من أم مغربية وحلمه اللعب لأسود الأطلس أصبح الآن أكثر وضوحا على أن بلجيكا وهولندا يعتبران خزانا للطاقات الواعدة في ميدان كرة القدم، وبمجرد إلقاء نظرة على ما تختزنه الأندية بالبلدين سنصاب بنوع من الدهشة والحيرة في آن واحد، وسرعان ما نتساءل، هل ستحظى كل هذه القوة الضاربة باهتمام المسؤولين المغاربة على الشأن الكروي؟ وما هي السياسة التي ستنتهج مستقبلا اتجاه هؤلاء الشباب الذين يحلمون بشيء واحد، هو أن يصبحوا في يوم من الأيام أسودا؟ وما هي المعايير التي سيعتمد عليها؟ في انتظار الأجوبة الصحيحة التي لا شك أنها ستتطلب وقتا كبيرا وتفكيرا عميقا نظرا لأهميتها البالغة، سنفتح هنا ملف تقديم الشباب الواعد لقرائنا، حتى نكون قد أدينا رسالتنا بكل إخلاص خدمة للقميص الوطني· البداية ستكون مع شاب عمره 19 سنة، لعب هذا الموسم 19 مقابلة مع فريق سطاندار لييج بطل الموسم الفارط ببلجيكا، إسمه (المهدي كارسيلا)، وسط ميدان هجومي، طوله 1.77م، يزن 65 كيلو، إلتحق بسطاندار في سن السادسة، ما يجعله منتوجا 100% لأكاديمية روبير لويس دريفوس رئيس سطاندار ومارسيليا في نفس الوقت· المهدي الذي سطع نجمه في الشطر الثاني من البطولة البلجيكية ينتمي إلى درجة الكرويين المملوكين بالحس الهجومي وضمان الفرجة بمراوغاته الفتاكة وطريقته الخاصة في الإحتفاظ بالكرة كل ما تطلب الحال ذلك، ومما أثار إنتباه الملاحظين والإختصاصيين في عالم الكرة هو تصاعد وتيرته بتحسن عطائه مقابلة تلو الأخرى، ما دفع بالمسؤولين عن سانطدار للتعجيل باقتراح عقد إحترافي بمقابل مادي مهم جدا، وسيارة فاخرة من نوع مرسيديس· المهدي، تعلم داخل الأكاديمية على يد الهولندي المعروف عالميا اللاعب السابق لأجاكس وسطاندار والمنتخب الهولندي سيمون طهامطا، وبشهادة الجميع إضافة إلى ما شاهدناه أكثر من مرة فإن كارسيلا يذكرنا بلاعب مارسيليا حاليا حاتم بنعرفة·· نفس الطريقة، نفس اللمسات، نفس التموضع داخل رقعة الميدان، كل هذا الإهتمام الكبير بهذا الشاب الذي وجد نفسه من يوم لآخر تحت الأضواء، أثار إنتباه الناخب البلجيكي لمنتخب الأمل الذي لم يتردد في النداء عليه بوصفه حاملا للجنسية البلجيكية والمغربية عن طريق أمه وأبوه فهو إسباني الجنسية وإسمه الكامل كارسيلا غونزاليز، صحيح على أن المهدي يعتبر نفسه مغربيا أكثر منه بلجيكيا أو إسبانيا، اعترافا بما لقنته أمه من تربية صالحة وأخلاق مثالية، والدليل على هذا أنه أعطى موافقته أخيرا لتلبية نداء المغرب، ويوجد الآن على طاولة الناخب الوطني ملف كامل في شأنه، طبعا المهدي الذي يحلم مثل المئات من الشباب المغاربة بأوروبا في حمل القميص يربط هذا بسمعة عائلة أمه بالدار البيضاء التي أعطاها وعدا بتشريفها في يوم ما بحمل القميص الوطني المغربي، وفي إنتظار ذلك نقدم لكم بعض الآراء المختلفة في شأن المهدي كارسيلا: جوزي جونشان مدرب الإحتياطيين بسطاندار: >المهدي حالة خاصة لما يتوفر عليه من تقنيات عالية، يفرض دائما وجوده في الفئات الصغرى، في البداية مع الفريق الأول كان ينقصه المزيد من الإجتهاد، لكن مع مرور الوقت تدارك الموقف وأصبح يأخذ الأمور بجدية وهو الآن في طريق الصواب<· الروماني لازلو بولوني مدرب سطاندار: >أعتقد أن المهدي نراهن عن كفاءاته منذ البداية ومكسب تقني بتطبيقه كل ما أطلب منه وفي بعض الأحيان أكثر من ما أطلب منه، لا أطلب الآن منه إلا شيئا واحدا، المزيد من الإجتهاد خلال الحصص التدريبية، وأتمنى له حظا سعيدا في مشواره الكروي<· دومنيك دونوفريو المدير التقني لسطاندار: >المهدي، لاعب ممتاز يدخل في إطر تشبيب سطاندار، لي اليقين بأنه سيقول كلمته في المستقبل، من جهتنا فإننا نحيطه بعناية كاملة ونوفر له كل الشروط الملائمة<· المهدي كارسيلا غونزاليس من مواليد: 1 يوليوز 1989· المركز: وسط هجومي· تلقى تكوينه في مركز سطاندار لييج· أول مباراة له بتاريخ 4 يوليوز 2008· مرتبط بعقد مع ستاندار من 2008 إلى 2013·