين مستقبل كروي ناجح وأن العمل وحده من يوصل إلى المبتغى، عندما نكون أطفالا لا نهتم بالنصائح ولا نعطي أهمية لما يدور حولنا وهنا يكمن الدور الرئيسي للمربي. فخلال مسيرتي الإحترافية لعبت تحت إشراف مجموعة من المدربين العظماء والمسيرين الحكماء وسأقول أن أليكس فيرغسون له بصمة خاصة ولديه صفة الكمال، حيث يمزج بين المهمتين بذكاء، فهو يراقب اللاعب منذ أن يكون في سن 14 عاما ويظل يتابعه حتى يصل إلى الفريق الأول ويعامله كأب وهنا يكمن سر نجاحه، مثل هذه الأشياء مهمة جدا في كرة القدم الحديثة إضافة إلى المعارف والمكتسبات التي تأخذها من الحياة والتي تساعدك أيضا حين تصبح مدربا. - المنتخب: هذا يعني أنك لم تتأثر من طرف المدربين الذين جاورتهم في بداية مسيرتك بالبطولة الفرنسية؟ لوران بلان: الجميع متوحد في الهدف من كرة القدم وهو اللعب بشكل جيد والفوز بكل المقابلات، أعتقد أن مهنة التدريب كباقي المهن تطورت كثيرا خلال العقدين الأخيرين ولم يعد هناك الشخص الواحد الذي يجمع بين تدريب الفريق والحراس والتواصل مع وسائل الإعلام، بل أضحى المدرب فرد من طاقم كبير يتوفر على إختصاصات متفرقة، المهمة صارت أكثر سهولة الآن والربان بات محاطا بعدة أشخاص ورفقاء تجمعهم الثقة والحب والعمل بتكامل لمصلحة الفريق.» - المنتخب: هل تعتقد أن الكرة الإسبانية المتألقة في السنوات الأخيرة هي ظاهرة عابرة أم أنها وليدة سياسية ناجعة في مراكز التكوين والأندية المحلية؟ لوران بلان: لا أظن أن كرة القدم الإسبانية هي ظاهرة عابرة وأستدل على ذلك كون برشلونة يلعب بالطريقة نفسها منذ 20 سنة، هو فقط يعيش حاليا على إيقاع جيل ذهبي أسطوري بسحر وإبداع ليونيل ميسي ووصفة ناجعة للمدرب الرائع جوسيب غوارديولا الذي إندمج في فلسفة النادي، هذه الأشياء وغيرها توحدث لتفرز بطلا أوربيا يعرف ما يريد ويسقط خصومه تباعا وبنفس الطريقة، كما أن المنتخب الإسباني إستفاد من هذه السيطرة والتألق ليشكل معادلة كروية ثقيلة إستطاعت أن تحصد بطولة أمم أوروبا وكأس العالم في ظرف سنتين. - المنتخب: بما تفسر مزاولة اللاعبين الإسبان بالليغا بينما يفضل نظراؤهم الفرنسيين الإحتراف خارج الليغ 1؟ لوران بلان: إنها ثقافة البلد من تحديد هذه الأشياء وكل بلد يسير وفق تاريخه، وإسبانيا ليست فرنسا ومنتخبنا الوطني عبارة عن صورة مصغرة لثقافتنا. - المنتخب: وصولك إلى منصب مدرب الديكة، هل كان حلما قديما أم أنه جاء كصدفة؟ لوران بلان: كانت رغبة مني والمنتخب الفرنسي كان وسيبقى مهما بالنسبة لي، عُرض علي المنصب في 2004 ولم تكتمل الأمور وعاد ليُقترح في 2010، حيث كانت الفرصة مناسبة والطريق معبدة وتحمست وقبلت المهمة دون تردد. - المنتخب: هل هناك فرق بين تدريب فريق ومنتخب؟ لوران بلان: نعم ولا مجال للمقارنة بينهما، يتوحدان فقط عندما يجتمع لاعبو المنتخب لمدة تفوق الأسبوع لإجراء مبارتين متتاليتين هنا يحس المدرب كأنه أمام فريق محلي يظل قريبا من لاعبيه ويحرص على تداريبهم يوميا، غير هذا فالفرق كبير ومدرب النادي يتواجد بإستمرار بين لاعبيه ويعرف الكبيرة والصغيرة عنهم ويخوض أزيد من 45 مقابلة في الموسم بين بطولة محلية وكأس ومسابقات خارجية بخلاف المنتخب الذي يجري 5 مقابلات رسمية في السنة ومثلها ودية والضغط يكون أكثر، بحيث نُطالب بالفوز على الفور أمّا النادي فيمكن أن نعيد الحسابات ونراجع الأوراق مع مرور الأسابيع والدورات، الإشراف على الفريق الوطني يعني بخلاصة تحقيق الإنتصارات والتأهل للإستحقاقات القارية والعالمية وسوى هذا يؤدي للإقالة. - المنتخب: لأسلوبك التدريبي مع المنتخب تأثير على اللاعبين في ظل المدة القصيرة التي تشرف فيها على تدريبهم؟ لوران بلان: صراحة إنه من المشاكل التي يعاني منها الناخب الوطني فمدرب النادي يختار تركيبته بنفسه ووفق منظوره الخاص وينطلق موسمه من شهر يوليوز، حيث يواصل العمل مع اللاعبين بشكل يومي وطيلة السنة وهامش التطور مرتفع جدا، في المنتخب الأمور مختلفة تماما فأنت تشرف على عناصر تمارس بأندية مختلفة وتحت قيادة مدربين بثقافات مغايرة وفي ظرف ثلاثة أيام عليك أن تنجح في توحيد الجميع وتدخلهم في فلسفتك الخاصة وهذا صعب وجد معقد. - المنتخب: كمدرب إلى ما تعطي الأولوية أكثر في نهجك، إلى التقنيات أم اللياقة البدنية، الذكاء أو العامل النفسي؟ لوران بلان: من الخاطئ أن تعطي الأولوية لهذا الجانب على حساب الآخر وخصوصا في مراكز التكوين لأنه لا يُعقل أن تكون متطرفا و صارما بحدة إتجاه لاعب ناشئ يعاني من ضعف التكتيك مثلا لأن الفتى لن يطيق ذلك وسيحس بالنقص وبإمكانه أن يعتزل كرة القدم مبكرا، يجب التمييز بين ما هو تقني وبدني واللياقة يمكن تطويرها ولهذا فالفتى صاحب 14 أو 15 سنة هو في طور التكوين وجسده وعقله في مرحلة النمو. - المنتخب: بنظرك هل مشكل الديكة هو غياب لاعبين يشكلون الإسثناء كزيدان مثلا؟ ولماذا يسطع نجم بنزيمة ونصري وريبيري مع أنديتهم ويأفل مع المنتخب؟ لوران بلان: النادي ليس هو المنتخب وظروف الممارسة تختلف وهناك صعوبة للاعب من أجل التألق في الوسطين معا، نحن كمدربين مهمتنا هي جعل اللاعب يؤدي بمثل ما يقدمه مع فريقه وإن تمكنا من تحقيق ذلك فالمهمة تكون قد نجحت، نحاول رغم صعوبتها لأسباب ذكرتها من قبل، بالنسبة للاعبين الذين ذكرت فهم ما زالوا في سن الشباب ولا يتجاوز عمرهم 24 سنة ولديهم سنوات أخرى للتطور والنجاح مع الأندية الكبيرة التي يمارسون بها، أخض بالذكر كريم بنزيمة الذي يسير في السكة الصحيحة ويُنتظر أن ينافس العمالقة مستقبلا وشخصيا لم أفز بكأس العالم إلا بعد بلوغ سن 32 عاما. - المنتخب: ما هي نظرتكم لكرة القدم المغربية وتطورها في السنوات الأخيرة؟ لوران بلان: أُتيحت لي فرصة الذهاب إلى المغرب خلال كأس السوبر الفرنسي في يوليوز الماضي في المقابلة التي جمعت بين ليل ومارسيليا، إلتقيت بإيريك غيريتس ومساعده كوبيرلي الذي عرفته حين كان يعمل كمساعد مدرب بأوكسير، لقد تحدثوا لي عن مستوى الكرة بالبلاد وموهبة اللاعبين المغاربة والأفارقة وأعتقد أنهم على حق وهناك تطور في كرة القدم الإفريقية والشمال إفريقية تحديدا، يجب الإستمرار في النهوض بمستويات البطولات المحلية والإعتناء بالشباب لأنهم المفتاح لغد أفضل ومثمر والعمل وحده من يوصل للأهداف المسطرة، لامست تحسنا جليا في البنيات التحتية والتي ستساعد حتما الشبان على الإنخراط في الرياضة وخصوصا كرة القدم. - المنتخب: زرت المغرب كلاعب قبل نهائيات كأس العالم 1998 وكأس أوروبا 2000، هل تنوي زيارته مرة أخرى؟ لوران بلان: نعم لما لا، أحب المغرب وحرصت مرات عديدة على زيارته وسيكون شيئا رائعا أن أعود إليه هذه المرة من أجل إقامة معسكر تدريبي رفقة المنتخب الفرنسي نظرا للمناخ الجميل والملاعب والأجواء الملائمة للتحضير هناك، زرت ملعبي طنجة ومراكش وسنناقش إمكانية إجراء تربص في المغرب لأن البلد مضياف وساحر لي وللمنتخب. - المنتخب: سبق للمنتخب المغربي أن واجه نظيره الفرنسي قبل بضع سنوات، هل تفكرون في إجراء مقابلة ودية مستقبلا بين المنتخبين؟ لوران بلان: سأكون مسرورا ويشرفني أن أواجه الأسود كمدرب هذه المرة، لكن يجب أن تعلموا أن الناخب الوطني لديه نسبة تأثير ضئيلة وسلطة ضعيفة في تحديد الخصوم في المباريات الودية، الإتحاد الفرنسي حدد المنافسين في جدول اللقاءات الودية والتي تندرج ضمن تواريخ الفيفا إلى غاية مونديال 2014 ولهذا تبقى فرصة مواجهة الأسود قبل هذا التاريخ جد مستبعدة. - المنتخب: ماهي علاقتك بإيريك غيرتس؟ لوران بلان: عرفته كلاعب ولعبت ضده وهو شخص أكن له إحتراما كبيرا، كنا خصمين فوق الميدان وعلى دكة البدلاء وأعتقد أن إيريك إن رغب في مواجهة فرنسا سيكون التأثير أقوى وسنعمل معا للدفاع على مقترح مباراة ودية بين الأسود والديكة مستقبلا. - المنتخب: لديك شخصية قوية ولا تتأثر بأسهم الإنتقاذات.. لوران بلان: كل فرد وشخصيته وقوته الباطنية، يجب حماية نفسك في ظل كثرة النقذ وتعدد الآراء لأن الجميع يتحدث عن الكرة وكأنه ناخب وطني أو مدرب، صحيح إجتزنا سنة عصيبة كمنتخب فرنسي وعشنا مخلفات مونديال جنوب إفريقيا الذي شهد أحداثا مؤلمة والتي ستظل كوشم في جسد كرة القدم الفرنسية وذكرى سيئة ستبقى بذاكرة المواطنين، في سنتي الأولى كمدرب للديكة عاصرت 3 رؤساء للإتحاد المحلي و3 مدراء عامين وهذا كثير، واجهت أيضا مجموعة من اللاعبين الموقوفين إضافة إلى مشكل الكوطا في ماي الماضي وقضيت عاما مضنيا ومعقدا ليس كرويا فقط بل في حياتي الشخصية حيث فقدت والدي. - المنتخب: رغم هذه العراقيل نجحت في العبور بالسفينة إلى بر الأمان، ما السر؟ لوران بلان: ببساطة إجتمعت باللاعبين وقدمت لهم مشروعي ومخططي في العمل وقلت لهم إن لم يرُقهم أسلوبي فليصرّحوا بذلك أمامي وسأغيره، كنت صريحا وواضحا معهم منذ أول إجتماع وعلاقتنا يطبعها الإحترام.» تعيشون وضعا متشابها مع ما عشته كلاعب سنة 1998 حينما تعرضتم للإنتقاذ قبل المونديال لكنكم فزتم بكأس العالم بعد ذلك. « بالفعل ففي ماي 1998 لم يراهن علينا أحد ولم يرشحنا للتتويج بالكأس العالمية رغم توفرنا على مجموعة منسجمة ولاعبين كبار، رحلنا إلى المغرب وخضنا مبارتين في دورة الحسن الثاني ولم نقنع أحدا قبيل أيام من إنطلاق المونديال لكننا آمنّا بمؤهلاتنا ووثقنا في إمكاناتنا ولاعبينا وتربعنا على عرش الكرة بعد أن نلنا أول لقب عالمي. - المنتخب: منذ مجيئك لتولي تدريب الديكة، هل تطورت كمدرب؟ لوران بلان: نعم، كثيرا. - المنتخب: في أي مجال؟ لوران بلان: في جميع النواحي لكن يجب الحفاظ على التواضع، أتطلع لنهائيات أمم أوروبا 2012، حيث سأقيس معارفي مع زملائي وسأستخلص دروسا كثيرة حين سأواجه مدربين أقوى وأكثر دهاء وخبرة. Paris:Mimoun Mehroug - بطاقته لوران بلان من مواليد: 19 نونبر 1965 ب «أليس» الفرنسية بدأ مسيرته الكروية كصانع ألعاب ثم تحول إلى مدافع متأخر لعب كمحترف ما بين سنتي 1983 و2003 19831991 مونبوليي الفرنسي 273 مباراة 80 هدفا 1991 1992 نابولي الإيطالي 31 مباراة 6 أهداف 1992 1993 نيم الفرنسي 30 مباراة هدف واحد 1993 1995 سانت تيتيان الفرنسي 73 مباراة 18 هدفا 1995 1996 أوكسير الفرنسي 32 مباراة 4 أهداف 1996 1997 برشلونة الإسباني 38 مباراة هدف واحد 1997 1999 مارسيليا الفرنسي 79 مباراة 16 هدفا 1999 2001 ميلان الإيطالي 86 مباراة 6 أهداف 2001 2003 مانشستير يونايتد الإنجليزي 75 مباراة 5 أهداف حمل قميص المنتخب الفرنسي من سنة 1988 إلى 2000 97 مباراة دولية 16 هدفا - مسيرته كمدرب: 2007 2010 بوردو 93 إنتصارا 31 تعادلا 43 هزيمة 2010- إلى الآن المنتخب الفرنسي 11 إنتصارا 5 هزائم وخسارتين - ألقابه كلاعب: كأس العالم 1998 كأس أوروبا 2000 كأس الكؤوس الأوروبية 1997 بطولة إنجلترا 2003 بطولة فرنسا 1996 كأس فرنسا 1990- 1996 كأس إسبانيا 1997 كأس السوبر الإسبانية 1996 بطولة الحسن الثاني 1998- 2000 بطولة الكويت 1990 كأس كيرين 1994 أحسن لاعب في فرنسا 1990 رابع أحسن لاعب فرنسي في القرن «ليكيب» أحسن هداف في تاريخ مونبوليي ب84 هدفا ألقابه كمدرب: بطل فرنسا 2009 كأس العصبة الفرنسية 2009 كأس السوبر الفرنسي 2008 2009 أحسن مدرب 2008 2009