القطن الكامروني الرجاء البيضاوي وسادة القطن الخشنة طبق كروي في كاروا نصفه سم زعاق ونصفه الآخر قشدة حلوى أن تسافر طوعا أو كراهية إلى مدينة تسمى كاروا في شمال الكامرون، فإن الأمر سيكون أشبه بقطعة عذاب، لكن أن ترحل إلى هذا البلد النائم في العمق الإفريقي لخوض مباراة حياة أو موت، فإن الأمر سيتحول إلى سفر إلى جهنم وبئس المصير. يرحل وفد الرجاء إلى الكامرون لمواجهة فريق يصارع التيار من أجل ضمان مقعد في المربع الذهبي، وفي زاده نقطتان هما كل ما ادخره في رحلة الصيف من أربع محطات، انهزم في مناسبتين وتعادل مرتين. في هذه الرحلة الأصعب من بين الرحلات الخارجية إلى كل من أم درمان وأبا، لا خيار للرجاء سوى الإنتصار والإنتظار، في مباراة حارقة ستجرى يوم السبت القادم على الساعة الثالثة بالتوقيت العالمي، وهو الخيار الصعب الممتنع، لا سيما وأن الفريق الكامروني يتعقب بجدية خطوات الهلال وإنييمبا وينتظر هفوة من أحدهما.. الرجاء يحتاج إلى معجزة ليعود إلى الصراع من جديد وإلى يد تنتشله من مستنقع التواضع وتحمله إلى طابور المقدمة، في ما يشبه أفلام الخيال العلمي. لكن كرة القدم لا تخضع لمنطق الحساب، ولا تعترف بامتياز الأرض والجمهور، ولا تعير اهتماما لتصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي يضع القطن سادسا في الترتيب العام لأفضل الأندية الإفريقية، فيما يرمي بالرجاء إلى خلف الباب، لذا فالملعب هو الفيصل وصاحب كلمة الحسم. القطن والرجاء حكاية ثأر قديم بين الرجاء البيضاوي والقطن الكامروني حكاية ثأر قديم، فقبل عقد من الزمن انتزع الرجاويون كأس الإتحاد الإفريقي من قلب كاروا، معقل القطن ومسقط رأس عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وأهدوا لمحبيه ولعموم الجماهير المغربية في عيد الفطر السعيد لقبا بطعم الحلوى.. في النسخة الأخيرة من الكأس القارية التي تحولت انطلاقا من الموسم الموالي إلى كأس الكونفدرالية الإفريقية جاء فوز الرجاء البيضاوي بعد إنهائه المقابلة التي جمعته بنادي (القطن) الكامروني بمدينة كاروا الكامرونية بالتعادل السلبي بدون أهداف، بعد أن أنهت مقابلة الذهاب في الدارالبيضاء بهدفين للاشيء، ويذكر الرجاويون تلك المواجهة التي عاينتها في عين المكان موفدا للمنتخب، كيف ناضل الرجاء من أجل الحفاظ على نظافة شباكه بفضل التدخلات الناجحة لحارس المرمى مصطفى الشاذلي الذي كان بحق نجم اللقاء، لن ينس الكامرونيون هذه المواجهة الحارقة لأنهم لن يرضوا بالجلد مرتين، ومن الصدف العجيبة في تلك المباراة أن رئيس الرجاء حينها كان هو عبد السلام حنات الرئيس الحالي للرجاء. القطن دشن موسم المتاعب دشن القطن مشوار دوري المجموعات في إطار مباريات الجولة الأولى في المجموعة الأولى من دور المجموعة بكأس رابطة الأبطال الإفريقية، بتعادل أمام مستضيفه الرجاء في مباراة انتهت بدون أهداف، وهي نتيجة جاءت مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب الرجاء في أكادير إثر الإنفصال عن المدرب فاخر، واستكمال المعسكر التحضيري في أجواء من القلق والشك، وجاء أداء الرجاء وفق توقعات المراقبين، حيث ظهر بخطوط متفككة وضعف انسجام وتبين أن الإنتصارات التي تحققت وبحصص كبيرة على فرق سوس أشبله بالعملة المزيفة، لكن بالقدر الذي توقع فيه الجميع مسيرة موفقة للقطن، إلا أن عثرتهم في المبارتين حول التفاؤل إلى تشاؤم واستبدل اليقين بالشك، خاصة الخسارة أمام إنييمبا في كاروا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فيما أجمع المحللون على أن الهزيمة في أم درمان كانت بفعل جور الحكام. رحلة كلها عذاب يرحل فريق الرجاء البيضاوي إلى غاروا معقل نادي القطن الكامروني، يوم الأربعاء القادم في بعثة تتكون من ثلاثين فردا ويرأسها نور الدين صدوقي عضو المكتب المسير للنادي في أول مهمة خارج الوطن ومن المقرر أن يشد الفريق الرحال إلى غاروا بعد توقف في العاصمة الكامرونية، علما أن آخر رحلة للرجاء إلى هذه المدينة كانت على متن طائرة عسكرية خلال نهائي كاس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2003، وكان حينها عبد السلام حنات رئيسا للنادي. وعلى الرغم من المعنويات المتردية لبعثة الرجاء، إلا أن كثيرا من اللاعبين يعولون على هذه المواجهة لمصالحة الذات والجمهور، وإنهاء حالة الكساد التي تعيشها الأسرة الرجاوية منذ بداية الموسم الرياضي الحالي، رحلة الوفد الرجاوي بدأت أمس الأربعاء من مطار محمد الخامس صوب ياوندي ومنها إلى كاروا التي ستحتضن المباراة في رحلة ليلية تنتهي في الساعة التاسعة من صباح الخميس، وبعد تناول وجبة الغذاء سيجري اللاعبون حصة تدريبية لإزالة العياء، على أن تجرى الحصة الرئيسية في الملعب الذي سيحتضن المباراة يوم الجمعة في نفس توقيت المواجهة. رحلة العودة ستكون صعبة، إذ من المقرر أن تصل البعثة إلى الدارالبيضاء مساء الإثنين. غيابات بالجملة وبصيص أمل ككل الرحلات الرجاوية إلى العمق الإفريقي، فإن القاعدة هي النقص البشري والإستثناء هو استكمال الصفوف، مباراة كاروا لا تختلف كثيرا عن مباراة أبا أو أم درمان، إذ سيغيب كل من السليماني، هوبري والمهدوفي بسبب الإصابة، كما سيغيب الصالحي لجمعه إنذارين، وهي غيابات لا تبدو مؤثرة ما دام الرصيد البشري للفريق قادرا على تقديم البدائل. وعلى الرغم من أهمية المباراة فإن مدرب الرجاء بلاتشي يحرص على التقليل من أهمية العناصر الغائبة، إذ ركز خلال الحصص التدريبية التي خاضها قبل المباراة على العناصر الشابة كالشيبي والشعباني، فيما سجل نوع من التوتر في صفوف المجموعة الخضراء قبل السفر إلى كاروا نظرا لإصرار المسيرين على إجراء التداريب في ملعب الوازيس بدل اختيار معسكر بعيد عن صخب المدينة والحراك الرجاوي الذي يؤثر على تحضيرات الفريق البيضاوي.