تتجه الأنظار مساء الخميس إلى ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" في اشبيلية حيث يقام ال"غران دربي" أو "دربي الأندلس" بين الغريمين التقليديين إف سي إشبيلية وجاره ريال بيتيس في افتتاح المرحلة الثامنة والعشرين من البطولة الإسبانية لكرة القدم، الأولى في استئناف لا ليغا المعلقة منذ قرابة ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد. كان ال"الغران دربي" مقررا في 15 آذار/مارس الماضي على ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" بيد أن تفشي فيروس "كوفيد-19" حال دون ذلك، وانتظر الفريقان قرابة ثلاثة أشهر ليتواجها على الملعب ذاته ولكن هذه المرة بدون جمهور. ويكتسي ال"غران دربي" أهمية كبيرة بالنسبة للفريقين بالنظر إلى الندية الكبيرة بينهما منذ زمن بعيد. وإذا كان ريال بيتيس أول فريق في المدينة يصعد الى الدرجة الاولى والاول الذي يتوج بلقب الدوري (1935 وهو لقبه الوحيد)، فإن اشبيلية يتميز بسجله المدجج بالألقاب خصوصا في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي/اوروبا ليغ التي ظفر بها خمس مرات أعوام (2006 و2007 و2014 و2015 و2016) إضافة إلى لقب البطولة (1946). كما أن كفة اشبيلية راجحة في تاريخ المواجهات بين الفريقين والتي بلغت 96 مرة في بطولة الدرجة الأولى، بينها 28 مرة منذ اعتماد لا ليغا عام 2009. وفاز اشبيلية 45 مرة في البطولة بينها 15 مرة منذ اعتماد الليغا مقابل 29 فوزا لبيتيس (6 مرات في عهد الليغا) و22 تعادلا (7 منذ 2009). وعموما التقى الفريقان 138 مرة في في مختلف المسابقات شهدت 61 فوزا لاشبيلية و38 لبيتيس و31 تعادلا. ويدخل الفريقان مباراة الغد بدافع واحد وهو حجز إحدى البطاقات المؤهلة إلى المسابقتين القاريتين (عصبة الأبطال وأوروبا ليغ)، وإن كان اشبيلية الأقرب إلى ضمان تواجده في الأولى، بالنظر إلى احتلاله المركز الثالث برصيد 47 نقطة مقابل 33 نقطة لبيتيس الثاني عشر. ويسعى اشبيلية إلى تعزيز مركزه من أجل ضمان إحدى البطاقات الأربع المؤهلة إلى مسابقة عصبة الأبطال، أو بالأحرى البطاقتين الأخيرتين كون الأوليين مضمونتان بنسبة كبيرة لبرشلونة المتصدر (58 نقطة) وريال مدريد مطارده المباشر بفارق نقطتين. ويتنافس إشبيلية (47 نقطة) على البطاقتين الأخيرتين للمسابقة القارية العريقة مع أربعة فرق هي ريال سوسييداد وخيتافي (كلاهما يملك 46 نقطة) وأتلتيكو مدريد (45 نقطة) وفالنسيا (42 نقطة). ولم يخسر اشبيلية في مبارياته الاربع الاخيرة (فوزان وتعادلان) ولم ينهزم على ملعبه في المباريات الخمس الاخيرة كما انه سجل هدفا على الاقل في مبارياته ال19 الأخيرة، وهدفا على الاقل في مبارياته البيتية ال11 الأخيرة. وقال مدربه خولن لوبيتيغي "أعتقد أن هذه المباراة الأولى في الاستئناف ستكون فريدة واستثنائية، على غرار جميع مباريات الدربي. ستكون بالتأكيد أحد أكثر المباريات حماسا في العالم. ستحظى باهتمام عالمي خارق ما يزيد في جاذبيتها". ويعول لوبيتيغي على قوته الهجومية الضاربة التي يقودها الهولندي لوك دي يونغ والوافد في فترة الانتقالات الشتوية الدولي المغربي يوسف النصيري. وتألق النصيري بشكل لافت في تشكيلة النادي الأندلسي منذ انضمامه الى صفوفه من ليغانيس، حيث سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات بينها ثنائية في مرمى أوساسونا، كما أنه يهوى هز شباك بيتيس بعدما دكها بأربعة أهداف في السابق. وتلقى اشبيلية نبأ سارا مطلع الأسبوع الحالي بعودة جناحه خيسوس خواكين فرنانديز المعروف ب"سوسو" المعار من ميلان الإيطالي، إلى التدريبات بعدما غاب عن بعض الحصص التدريبية بسبب إصابة في الركبة، فيما يحوم الشك حول أفضل هدافيه هذا الموسم الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس، صاحب 10 أهداف، بسبب الإصابة. في المقابل، لا يزال ريال بيتيس الثاني عشر (33 نقطة) يمني النفس بالتواجد في المسابقة القارية الأهم، لكن تخلفه بفارق 13 نقطة عن صاحبي المركز الرابع (ريال سوسييداد وخيتافي) يجعل مهمته صعبة جدا، والأمر ذاته بالنسبة للمركز السادس المؤهل الى مسابقة أوروبا ليغ (12 نقطة عن أتلتيكو مدريد). وشدد مدربه خوان فرانسيسك فيرر المعروف ب"روبي" على أن "الآمال لا تزال قائمة بالنسبة للمسابقتين رغم فارق النقاط". وقال "الظروف مختلفة في الوقت الراهن، سنخوض دوريا مختلفا وبدون جماهير وبالتالي فإن كل شيء وارد، وما يحصل في البوندسليغا يؤكد ذلك" في إشارة إلى تفوق الفرق الزائرة وعدم استفادة الفرق المضيفة من أفضلية الملعب. وأضاف "سنخوض 11 مباراة نهائية لنكسب أقصى حد ممكن من النقاط، لن تكون هناك ضغوط جماهيرية في الملعب، سيكون اللاعبون أكثر تحررا وستكون هناك مفاجآت مدوية". ويأمل بيتيس أيضا في الابتعاد عن المراكز المؤدية إلى الدرجة الثانية والتي تفصله ثماني نقاط عن أولها (الثامن عشر) الذي يحتله ريال مايوركا الذي يستضيف برشلونة السبت. ويبقى القلق الوحيد في ريال بيتيس بخصوص قائده المخضرم خواكين الذي يخوض تدريبات فردية منذ عودة النادي الى التدريبات في أيار/ماي الماضي. وتستكمل المرحلة الخميس بمباراتي غرناطة مع خيطافي، وفالنسيا مع ليفانطي، والسبت بلقاءات إسبانيول مع ألافيس، وسلطا فيغو مع فياريال، وليغانيس مع بلد الوليد، على أن تختتم الأحد بلقاءات أتلتيك بلباو مع أتلتيكو مدريد، وريال مدريد مع إيبار، وريال سوسييداد مع اوساسونا.