خماسية فتحت الشهية في انتظار البقية التاريخ أحيانا يعيد نفسه، هذا ما حدث مع فريق الجيش الملكي وهيرتلاند الذي كان يحمل مسمى إيوانيانيو خلال حقبة الثمانينيات·· الفوز بفارق هدفين نظيفين سيمنح العساكر فرصة الإطلالة على دور المجموعة وإزاحة عظم غليظ من عظام المنافسة، لاعبو الفريق معبئوون لهذه المباراة الفاصلة التي تحملهم للدور الثالث وجاهزون لتجاوز هزيمة الذهاب، شريطة عدم الإستخفاف بقدرات منافس له رصيد بشري هام قادم على الصمود ولو بالرباط· سيناريو الرعب والكوشمار طوى لاعبو الجيش الملكي سيناريو وصورة مباراة الذهاب المشؤومة بكل تفاصيلها السيئة الذكر، وبكل ما واكب إجراءها من حملة تضييق وضغوط نفسية رهيبة سعى من خلالها فريق هيرتلاند النيجيري إلى توظيف أسلحته التقنية واللوجسيتكية من أجل ترجيح كفته ولو حذا على تقاليد وأعراف اللعبة وأيضا أخلاق التنافس الشريف، فريق هيرتلاند كيَّف معطيات الأرض والجمهور لصالحه ومعها لم يكرم وفادة الفريق العسكري، كما ينبغي لاجئا لأساليب حقيرة هي عملة من عملات الماضي البئيس، والهدف كان هو القبض على فوز مريح يسهل عليه مهمة ومأمورية تدبير مواجهة الإياب بأريحية مطلقة· الجيش وإدارييه أكيد لن يسعوا لمعاملة بالمثل، والمؤكد أنهم لن يسخروا الأساليب القذرة ذاتها التي لجأ إليها هيرتلاند، سيجدون فندقا مصنفا، ملاعب تداريب متعددة الإختيار، وظروف إقامة وتنقل من مستوى عال، لكن رهان رد الإعتبار والثأر سيكون فوق المستطيل الأخضر وليس خارجه، لأن المنافس قدم للمغرب وهو معبأ ومشحون بشكل أقوى وأكبر مما تعبأ به ذهابا، جاء وفي جعبته سبق مريح رقميا وأفضلية نسبية تتيح أمامه الخسارة وبأي حصة بفارق هدف كي يعبر للدور الموالي ليكرر ما أنجزه سنة 1988 باسمه القديم إيوانيانيو· إحذروا بطش النسور التقرير التقني الذي رافق تحليل أطوار مواجهة الذهاب الملعوبة أمام جمهور هيستيري وفي ملعب بمواصفات متوسطة، لم يتطرق فقط إلى أن هيرتلاند عبأ أساليب الكواليس للظفر بالفوز المذكور بالثلاثية المعلومة، وإنما أشار أيضا إلى أنه منافس خطير يلعب كرة حديثة وبأسلوب متطور هجومي أكثر منه دفاعي وبعناصر خبرة الأولمبيين جون أويري والحارس إينزنوا، مع المرعب الهداف أوبادجي صاحب الثنائية في مرمى الجرموني، وأكورود الذي يجيد الإختراق من الأطراف، إضافة إلى الجوكر الذي قد يوظفه المدرب كورقة مباغثة شيبامبا، قلت هذه هي مفاتيح المنافس النيجيري الذي لا يتسم لاعبوه بالإندفاع البدني القوي ولا البنيات التقليدية المرعبة لدول جنوب الصحراء، لكن لهم جانب مهاري وحضاري في لمستهم وفي أدائهم داخل الملعب، انهزام الجيش في مباراة الذهاب ب (31) كشف أن آليات هجوم النسور النيجيرية حاضرة وبقوة، وبأن الفريق الذي أزاح ممثل ليبيريا من الدور بحصة (101) كمجموع مبارتي الذهاب والإياب، إنما هو منافس خطير يجب الحذر منه، لأن التسجيل هنا بالرباط معناه تعقيد المهمة وإدخال المباراة دائرة المحظور غير المطلوبة لفريق عسكري يسعى لتلميع صورته القارية ولو عبر البوابة النيجيرية، ولفريق هو الآخر شحن بطارية الدعم والحوافز من أجل بلوغ أدوار متقدمة في المسابقة· كومندو هجومي وحرس دفاعي محمد فاخر المصاب بوعكة مفاجئة ألزمته راحة إجبارية ل (10) أيام أصر على تهييء لاعبيه لهذه المواجهة بغض النظر عن أي مضاعفات لاحقة، مدرب الجيش الملكي وبعد قراءة ثانية لشريط مباراة الذهاب خلص لحيث التشكيل المثالي الذي به يمكن للفريق تذويب فارق الهدفين ودون أن تتلقى شباكه هدفا بالمقابل·· فاخر الذي سيعمل بكل تأكيد إلى تشكيل كلاسيكي بزاد التجربة الإفريقية، حيث لن يغير من أسماء الذهاب إلا إسم واحد هو الدفع بورقة قديوي الملغومة والمجهولة للمدرب المنافس على اعتبار أنه لم يلعب مباراة دان أنيام بأويري النيجيرية، (الجرموني، فلاح، شهاب، بندريس، أوشلا) في محور الدفاع، مع التركيز على عودة الراقي لخط الوسط الإرتدادي بمعية البصري وأمين قبلي، وثلاثي هجومي مؤلف من (مديحي غير المحظوظ، قديوي والعلاوي الهداف)· الغاية بكل تأكيد هي الفوز الذي يعني التأهيل أيا