يبقى عمر النمساوي واحدا من اللاعبين الذين يعول عليهم نهضة بركان، عطفا على خبرته وتجربته، علما أنه كان من الأسماء المرشحة لمغادرة القلعة البرتقالية في نهاية الموسم الماضي، غير أن إلحاح المكتب المسير الحفاظ عليه، جعله يجدد عقده. النمساوي يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه والقيمة التي يحظى بها أمام المستويات التي يقدمها، لذلك يراهن إلى مواصلة تقديمه الإضافة بالفريق أمام الإستحقاقات التي تنتظره، وكذا رغبة مكونات الفريق في المنافسة على الألقاب، باعتباره أنه ينافس في البطولة وكذا كأس الكونفدرالية الإفريقية. المنتخب: مرة أخرى يتواجد نهضة بركان في ضمن المنافسين في دور المجموعات بكأس الكونفدرالية الإفريقية، ماذا يمثل لكم ذلك؟ عمر النمساوي: الفريق الذي يصل للنهائي في النسخة السابقة، لا بد أن يكون سقف طموحاته أكبر، لذلك أعتبر حضورنا في دور المجموعات استمرار للعمل الذي يقوم به الفريق، وتأكيد أن نهضة بركان أصبح من الأندية التي يحسب لها ألف حساب ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضا على المستوى القاري، كما أعتبره منطقي وموضوعي، قياسا بالمكانة التي بات يحتلها فريقنا على الصعيد القاري. المنتخب: هذا يعني أن بلوغكم النهائي يشكل عليكم نوعا من الضغط؟ عمر النمساوي: لن نأخذ هذا الإنجاز من الجانب السلبي، بل علينا أن نتعامل معه من الجانب الإيجابي، كحافز يدفعنا من أجل تسجيل الأفضل في هذه النسخة، وإعادة الكرَة من جديد، ولما لا الفوز باللقب، لأنه الهاجس الذي يراودنا، لذلك لا أعتقد أن ما سجلناه في النسخة السابقة سيضعنا أمام الضغط، بقدر ما هو حافز رفع من سقف طموحاتنا. المنتخب: أكيد أن هذا الحافز يظهر من خلال النتائج التي سجلتم منذ بداية المنافسة؟ عمر النمساوي: فعلا لقد اكتسبنا تجارب إفريقية مهمة وتقوَى عودنا، ولم يعد من حقنا أن نتراجع للوراء، هذا ما نستشعره نحن اللاعبون، أن شهيتنا قد انفتحت أكثر على الصعيد الإفريقي، لقد سجلنا نتائج إيجابية وأصبحنا نعرف كيف نحسم المباريات والإنتصارات التي تبقى خير تأكيد على استعدادنا الجيد للمنافسة الإفريقية. المنتخب: هناك معادلة من خلال مشواركم في النسخة الحالية لكأس، حيث تجدون صعوبات في المباريات خارج القواعد، بينما تتألقون داخل ملعبكم؟ عمر النمساوي: كل ما في الأمر أننا وجدنا بعض الصعوبات في مباريات الأدوار السابقة خارج ملعبنا، كأرضية الملاعب وكذا التحكيم، دون استثناء أن الحظ لم يقف بجانبنا في بعض المواجهات، أعتقد أن الأمور ستسير بشكل أفضل في هذا الدور، بدليل المستوى الذي ظهرنا به في المباراة الأخيرة أمام زاناكو بزامبيا، حيث قدمنا مستوى جيدا، وكان بالإمكان أن نعود بنتيجة إيجابية. المنتخب: كيف ترى بداية نهضة بركان في المجموعة الثالثة؟ عمر النمساوي: البداية جد مشجعة بعد أن حققنا الإنتصار في المباراة على إينجوبي البنيني وتعادلنا خارج قواعدنا أمام زاناكو الزامبي بهدف لمثله، نحن نسير في الطريق الصحيح، ولو أننا ما زلنا في البداية وهناك 4 مباريات متبقية ستكون مهمة، خاصة المواجهة المقبلة أمام موتيما بيمبي الكونغولي الذي يتقاسم معنا الصدارة، ستكون مواجهة قوية، ونحن مطالبون فيها بتسجيل نتيجة إيجابية للحفاظ على الصدارة. المنتخب: ما سر الطفرة النوعية لنهضة بركان في السنوات الأخيرة؟ عمر النمساوي: تلاحم المجموعة والإستقرار من أهم عوامل تألق نهضة بركان، حيث هناك استراتيجية محترفة ينهجها الفريق منذ سنوات، إضافة إلى الجمهور والإدارة التقنية، كلها أطراف متداخلة فيما بينها، بل كل طرف يكمل الآخر ويعزف نغمة واحدة. المنتخب: هل صحيح أن غياب الضغط يبقى من أسرار النجاح؟ عمر النمساوي: لا أعتقد، نهضة بركان بدوره يعرف ضغطا وله مسؤولياته، وله أيضا قاعدته الجماهيرية، تطالبنا بتشريف الفريق والمنافسة على الألقاب، ومكتب مسير يسعى لتلميع صورة الفريق، ويطالب بدوره من اللاعبين أن يساهموا في هذا المشروع، لذلك الضغط موجود داخل الفريق، كل ما في الأمر أنه يبقى داخل أسوار النادي. المنتخب: هل تعتقد أن الفريق أصبح له خبرة من أجل المنافسة على درع البطولة؟ عمر النمساوي: لقب البطولة يبقى من الأحلام والآمال التي تراودنا، ونتمنى أن يتحقق، خاصة أن بعد أن تذوقنا حلاوة الألقاب بالفوز بلقب كأس العرش، البداية في البطولة جد ناجحة، فمن أصل 5 مباريات، سجلنا 4 انتصارات وتعادل، سنرى مع مرور المباريات، لكن ما نتمناه هو أن نحافظ على نفس الطريق والنتائج الإيجابية، وسنحدد وضعيتنا حسب النتائج التي سنسجلها. المنتخب: هل تعتقد أن المشاركة في كأس الكونفدرالية، قد تؤثر على مساعيكم للمنافسة على اللقب المحلي؟ عمر النمساوي: صحيح أن المنافسة الإفريقية تستنزف مجهودا كبيرا، خاصة مع طول الرحلات والسفر الصعب، لكن يجب أن نتأقلم مع كل الظروف وأن ننجح في المزج بين المنافستين، خاصة أنه أصبحت لنهضة بركان شخصية للمنافسة على اللقب، أتمنى أن لا نتأثر ونحافظ على توازننا، علما أن البداية في البطولة تبقى ناجحة لحد الآن، رغم المباريات الإفريقية. المنتخب: برأيك ما سر هذه الطفرة للأندية المغربية في المنافسات الإفريقية؟ عمر النمساوي: برأيي أن هذه الطفرة تعود لدخول البطولة مجال الإحتراف، حيث أصبحت الأندية مهيكلة بشكل جيد، من خلال التغييرات التي عرفتها الكرة المغربية سواء على مستوى البنيات التحتية والإمكانيات التي ترصدها الأندية، وغيرها من الأمور التي جعلت الأندية تتطور، دون استثناء العمل الذي قامت به الجامعة الملكية لكرة القدم لتطوير المنتوج الكروي المغربي، ولو أني أقول أن هذا هو المكان الحقيقي للكرة المغربية على الصعيد القاري، باعتبارها رائدة في القارة السمراء. المنتخب: الكثير من الجماهير البركانية تخوفت من التغيير التقني المفاجئ برحيل منير الجعواني والتعاقد مع طارق السكتيوي، خاصة أنه جاء في وقت حساس.. عمر النمساوي: أولا، لا بد من توجيه الشكر لمنير الجعواني الذي قام بعمل كبير، وإنجازاته تتحدث عنه، وبالنسبة للتغيير فقد كان طبعا في بداية الموسم، فرغم أن الوقت لم يكن أمام طارق السكتيوي، إلا أنه استطاع حرق المراحل بخبرته وتجاوز الصعاب، خاصة أنه كانت لديه تجارب سابقة، لذلك لم يجد أي صعوبة، رغم أنه دخل مباشرة ودون استعداد للمنافستين القارية والمحلية.