بعد خوضه المباراة المؤجلة ضد أولمبيك أسفي،يعود فريق الرجاء البيضاوي لمركب مولاي عبد الله، حيث يستقبل نهاية هذا الأسبوع ضيفا ثقيلا من حجم النهضة البركانية، لكن المواجهة هذه المرة تبدو مختلفة عن سابقاتها، لكونها تلبس الثوب الإفريقي، حيث سيكون لنتيجتها تأثير مباشر على مسار الفريقين في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، الفريق البركاني سيسعى للحفاظ على صدارته للمجموعة، في حين سيبذل النسور قصارى جهودهم لتحقيق أول فوز لهم في دور المجموعات، ما يجعلها قمة مغربية إفريقية تغري بالمتابعة. إستعادة التوازن منذ تتويجه بلقب النسخة السابقة من كأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب فيطا كلوب الكونغولي، والرجاء يعاني من غياب الإستقرار على مستوى الأداء وكذا النتائج، ما عجل بالإنفصال عن المدرب غاريدو والإستعانة بخدمات الفرنسي كارتيرون، لكن النتائج لم تتحسن بتلك الصورة المنتظرة، حيث اكتفى بثلاث تعادلات وفوز وحيد ضد النجم الساحلي كان بطعم الإقصاء، ومن جهة أخرى وفي الوقت الذي كان ينتظر أن يقوم فيه المدرب الفرنسي بتصحيح بعض الهفوات على مستوى خط الدفاع، يبدو بأن الأوضاع لم تتحسن من هذه الناحية بعد أن قبلت شباك الفريق ثلاثة أهداف في المباراة ضد يوسفية برشيد، وهذا ما يفرض مراجعة بعض الأوراق على مستوى المنظومة الدفاعية، حتى يتمكن الفريق الأخضر من استعادة توازنه. الوضعية بالمجموعة بعد مرور دورتين في دور المجموعات يتقاسم الفريق الأخضر المرتبة الثانية مع أوطو ديو الكونغولي برصيد نقطتين من تعادلين، وراء النهضة البركانية المتزعم بأربع نقط، الفريق الأخضر لم يستثمر بشكل جيد فرصة استقباله لضيفه الكونغولي، واكتفى بنتيجة التعادل التي ضيعت عليه فرصة الإنقضاض على الزعامة، في حين يتذيل حسنية أكادير ترتيب المجموعة بنقطة وحيدة، وبعد إجراء هذه الجولة الثالثة يمكن أن تتضح المعالم بشكل تدريجي، ومن دون شك فإن أي نتيجة غير الفوز لن تخدم مصالح الفريق الأخضر الذي لا يرغب في تضييع الفرصة الثانية على التوالي بميدانه. على صفيح ساخن الفريقان سبق أن تقابلا هذا الموسم قبل حوالي شهرين ونصف، برسم منافسات البطولة الإحترافية، المباراة احتضنها ملعب الأب جيكو، وانتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، الفريق البركاني كان سباقا للتسجيل عن طريق مهاجمه لابا كودجو، لكن الفريق الأخضر أدرك التعادل في الأنفاس الأخيرة من ضربة جزاء استثمرها بنحليب، وكل المباريات التي جمعت بين الفريقين في السنوات الأخيرة تميزت بالقوة و الحدة، وكذا الحماس والإثارة التي تستمر حتى الصافرة النهائية للحكم، وغالبا ما حسمت هذه المواجهات بجزئيات بسيطة ومنها الكرات الثابتة التي يركز عليها الفريقان بشكل كبير، ما يؤكد بأن المواجهة لن تختلف عن سابقاتها، وستكون مجددا على صفيح ساخن. إختبار لكارتيرون في المباريات الأخيرة ضيع الفريق الأخضر نقط ثمينة سواء على مستوى البطولة الإحترافية بتعادله الأخير ضد يوسفية برشيد، أو كذلك على المستوى القاري بعد أن اكتفى بالتعادل ضد الفريق الكونغولي، وهذه المباراة القادمة ضد النهضة البركانية ستشكل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة المدرب كارتيرون على قيادة سفينة الفريق الأخضر لبر الأمان، حيث تعتبر هذه المنافسة القارية أحد رهانات الفريق الأخضر هذا الموسم خاصة بعد الخروج من كأس زايد للأندية العربية، فالجماهير الرجاوية لن يرضيها إلا الفوز في هذه القمة لإنهاء النصف الأول من دور المجموعات بخمس نقط، تحسبا لنصف ثاني سيكون أصعب، حيث سيخوض الفريق مواجهتين من الثلاث خارج قواعده، ومنها واحدة بالكونغو الديموقراطية، الإطار الفرنسي خسر الكوتشينغ أمام سعيد الصديقي، وعليه أن يتدارك الموقف في مواجهته لمنير الجعواني. مفاتيح اللعب ينتظر أن يستعيد الفريق الأخضر بعض ثوابته على مستوى خط الدفاع بحضور العميد بدر بانون، مع إمكانية الإستفادة من خدمات سند الورفلي في حال استعادته لجاهزيته، هذا بالإضافة لحضور باقي الثوابت التي يعتمد عليها المدرب كارتيرون، مع العلم أن الفريق الأخضر سيفتقد لخدمات الجوكر عبد الرحيم الشاكير، وفي مثل هذه المباريات فإن الفريق الذي سيتحكم في خط الوسط ويتفوق على مستوى النزالات الثنائية هو من سيحسم المباراة لصالحه بشكل كبير، وبالتالي فإن الصراع سيشتد بين ثلاثي الرجاء نياسي، نناح والحافيظي، وثلاثي النهضة الناجي، لهلالي ولمباركي، ومن جهة أخرى يتوفر الفريقان على مهاجمين من العيار الثقيل، ما سيجعل خطي الدفاع في محنة حقيقية. إحتفالية مضمونة المواجهة تجمع بين فريقين متوجين هذا الموسم، الرجاء بكأس الكونفدرالية الإفريقية، والفريق البرتقالي بأول لقب لكأس العرش في تاريخه، ما يؤكد المؤهلات التي يتمتع بها الفريقان، ويمكن اعتبار المباراة بمثابة قمة هذه الجولة الثالثة من دور المجموعات، وبالتالي ينتظر أن تحظى باهتمام إعلامي وجماهيري كبير، فكل الأنظار ستتجه يوم الأحد لمركب مولاي عبد الله، حيث الموعد مع هذه القمة المغربية الإفريقية التي ينتظر أن تستقطب لمتابعتها جماهير غفيرة من أنصار الفريقين، وكالعادة فإننا نتمنى أن تسود الإحتفالية والروح الرياضية سواء بالمدرجات أو بالمستطيل الأخضر، وأن يقدم الفريقان صورة طيبة وانطباعات جيدة عن كرة القدم المغربية التي ستكون الرابح الأكبر من هذه المواجهة القوية، والتي يصعب التكهن بنتيجتها، وذلك لتقارب مستوى الفريقين. البرنامج الأحد 24 فبراير 2019 كأس الكاف (الجولة 3) بالرباط: مركب مولاي عبد الله: س17: الرجاء البيضاوي نهضة بركان