ينتظر أن تتراجع صادرات الحوامض في الموسم الذي انطلق في أكتوبر، حيث لن تتعدى 514 ألف طن، بعدما بلغت 582 ألف طن في الموسم الماضي، غير أن هذا الانخفاض لن يؤثر على العائدات المالية التي ستصل إلى ثلاثة ملايير درهم، كما في السنة الماضية. فقد أكد أحمد الضراب، الكاتب العام لجمعية منتجي الحوامض بالمغرب، أن مداخيل صادرات الحوامض، لن تتأثر بانخفاض الكمية التي يجري تصريفها في السوق الخارجية، حيث يرتقب أن تدر على المغرب 3 ملايير درهم، وهو نفس المستوى الذي بلغته في السنة الفارطة. ويرد استقرار المداخيل إلى ارتفاع الأسعار التي يتلقاها المنتجون المصدرون المغاربة من السوق الخارجية. وتوقعت الجمعية المغربية لمنتجي الحوامض أن يتراجع الإنتاج خلال الموسم الحالي ب14 في المائة، ليصل إلى 1.1 مليون طن، بفعل الجفاف الذي ضرب المغرب. وصلت صادرات المغرب من الحوامض، إلى 420 ألف طن إلى حدود نهاية الشهر الماضي، مقابل 460 ألف طن في الفترة ذاتها من السنة الفارطة، بتراجع بنسبة 10 في المائة. واستفاد المنتجون المغاربة في عملية الحفاظ على مداخيلهم في نفس مستوى السنة الفارطة، رغم تراجع كمية الصادرات، من تراجع العرض من البلدان المتوسطية وبعض بلدان الشرق الأوسط المنافسة مثل إسبانيا و اليونان وتركيا التي تأثر إنتاجها سلبا بموجة البرد التي عرفتها في فصل الشتاء الأخير. ويعزى تراجع الصادرات إلى تأثر الإنتاج بالظروف المناخية غير الملائمة، في نفس الوقت أصبح العديد من المنتجين يوجهون منتوجاتهم للسوق الداخلية التي أصبحت مجزية، فهم يتوصلون بمستحقاتهم في السوق الداخلي في آجال وجيزة، بينما يقتضي التصدير انتظار تحويل عائداتهم المالية وقتا أطول. و يجري حاليا تصدير البرتقال المتأخر، الذي استفاد من التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في يناير وفبراير ومارس، بحيث كان لها تأثير إيجابي على حجم البرتقال. وفي السنوات الأخيرة لم يعد الاتحاد الأوروبي الوجهة الأساسية لصادرات الحوامض المغربية، فبعد أن كان يستوعب 60 في المائة من ذلك المنتوج قبل عشرين سنة، لم يعد يستقبل سوى 30 في المائة. في المقابل أصبحت السوق الروسية تحظى بأهمية أكبر في أجندة المصدرين المغاربة ما دامت تمتص 50 في المائة من إجماليي صادرات الحوامض. وتواجه الصادرات المغربية منافسة قوية في السوق الروسية من اليونان وتركيا اللتين تتمتعان بمزية القرب . كما أصبح المصدرون المغاربة معرضين لمنافسة المصريين الذين يتوفرون على مزايا ممثلة في تكاليف الإنتاج المنخفضة، خاصة مستوى اليد العاملة والطاقة ووفرة مياه النيل. وفي نفس الوقت الذي يسعى فيه المصدرون المغاربة إلى تركيز حضورهم في السوق الكندي، لا يخفون تطلعهم إلى فتح أسواق جديدة في آسيا، خاصة الصين التي شرع معها في المفاوضات التقنية للاتفاق على بعض التدابير و المواصفات .. ويجري تركيز المغاربة على السوق الصينية بفعل بروز فئات يخول لها دخلها استهلاك منتوجات ذات جودة رفيعة، من قبيل الكلمنتين المغربي. غير أن الجمعية المغربية لمنتجي الحوامض تنتظر ما سيسفر عنه عقد البرنامج الذي تسعى إلى توقيعه مع السلطات العمومية، فهي تعقد آمالا عريضة على هذا العقد الذي سيخول التوفر على رؤية واضحة في السوقين الداخلي و الخارجي، إلا أن مصدرا مطلعا يؤكد ان هذا العقد قد لا يوقع عليه خلال مناظرة الفلاحة التي ستشهدها مكناس في مستهل الأسبوع القادم، كما كان يتمنى منتجو الحوامض.