من أول يوم، من أول لمسة وضع نبيل درار بصمة كانت بمثابة إيذان بمجيء موجة الجيل الجديد·· وعلى عهد فتحي جمال وبعده روجي لومير، ظهر نبيل درار المحترف ببلجيكا على أنه قيمة فنية مضافة وما كان ممكنا أن نجادل في أهليته لحمل القميص الوطني ولا حتى في رسميته·· ظهر نبيل درار في مباراة الغابون التي خسرها الأسود بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء لسوء تدبير لما هو تقني وما هو نفسي، وغيره لومير لحاجات ملحة بعادل تاعرابت، ثم بعد ذلك شرع روجي لومير في مطاردة نبيل درار بإقصاء تلو الإقصاء·· في مباراة أنغولا الودية بالبرتغال ترك نبيل درار على كرسي الإحتياط ليقحم في الجولة الثانية، وما كان هناك أدنى إعتراض لطالما أن لومير هو المعني الأول بالإختيارات· إلا أن روجي لومير كان في طريقه إلى إسقاط نبيل درار من مفكرته، في مباراة الكاميرون وإن كنا لم نسائله على أنه لم يعتمده أساسيا في غياب عناصر بحس هجومي أمثال الشماخ، بوصوفة وتاعرابت، بل ساءلناه في ظل الخصاص الكبير لماذا لم يوضع نبيل درار في دكة البدلاء ؟ ألم تكن مباراة الكاميرون في جولتها الثانية تحتاح إلى لاعبين بحس هجومي من أمثال نبيل باها ونبيل درار؟ وكان كاشفا لنوايا لومير أن نبيل درار لم يشرك في مباراة تدريبية كان الفريق الوطني قد خاضها السبت الماضي أمام إحدى أندية هواة فرنسا، وقصد بها لومير إشراك كل العناصر التي لم تلعب مباراة الكاميرون·· نبيل درار فهم الرسالة، فطن إلى أن هناك إقصاءا ممنهجا فقرر الرحيل، وهو رحيل موجع وحزين ومحرك لسؤال قوي·· هل نظل متفرجين على السيد روجي لومير وهو يفرغ العرين من الأسود بقوة أنه صاحب القرار والإختيار؟ صدقا لم أعد أفهم هذا الذي يحدث، فمن أبعد عبد السلام وادو وقد عقدت من أجله جلسات المصالحة؟ من جعل طلال القرقوري وإن إختلفنا معه يخرج من عرين الأسود ولا يعود، بل ولا نعرف عنه أي شيء؟ من جعل فضية غياب مروان الشماخ تأخذ هذه الأبعاد غير المنطقية؟ من حول عرين الأسود إلى كهوف مظلمة تسكنها العفاريت والأوهام؟ كل هذه الأسئلة تقتضي مصلحة الفريق الوطني أن نؤجل البث فيها إلى ما بعد مباراة الطوغو؟