بل سرعت من عوامل تفككه في ظل تمسك طرفي الصراع بمواقفهما، وغياب من يتوسط داخل التحالف الحكومي على ردم الهوة التي تفصل بينهما، في مقابل وجود من ساهم في تقوية الصراع، الذي وصل إلى الباب المسدود، ثم إلى قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال الأخير، ترى أين ستتوقف تداعيات هذا القرار، إذا لم يكن هناك من تدخل قادر على احتواء الأزمة وإعادة الثقة إلى مكونات هذا التحالف ..؟ وهل ما يبرر به حزب الاستقلال انسحابه سيجد من يتقبله من جبهة بن كيران، الذي أعلن أن قرار حزب الاستقلال لا يعنيه قي شيء حتى الآن ..؟ وأن حكومته مستمرة في أداء مهامها إلى حين نهاية أسباب الموقف الاستقلالي، الذي لن يجبره على تقديم ما يطالب به شباط ، وإن من يراهن على الضغط على الحزب الحاكم، لا يعرف شيئا عن حزب العدالة والتنمية، والشعبية الجماهيرية التي يتمتع بها، في مقابل ما تعيشه أحزاب الأغلبية الحكومية والبرلمانية، وبالنظر إلى مواقف المعارضة التي هي دون مستوى الحدث، فباستثناء التعبير عن الآثار السلبية لحدث الانسحاب الاستقلالي على سير الأداء البرلماني والحكومي، لم تتقدم هذه المعارضة بما يمكن أن يجسد تحركا حقيقيا، سواء لاستغلال الحدث والدفع به إلى الأمام، أو التدخل للمطالبة بضرورة وقف النزيف والشلل، الذي أصاب الجسد الحكومي، أو استغلال الحدث للتعجيل بالحسم فيه عبر القوانين الدستورية والتنظيمية المتاحة. إذن إلى أين يتجه حدث الانسحاب الاستقلالي، الذي يراهن فيه الطرفان على التحكيم الملكي، الذي لاشك أنه سيتوخى ما يسمح به الدستور فقط، وبالتالي، أن سقف الرهانات على الحل وفق ما هو متاح لن يخفف من تداعياته، التي لا يعرف إلى أين ستقود هذا الصراع الطبيعي في حكومة ائتلافية لا تمتلك برنامجا حكوميا يلبي مطالب وتطلعات الأطراف المشاركة فيه، خصوصا بعد أن انتقلت العدوى إلى بقية مكونات هذا التحالف، التي بدأت تفكر في رفع سقف مطالبها، وهذا ما سيعجل بالانهيار السريع لما بقي من عوامل تماسك هذا التحالف الحكومي، الذي نعتقد في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الحيثيات التي نشأ عليها لم تكن قادرة على تهيئ شروط نمو سليمة وطبيعية لهذا الجنين الحكومي، الذي يتعرض اليوم لهذه الهزة العميقة، التي يمكن أن تؤدي إلى موته السريع، إذا ما واصلت الأطراف المشاركة التمسك بمواقفها الحالية. إن الحكومة الحالية، مطالبة بإنجاز المهام الموكولة إليها في هذه الظرفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتأزمة، وهذا ما يضمن البحث عن الحلول، ووقف التصدع في أقرب الآجال .. وإلا، أن الطوفان والإفلاس سيعرض الوطن لما لا يرغب فيه الجميع، خصوصا أن الرهانات التي يحاول كل من شباط وبن كيران الاعتماد عليها ليست في صالحهما، ولا في صالح المغرب، وما يتطلع إليه المواطنون لمواجهة تداعيات الأزمة الكارثية الراهنة، التي تزايدت مضاعفاتها في ظل هذا الصراع المحموم والحزبي الضيق، الذي يوفر لأعداء الوطن ما يمكنهم من النيل منه، وخصوصا أن ملف قضية الوحدة الترابية، الذي لا يزال يتفاعل في الاتجاه الذي لا يخدم أهداف المغاربة جميعا، ناهيك عن الظرفية الاقتصادية الصعبة، التي ترهق جيوب المواطنين، وتقلل من فرص استمرا الاستقرار الاجتماعي الهش أصلا، والذي تعاظمت مساوئه بفعل القرارات الحكومية، التي لم تراع ما تتطلبه هذه القرارات في شروط الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، التي لا تتحمل ذلك. لن نغلق في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة باب النقاش حول هذا الحدث، وسيكون أملنا كبيرا في تمكن أطراف التحالف الحكومي من إيجاد صيغة الحل والعلاج له، الذي لاشك أن الجميع يتخوف من مستقبله إذا ما تزايدت حدته، ولم تعالج أسبابه، أولم يتوقف طرفا الصراع فيه عن لغة الهجوم والتكفير والتخوين والاتهام، التي تفاقمت إلى المستوى الذي يضاعف الأعباء على الجهات التي يمكن أن تساهم في معالجته، سواء من داخل التحالف أومن خارجه. النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة