عملية التفتيش أشعرتني بالحكرة فانتفضت للرد بطريقتي كنت مستعدا للإنفجار لإحساسي بأن جهودي تساوي صفرا ما حدث معي فيه رائحة المؤامرة لعرقلة عملية احترافي ظالم أم مظلوم؟ لا يهم الأمر طالما أن الفأس وقعت في الرأس والمحظور حدث وانتهت الحكاية. لاعب مشاكس أم هو عنصر مستهدف، كذلك لا يهم ما دام متولي دائما يسلم رقبته للمقصلة ويسهل المهمة على الغرماء المتربصين بنجوميته كما يقول. ما حكاية الكيس الذي كان وبالا على اللاعب بأكادير؟ ما حقيقة ما جرى في الليلة المعلومة؟ وأي تقدير لعواقب عملية هيجان اعتبرها فاخر هيستيريا لا يأتيها إلا شخص فاقد لبوصلة الضبط؟ في الحوار التالي يقدم متولي مرافعته ويحكي الواقعة ل «المنتخب» من ألفها ليائها بلسانه. المنتخب: هل هي الحركة رقم 6 أم 7 نترك لك مهمة تحديد الرقم لأن حالة العود تكررت في مسارك كثيرا خلال السنتين الأخيرتين؟ محسن متولي: أجدني مصدوما وعاجزا أيضا على إيجاد تفسير لكل الأحداث التي تتكرر معي وبشكل يجعلني أحس بغصة لا يمكن تخيلها.البعض قد لا يستوعب مسألة أن أكون دائما مظلوما في هذه الحالات وقد لا يقبل بطرح أن أكون مستهدفا، لكن وعبر منبركم أقول أنه تم التجني علي في كثير من الوقائع وتم تحميلي فوق طاقتي. من يعرفوني عن قرب يعرفون أيضا أني بتركيبة نفسية هشة تتأثر لأبسط الإنفعالات وهذا يستغله البعض للإيقاع بي. المنتخب: ماذا حدث في اكادير بالضبط نحمل أكثر من رواية ونريد رواية بلسانك؟ محسن متولي: وبدوري سأقسم على أن ما سأقوله هو الصدق، لقد تعرضت لمسألة استفزاز لا يمكن تحملها وهي أني في الفترة التي منحنا المدرب فاخر راحة بعد التداريب واستغلالها بالشكل الذي نريده، فضلت التجول في وسط المدينة ومنها اقتنيت بعض الحاجيات ووضعتها في كيس بلاستيكي، صحيح تأخرت عن العودة للفندق وكنت مصرا على تقديم اعتذار للمدرب فاخر ولم أتناول وجبة العشاء مع اللاعبين، لكني فوجئت بالسيد فاخر يستوقفني في باحة الفندق وأمام مرأى الجميع و عاملني كما يعامل الصبية. المنتخب: ما الذي تلا العملية على وجه التحديد؟ محسن متولي: لقد طلب مني أن أسلمه الكيس بطريقة حطت من كرامتي، قلت له أنه فيه أغراضي الشخصية وفيه بعض وسائل الزينة لا غير ونحن في معسكر وليس ثكنة، لكنه رد علي بطريقة فيها نوع من الإستفزاز رغم أني أكن له احتراما كبيرا يعرفه. رميت بالكيس تحت أقدامه إحتجاجا على الأمر الواقع الذي فرضه علي، فما كان منه إلا أن قام بشد أذني أمام الجميع وكأني تلميذ بالمسيد فحدث ما حدث. المنتخب: ما هو هذا الشيء الذي حدث؟ محسن متولي: رفضت منطق التفتيش أولا ومع ذلك امتثلت لإرادته، وثانيا طريقة التعنيف لم تراع أني أصبحت أبا ولم أعد متولي الفتى الذي يقبل بمثل هذه الحركات ولم أدر بعدها ما فعلت لأني كنت أصلا مبرمجا على الإنفجار نتيجة الإحباط الذي أعيشه. المنتخب: يبدو ما تقول غير منسجم مع وضعك، أنت بطل وقدمت موسما كبيرا وعدت للواجهة بعد طول غياب، فما دواعي الإحباط إذن؟ محسن متولي: أن تكون بطلا لا يعني بالضرورة أنك تبني لنفسك قصورا من السعادة، كل اللاعبين يشعرون بتذمر كبير نمضي فترة الصيف دون الشطر الثاني من المنحة والمدرب فاخر كل مرة يطمئننا بأنه سيجد حلا لإشكالنا ونحن نثق فيه ونتقاتل معه في الملعب، منحة الدرع الكل يعرفها ولا أظن أني وجدت تقديرا يوازي ما قدمته داخل الميدان وفي مباريات حاسمة. أظن أن هذا وحده كفيل بهد جبل. المنتخب: أعتقد وهذا يعنيني أن كل ما قلته لا يبرر أن تكون ردة فعلك في حجم الثورة التي بلغتنا، هناك من قال أنك كنت في حالة غير طبيعية؟ محسن متولي: تقصد أني كنت ربما متعاطيا للكحول، أريد أن أسمع هذه الكلمة بدل التلميحات التي تصدر بين الحين والآخر، وهنا أقول بكوني أشعر بتذمر كبير إزاء بعض الرفاق الذين يسربون أخبارا مغلوطة للصحافة تمس سمعتي، إن كنت أشكل إزعاجا لأحد أو مثار غيرة لأي كان فأنا أفضل الرحيل وتغيير الوجهة برغم الإمتنان والتقدير الكبير الذي أكنه لجماهير الرجاء والذين أقول لهم أني رفضت عروضا بقيمة مضاعفة لما أناله هنا تقديرا لهم. حرام أن يتم ترويج هذه الإدعاءات ضدي والله يسامح كل من أساء إلي نحن في شهر فضيل ويفصلنا شهر واحد عن رمضان المعظم وأصبحت مسؤولا عن أسرة صغيرة فليتركوني وشأني وكفاهم إساءات. المنتخب: أنت هنا تطرح نظرية الإستهداف من جديد، هل هناك من يخطط للإيقاع بك؟ محسن متولي: أكيد، لقد بدا غريبا أن يغتالوا فرحتي وأنا الذي تلقيت باكادير أنباء تتحدث عن عرض من الإمارات وهذه المرة بشكل جاد، هناك من قدم وشايته للمدرب وكانت كاذبة للنيل مني وبعدها تقديمي على أساس الولد الشقي سيء السمعة للتأثير على مساري الكروي.. هذا هو التفسير الوحيد للواقعة وأنا مصر ومتشبث ببراءتي. المنتخب: في ظل هذا الوضع يبدو في غاية الصعوبة أن تواصل في نفس المجموعة وبنسب عالية من أن يتكرر معك المشهد؟ محسن متولي: لو كان الأمر بيدي فأنا لا أطالب بشيء مستحيل، أطالب فقط بتسهيل مهمة التحاقي بعالم الإحتراف وتركي أحسن وضعيتي الإجتماعية، لم أعد أطيق ما يحدث معي اليوم ثرت لأني لا أملك غير الثورة، وغدا لا أعرف ما يمكن أن أقوم به.. أتمنى أن يتفهموا موقفي لقد انطلقنا نحو أكادير على أساس تنقية الأجواء وبهدف زيادة درجة التناغم بين الخطوط والتهييء في أريحية، لكن ما حدث مع لمباركي وتكرر معي يقول بأن الوضع إختنق ولم أعد أطيق البقاء. أفضل الإحتراف للتحرر وبعدها العودة إن شاء الله العرض هو لموسم واحد. المنتخب: رسالتك لجماهير الرجاء بعد الذي حدث؟ محسن متولي: أعتذر لكل جماهير الرجاء عما بدر مني وأقول لهم لا تصدقوا كل ما يقال عن متولي لأنكم تعرفون حقيقتي أكثر من أي كان.. أقول لهم أن حب الرجاء يجري في عروقي وهناك من لا يروقه الوضع، وأقول لمن يستهدفني حرام أن تكافأ جهودي على هذا النحو وأن يسيئوا لسمعتي.. أما فاخر فسأظل أحمل له دائما التقدير والإحترام ذاته برغم الجراح النفسية التي عشتها. هذه رسالتي للجميع.. حاوره: