المسائية العربية منذ بداية تداول فيديو النكتة العنصرية للمقرئ أبو زيد، لم يعترف لا أبو زيد ولا حَوارِيُّوه بأن الرجل ارتكب خطأ رغم أن الإساءة في كلامه واضحة وموثقة. فقد استدل أبو زيد وأصدقاؤه تارة بعدم ذِكر سواسة بالاسم، وأن هذا النوع من النكت يتداوله الجميع، وتارة بحبه واحترامه ومصاهرته لسواسة، وتارة بأن المعركة مُفتعلة وتدخُل في نطاق الاستغلال السياسي. ونظرا لأن أبا زيد واعٍ أنه لا يمكن استهدافه من فراغ فقد برر كل ما يقع بصلابة موقفه من التطبيع وتهميش اللغة العربية. وطبعا كلها مبررات مردود عليها وإلى غاية استضافته في برنامج على راديو أصوات يوم الخميس 09 يناير 2014 مازال المقرئ أبو زيد، يعبر عن اندهاشه من كل ردود الأفعال حول نكتته السيئة الذكر مُجترّا نفس المبررات. ولكن وجد نفسه مضطرا للاعتذار أكثر من سبع مرات في الحلقة. ولكون المقرئ مفاوض شرس وخطيب فواه كما عهدناه فلم يكن مُنتظَرا أن يعتذر عن شئ لا يعترف أصلا بأنه خطأ، فهل هذا الاعتذار ناتج عن ضغوط حزبية استشعرت الخسارة المجانية التي تعرّض لها الحزب نتيجة هذه النكتة السمجة والعواقب الانتخابية لمثل هذه الحوادث، أم أن الأمر ناتج عن وعيٍ حقيقي بحجم الإهانة الذي تحمله النكتة وممارسةٌ لفضيلة الاعتراف بالخطأ شخصيا أتمنى أن يكون الاحتمال الثاني هو الصائب، ليس لمصلحة أبي زيد فقط ولكن لمصلحة الوطن ككل فكل زلة لسان تتضمن إساءة لقيم حقوق الإنسان وللتماسك الاجتماعي بالمغرب يجب أن تكون موضوع تنديد وازدراء وتصويب مهما كان مصدرها، كما أن الدولة وأجهزتها يجب أن تتحمل مسؤوليتها في حماية الأفراد والجماعات من التمييز على أي أساس كان وتضع الآليات والتشريعات الكفيلة بذلك. فلا مجال للحديث عن الانتقال الديموقراطي دون الإحساس بكرامة الانتماء للوطن