في 25 غشت الماضي، وبينما كان ميلود الهواجي (70 عاما)، الذي يعمل بناء بسيطا، يشتغل في حي بطانة في تسقيف إحدى الصيدليات، على علو مترين عن الأرض، مستندا إلى عمود يقيم السقف، تقدم منه مقدم الحي محمد الودراسي وأمره بالنزول والتوقف، لكن ميلود أجابه بأن صاحب الصيدلية يتوفر على رخصة للبناء. وبعد رفضه الامتثال لأوامر المقدم، جذب هذا الأخير العمود الذي كان يسند السقف ليسقط ميلود أرضا، ولم يكن ذلك كافيا، إذ انهال عليه المقدم بالضرب في مناطق جسمه الحساسة. نقل العامل في سيارة الإسعاف إلى مستشفى ابن سينا ومستشفى الاختصاصات حيث قضى الليلة التالية في حالة غيبوبة، ثم أعيد إلى بيته بسهب القايد الصفيحي. لكن بعد أسبوعين، اكتشفت أسرته أن وضعيته الصحية أصبحت حرجة، فنقل إلى المستشفى مرة ثانية حيث أجريت له فحوصات طبية بالأشعة واكتُشف أنه مصاب بعجز جنسي دائم. يقول ميلود ل«المساء» وهو يرقد على فراش المرض بعد إجرائه عملية جراحية في الأسبوع الماضي بإحدى مصحات الرباط على نفقة أحد المحسنين: «لقد ضاعت حياتي كلها، فقدت أعز ما أملك، وأدعو الله أن يريني ثأري في الظالم».