حقق المنتخب المغربي تأهلا مستحقا لنهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالفوز على منتخب الكامرون صاحب الأرض والضيافة ب4 – 0 ليمر لمباراة النهائي في طريق الدفاع عن لقبه بطلا ل"الشان"، حيث سيواجه منتخب مالي. واعتمد الحسين عموتا في تركيبته البشرية لخوض المباراة على ذات التشكيلة التي واجه بها منتخب زامبيا في دور ربع النهائي، ولم يشبها سوى تغيير واحد وهو الاعتماد على السعداوي بدل النفاتي المصاب، وكانت النية أن يحافظ الفريق الوطني على نفس النسق في الأداء والتجانس مثلما حدث في المبارتين الأيرتين أمام كل من أوغنداوزامبيا. ولم تكن البداية سهلة، على الإطلاق، على أسود الأطلس وهم يواجهون منتخبا قويا ويزخر بكل حمولته البشرية والتقنية والتكتيكية، والمساند بقوة من طرف جماهيره.. فقد وجد الأسود أنفسهم محاصرين من فريق متوثب ومتحمس ومستعد ل"تفتيت الصخر" من أجل كسب المباراة وبلوغ مباراة النهائي. وكان من الذكاء من جانب أسود الأطلس أنهم تريثوا ولم يندفعوا ولعبوا بكل حذر وهدوء، مع الحفاظ على توازناتهم في تملك كل المساحات والبحث عن الفرص الحقيقة التي تقود للمضادات، معتمدين على شاكلة تتأسس على 4 – 1 – 4 – 1. وكانت أول فرصة متاحة أمام الأسود من المضادات تلك التي أتيحت للكعبي في الدقيقة 19 عندما توصل بكرة من تمريرة دقيقة من رحيمي، لكنه وأمام شباك شبه فارغة سدد الكرة في يد الحارس. وكانت فرصة الكعبي إيدانا على أن المنتخب الكاميروني يعاني على مستوى السيطرة وعلى مستوى الإرتداد.. فقد كانت سيطرته عقيمة بدليل أنه كان يجد صعوبة بالغة في بلوغ مرمى الارس الزنيتي.. كما أن ارتداده وعودته لتغطية مناطقه كان يشوبها البطء والنقص في التغطية ليتضح سريعا أنه فريق يمكنه أن يتهاوى سريعا وينتكس في أي وقت! ولم تكد تصل الدقيقة 29 حتى حقق المنتخب المغربي ما كان يصبو إليه وهو بلوغ مرمى الكامرون، حيث سجل له بوفتيني هدف السيق إثر خطإ قاتل من حارس المركى الكامروني. وهو الهدف الذي زاد من تصدع صفوف الكامرونيين، واعتراهم الشك أكثر ليضيف رحيمي الهدف الثاني عن طريق بناء دقيق ومنظم من تنفيذ الثلاثي الكعبي والحافظي ورحيمي الذي أنهى هذا البناء بهدف رائع في الدقيقة 40. وخلال الشوط الثاني بدا المنتخب الكامروني أكثر إصرار على التعويض، وأكثر اندفاعا وصناعة للانطلاقات بحثا عن التهديف، في وقت التزم فيه أسود الأطلس بنفس أسلوبه في الأداء الذي يتأسس على التريث والهدوء وعدم المجازفة بالسقوط في أخطاء غير محمودة العواقب. واستنجد مدرب الكامرون ببعض أسلحة الطوارئ البشرية والتكتيكية معتمدا على 3 لاعبين بدلاء، في وقت التزم فيه عموتا مدرب الأسود بعدم التسرع في إجراء أي تغيير مادامت الأمور تسير على أحسن ما يرام. وفي الوقت الذي ظل المنتخب الكامروني يترصد كل سعي لتقليص الفارق وتسجيل هدف على الأقل، ارتكب دفاع الكامرون خطأ قاتلا مرة أخرى استغله رحيمي ليسجل منه الهدف الثالث لمنتخب الأسود في الدقيقة 74 والثاني له في المباراة. ولجأ مدرب الأسود خلال الربع ساعة الأخير من المباراة لإجراء أول تغيير في المباراة بإدخال وليد الكرتي بدل الحافيظي والعربي الناجي بدل جبران وقرناص بدل رحيمي تفاديا للإرهاق. وفي الأنفاس الأخيرة من زمن المباراة زكى المنتخب المغربي تفوقه الواضح بإضافة الهدف الرابع وكان من توقيع بامعمر في الدقيقة 83، وذلك بعد هجوم سريع ومنسق، لينهي الأسود المباراة بفوز كبير وأداء قوي استحقوا معه التأهل لمباراة النهائي.