منذ بضع سنوات، ينظر إليه على أنه النجم القادم في كرة القدم الألمانية. إنه صانع ألعاب باير ليفركوزن كاي هافيرتس الذي أتم حديثاً عامه الحادي والعشرين ويستعد ربما لخوض آخر مباراة رسمية في صفوف فريقه ضد بايرن ميونيخ في نهائي كأس ألمانيا على ملعب برلين الأولمبي السبت. وكان مدرب ليفركوزن الهولندي بيتر بوش قال في تصريحات سابقة في مطلع أذار/مارس الماضي "لن نستطيع التمسك بخدماته الصيف المقبل. ستكون قيمة الانتقال أكثر من 100 مليون يورو"، لكن كلام المدرب جاء قبل تفشي فيروس كورونا المستجد وقبل توقف نشاط البوندسليغا وقبل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالأندية حاليا. اليوم وحتى باعتراف ليفركوزن، فإنه لم يتلق أي عرض بهذه القيمة لهذا اللاعب الاستثنائي الذي وصفه مدربه السابق هايكو هيرليش بأنه "أكبر موهبة رأيتها منذ توني كروس". ويعترف المدير الرياضي في باير ليفركوزن ومهاجم منتخب ألمانيا السابق رودي فولر بطل العالم عام 1990 بصعوبة الوضع المالي الحالي ويقول "يتعيّن علينا أن نتقبل الحقائق. سوق الانتقالات لن تكون ذاتها هذا الصيف". لكن فولر ينظر إلى الأمور بإيجابية "نملك بشخص كاي هافيرتس أفضل لاعب ألماني للعقد المقبل (...)، بصراحة، لا زلت أملك أملا ضئيلا للاحتفاظ به عاما آخر". وكان هافيرتس ألمح العام الماضي نيته البقاء في صفوف ليفركوزن من أجل التحضير نفسيا وبهدوء لكأس أوروبا 2020 وبالتالي قد يتبع النظرية ذاتها طالما أن الكأس القارية تأجلت إلى صيف عام 2021.
بايرن، ريال أو تشيلسي ؟
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، أين ستكون الوجهة المقبلة لهافيرتس؟ ويقول هانزي فليك مدرب بايرن ميونيخ "لا يوجد مدربون كثيرون يرفضون تواجد كاي في فرقهم" علما بأنه أشرف على هذه الموهبة عندما كان لاعبا في صفوف منتخب تحت 17 عاما. ويضيف فليك "منذ تلك الفترة، تطوّر مستواه كثيرا. يلعب بذكاء بين الخطوط وهو قوي جدا عندما تكون الكرة في حوزته. كما أنه يملك حاسة تهديفية رائعة" ملمحا إلى اهتمام بافاري بالحصول على خدمات هذه الموهبة كما هي الحال دائما مع الشبان الألمان الصاعدين. بيد أن المنافسة ستكون حامية الوسيط للحصول على خدمات هافيرتس. فحسب الصحف، دخل ريال مدريد على الخط بالإضافة إلى أندية إنكليزية عدة على رأسها تشيلسي. ولا يعرف الجمهور العالمي هافيرتس جيدا، فهو لم يخض سوى 8 مباريات مع ليفركوزن في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، أما على صعيد المنتخب فلعب 7 مباريات دولية فقط. بيد أن هافيرتس يمتلك بعض الأرقام القياسية لا سيما عل الصعيد المحلي، حيث بات أول لاعب في الثامنة عشرة من عمره يخوض 50 مباراة في البوندسليغا علما بأنه بدأ مسيرته الاحترافية بعمر السابعة عشرة و4 أشهر. كما أنه أول لاعب يسجل 35 هدفا قبل بلوغه الحادية والعشرين. وأشاد به لاعب وسط بايرن ميونيخ وليفربول سابقا ديتر هامان بقوله "منذ 20 عاما لم أر لاعبا بإمكانيات كاي هافيرتس. بالنسبة إلي فهو اللاعب الأكثر إثارة في العالم حاليا". بيد أن هافيرتس يحتفظ بتواضعه بقوله "لقد تربيت بطريقة أن أبقي دائما رجلي على الأرض. لقد علمني والدي بأن الغرور ليست ميزة جيدة. بالإضافة إلى ذلك، فأنا لم أفز بأي شيء حتى الآن. في كرة القدم، الألقاب هي المهمة وأنا لم أظهر أي شيء على المستوى الاحترافي". ستكون الفرصة سانحة أمامه لرفع أول لقب له في مسيرته على حساب بايرن ميونيخ في نهائي الكأس لكي يرفع من قيمته التسويقية لكن الأمر لن يكون سهلا أمام الفريق البافاري الذي حقق الفوز في مبارياته العشر في الدوري بعد استئناف النشاط وحسم اللقب في صالحه للمرة الثامنة تواليا.