مؤامرة تحكيمية بالله عليكم.. هل كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم معنية بما مارسه الحكم الموريسي بارساد من عدوانية على الفريق الوطني لإسقاطه تدريجيا من النزال المغاربي الكبير؟ بالفعل هي جامعة معنية ومختصة في المجال أيضا، لكنها ليست عسكرية بميزان ومؤشرات واستخبارات جامعة بنسليمان في قراءة إسم أي حكم إفريقي، وليس مؤهلة لقراءة الخسارة على أنها خسارة تحكيمية قبل أن تكون تكتيكية بدرجة سقوط غيرتس أيضا في محظور «داخْت الحلوفة».. ربما يكن علي الفاسي ومحرابه لا يأبه بمجال وطقوس التحكيم الإفريقي بقيمة رئيس الجامعة الجزائرية محمد راوراوة الذي أضحى اليوم عضوا نافذا بالفيفا ورجل ميدان تدبيري بالكاف، وربما لم ينم الفهري على ردعة كهربائية مسّتنا جميعا بظلم تحكيمي موجه من البداية إلى النهاية، ونام على حسن استقبال كبير وحفاوة رائعة من الجزائريين ولو أن المغرب كان وما زال البلد المضياف والأقوى في تاريخ الأمم بهذه الصفة.. لكن هذا الكرم الحاتمي بين شعبين جارين هو من شيم العرب ولا محيد عنه إطلاقا ومستلهم من تقاليد عريقة وإسلامية محظة.. ونوم الجامعة ووفدها على هذه الإستضافة أفاقها من غفلة ما قدمه الحكم الموريسي في أكبر رسالة مرة وبكرم مرِّ وعدالة صادمة وموجهة لقتل الإبداع المغربي.. وحتى لا ينسى الجامعيون المغاربة أن المنتديات الجزائرية بردود فعل قرائها وتعليقاتها تؤكد أن الجزائر فازت بالتحكيم وبلا أداء ولا إقناع، عكس ما قدمه المغرب بأفضلية كبيرة.. هو هذا عين العقل أصلاً في المبدإ العام للكرة ولقرارات تحكيمية مسؤولة عن تغيير جلبابها بين النزاهة واللامصداقية مثلما قدمه الموريسي بارساد في لقاءين مختلفين للمغرب، أي بتانزانيا والجزائر، فضلاً عن الشهب المطلقة عنانا بالرصيد المالي الذي تقاضاه الحكم 50 ألف دولار وما يزيد من أجل أن تفوز الجزائر على المغرب.. وهذا هو عين العقل لما شاهدناه علانية لدى الحكم بارساد كجزء لا يتجزأ في الإحباط الكلي بجزاء جزائري غير مشروع كما فسره أغلبية حكام الكرة بالمسطرة القانونية وجزاءين للمغرب تغاضى عنهما الحكم الموريسي بمصروف غالي وغالي جدا، فضلاً عن قطع عمليات المغرب الهجومية وأخطاء كثيرة لم يعاقب عليها بتدخلات الجزائريين.. وبالعقل، لو كان حكم أوروبي لهذا النزال، قد نكتشف صراعا آخر بنفس تكتيكي غيرتس، وقد يتجح فيه بذات العناصر التي اختارها، وربما كان أفضل وأفضل من الإحباط الذي غير منطق صورة تاعرابت وبوصوفة في الأداء، وربما قد يفوز المغرب على الجزائر لو تفاعل الثعالب بذات الصرامة البدنية والتدخلات الخشنة أمام تحكيم أوروبي لا يرحم.. وقتها سنتأكد فعلا ما إذا كان الفريق الوطني قادرا على النصر، لأنه في شرعية المباراة الصادمة، لم يألف مطلقا طقوس هذه الصرامة المغالى فيها من طرف الخصم والحكم معا كأولوية أقول عنها قوة رادعة، وقوة نفسية محبطة لقتل هوية وجاهزية الدوليين المغاربة.. وأدرك كما تدركون أنكم صدمتم نفسيا وعصبيا لقرارات الحكم كصانع الخسارة، ومؤهل لأن يكون الرجل الأول لمساءلته قبل أن نحاكم غيرتس على صمته وتفاعله مع المباراة.. هو هذا عين العقل للقاء مشبوع ومشبع برائحة حكم مثخون وملوث بقرارات مفتعلة باع فيها ضميره وأساء إلى بلده لينعم بالمال الحرام. وهذا هو الذي يجب أن يقرأه الجامعيون بالمفهوم الإستخباراتي يرصد كل كبيرة وصغيرة لحركات وتحركات أي حكم إفريقي مؤهل لأن ينعم بحقيبة مالية تعليه لسنوات طويلة.. وهو ما فعله الحكم الموريسي بأدق الإجابات المشبوهة داخل الرقعة وطيلة اللقاء بلا رحمة، وللأمانة أقول للجامعة.. عليها أن تستلهم الدرس من الكرم الحاتمي الجزائري بحسن الضيافة والأمن والتنظيم، وتستلهم مرارة هذا الكرم في ضلع سياسة التحكيم المأمور لإفساد الأعراس.. وتنظر إلى اللقاءات المقبلة بموقف الحذر والمتابعة والتجسس على كل حكام لقاءات المغرب مع الجزائر وإفريقيا الوسطى وتانزانيا، مع الإستنجاد برجال جامعة بنسليمان الأقوى في هذا المجال ربما للمرحلة التي يبني عليها الفريق الوطني برنامجه التكويني مع غيرتس.