كانت الحصة، حيث (20) تعني بلوغ محطة الدور الثالث وعدا هذه النتيجة باستقبال شباك العساكر لهدف، فإن المهمة ستزداد تعقيدا، وستفرض على رفاق العلاوي مضاعفة عداد التهديف وهو أمر صعب للغاية قياسا بتواجد دفاع صلب يقوده حارس المنتخب الأولمبي إيزلوا، المنطق يقول بضرورة زيارة مبكرة لشباك هيرتلاند، لأن انصرام الدقائق يعني زيادة منسوب الثقة لدى خصم يملك أفضلية سجلها بعقر الدار وأمام جمهوره وبالتالي دخول لاعبي الجيش مرحلة الشك المرفوض· ضرورة العبور لتفادي المحظور ليس هناك من خيار أمام الجيش الملكي الذي لحسن حظه أنه أجهز بالخماسية على أولمبيك خريبكة غير تجاوز هذا الدور ليلحق بركب المؤهلين للدور الثالث، الذي يتيح على الأقل أمام الأندية التي تلعب به إمكانية اللحاق بمنافسة كأس الإتحاد الإفريقي· التأهل وليس سواه في ظل الأيام الصعبة التي تجتازها كرة القدم الوطنية بعد نكسة المنتخب الوطني وبجلاجل أمام منتخب الغابون هو من قد يعيد ربط جسور الثقة مع الأنصار الذين قاطعوا المدرجات دون مبررات معقولة منذ مدة طويلة، بل حتى المدرب فاخر يدرك أن التأهل ضرورة قصوى للملمة الجراح السابقة التي لم تكف الصحوة الأخيرة كي تندمل، وأنه لا قدر الله أي عثرة واردة أو محتملة معناها دخول دائرة المحظور للمرة الثانية، الجيش الذي على امتداد 4 مشاركات سابقة لم يتسن له تأكيد تواجده بدور المجموعات سوى في مناسبة واحدة على عهد المدربين مديح والميلاني، سيكون مطالبا بأن يتجاوز هيرتلاند ل 3 عوامل: الأول هو أن يثأر لظروف الذهاب الصعبة·· ثانيا من الخصم الذي حرمه سنة 1988 من ثاني لقب لدوري أبطال إفريقيا في مسيرته· والعامل الثالث كي يضمن مواصلته لرحلة الأدغال الإفريقية ولا يحكم على سنته بالبياض ، لأن الخروج من هذا الدور يحكم على الطرف المقصي بتوديع المنافسة دون ترك فرصة لتبار آخر· الحوافز على الخط منتهى الغرابة أن يعمد حاكم أويري يواكيم أكيدي إلى وضع مبالغ في حدود 4 ملايين سنتم للاعب الواحد من لاعبي هيرتلاند دون الحديث عن حوافز رئيس الفريق، إضافة إلى التكفل بتنقل بعض المناصرين لدعم فريقه هنا بالرباط، ما يعني القيمة الكبيرة والأهمية المطلقة التي يوليها هذا المنافس لعصبة أبطال إفريقيا، هذه الحوافز سيكون لها دور على مستوى تعبئة مضاعفة للخصم الذي سيحاول قدر الإمكان استفزاز لاعبي الجيش وأن يجنح لأساليب رخيصة داخل الميدان، هذه المرة كالتماوت والتثاقل على مستوى اللعب والتنفيذ· الكرة في ملعب لاعبي الجيش، خاصة أسماء من طينة (قديوي، مديحي، العلاوي) لبلوغ شباك إينزنوا، والتأشير على تأهل يعيد للجيش، اعتباره وللكرة المغربية توازنها· البرنامج السبت 4 أبريل 2009 بالرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله: س15: الجيش الملكي هيرتلاند النيجيري الأحد 5 أبريل 2009 بالخميسات: ملعب 16 نونبر: س15: ت·الخميسات كوطوكو الغاني· تصريحات عسكرية مصطفى العلاوي: >أظن أن ما عشناه ذهابا صفحة سوداء طويناها وللأبد، الآن نتعبأ بشكل مختلف لمباراة تبدو مصيرية في مسارنا التصفوي· سنرد على المنافس الذي لم يستقبلنا بشكل لبق بطريقة خاصة فوق المستطيل الأخضر· سنسعى لحسم الأمور مبكرا وأتمنى أن يأتي الجمهور العسكري لدعمنا لأنه مؤسف ما نشاهده بالمدرجات<· محمد مديحي: >هيرتلاند أو غيره لا يهم، فنحن نمثل فريق الجيش الملكي بتاريخه الكبير الذي لن يقبل على نفسه إقصاء مبكرا في دور كهذا· سأحاول قدر الإمكان المساهمة رفقة زملائي في إهداء التأهيل إن شاء الله للجمهور العسكري· ولا أعتقد أننا سنضع في الحسبان ما عشناه من ضغوط ذهابا<· مراد فلاح: >بدأت بالتدريج أستعيد مستواي بعد فترة إصابة عشتها، الخصم هو من عيار ثقيل يمثل كرة القدم بنيجيريا ذات التاريخ، لكن لو تسلح لاعبو الجيش بقدر من العزيمة وآمنوا بإمكاناتهم فالأكيد أن التأهيل لن يخرج من أيدينا<· نور الدين قاسمي: >هي مباراة كغيرها من المباريات نملك مفاتيح حسم الأمور بملعبنا، ما ينقصنا فقط في مثل هذه الظروف هو دعم الجمهور العسكري· بدأنا نشعر بأن الإيقاع المفقود يجد طريقه لصفوفنا<·