نِلتَ عَطفي وحَنانِي ثم فارَقتَ مَكاني يا تُرى هل تِهتَ عنِّي أم نَهاكَ الأَبَوانِ كان بَيتي كَسَماءٍ نحنُ فيه فَر قَدَانِ كنتَ لي خَيرَ أنيسٍ نَشِطٍ في كلِّ آنِ ولَكَم تَبدو لطِيفاً في تَناءٍ وتَدانِ مُستقيماً في هُروبٍ كَحِصانٍ في رِهانِ مِن يمينٍ لِشِمالٍ كُرَة في صَولَجَانِ لَستَ تُدرَى في مَسيرٍ مُسرِعاً أم مُتَوَانِ ألخُطى الأَربَعُ تَبدو كانسِيابٍ الأفعُوانِ ليسَ ما تُفسِدُهُ لِي مِن إِدامٍ في أوانِ ليسَ لي زَرعٌ وَزَيتٌ وطَعامٌ في جِفانِ ليسَ من شَيءٍ عليهِ يَتَعادى الأَخَوانِ فَأواري لَكَ هِرّاً مُقلتاهُ جَمرتانِ مُنزَوٍ عنكَ هرّاً ويداهُ تبطشانِ ليسَ ما يوجِبُ هذا مِنكَ فارجِع في أمانِ بَسَمَ الفَأرُ بِخُبثٍ بَسَمةً فيها ازدَرانِي قالَ لي والقَولُ مِنهُ مثلُ سَهمٍ قد رَماني كلُّ ما قُلتَهُ حَقٌّ وَغِنِىٌّ عَن بَيَانِ وَهُوَ عُذري حينَ عَن بَي تِكَ ألوي لِعِناني ما الذي أَفعلُ في أَر كانِ بَيتٍ رَمَضاني أتَغَذَّى بِقَريضٍ لِفُلانٍ وفُلانِ ومَقاماتِ أَبي الفَض لِ البديعِ الهَمَذَانِي ومَقامات الحَريري تَحتَ ديوانِ ابنِ هاني وَاللُّزُومياتِ مِنها نُسخَةٌ أو نُسخَتانِ وعليها النِّصفُ مِن شَر ح المَحَلِّي والبُنَاني وحَصيرٍ مِن تُراثٍ لبَنِي عبدِ المَدانِ ورُسومٍ لِرِفاقٍ عُلِّقت في الجُدرانِ بَعضُها كَهلٌ وبعضٌ لِلصِّبا في العُنفُوانِ وَالدِي أمسِ وأُمِّي في رُجوعي سَألانِي يا تُرى إذ غِبتَ عنَّا كُنتَ في أيِّ مَكانِ قلتُ قد كُنتث بِبَيتٍ مِن أَعاجِيبِ الزَّمانِ وإذا ما شِئتُما أَن تَرَياهُ فَاتبعَاني رَأَياهُ ثُمَّ قَالا وهُما لِي ناصِحانِ إنَ ذا بَيتُ أديبٍ مولَعٍ بِالشَّعرِ عانِ لا تَلِجهُ بعدَ هذا فَهوَ يُعدي بِالتَّداني وَتُرَاني كيفَ أعصِي مَن هُمَالِي وَالِدانِ كَفَلانِي بِحَنانٍ وصَغيراً رَبيَّاني قد عَناني ما عَناهُم وعَناهُم ما عَناني قُلتُ والقلبُ منَ الغَي ظ يُعاني ما يُعاني هكذا تُنكِرُ عَهدي هكذا يا ابنَ الزَّواني أمِنَ أجلِ المَالِ أبقى مُفرَداً من دونِ ثانِ وكذا حتى منَ الفِئ رانِ أُرمَى بِهَوانِ أوَ مَا يَكفي بِأنِّي ذو مَعانٍ وبَيانِ وَلِساني ذو يَراعٍ ويَراعي ذو لِسانِ فإذا صُغتُ قَريضاً فَقَوافٍ كَالجُمانِ وخِلالٍ طاهراتٍ عُرِفَت منذ زَمانِ وضَميرٍ لي شَريفٍ عَرَفتهُ الثَّقَلانِ وإذا استُصرِخَ بِاسمي لم أَكُن بالمُتَوانِي ثمَّ أبقى هكذا لا مَن أراهُ ويَراني قال يا خَيرَ أديبٍ دَعكَ مِن ذا الهَذَيانِ إكسِبِ المالَ لِتحظَى مِن رِفاقٍ بِالتَّداني وَوداعاً إِنَّ أُمِّي وأَبي يَنتظِرانِ القصيدة من روائع الشاعر المراكشي محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم. شاعر، كان أبوه سراجا، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضا من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، ومنغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه (وأثابه ثواباً جزيلا) كما يقول مترجموه. ومر بمصر. في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها: تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى = وما ضر شوقي لو تأمل عن بعد وهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولاسيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش. له (ديوان) جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفا (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.