[email protected] شكرا مرة أخرى لجريدة المساء وللدكتور إدريس بنسعيد على مقاله بالعدد385 وهو يفتح جرحا عميقا في ذاكرة هذا الوطن الجميل الذي ابتلي بالعديد من الكوارث البشرية وفي ميادين شتى ،كائنات تعيش على عرق الفقراء والمساكين ومنهم قرية الحنشان الوديعة بمدخل الصويرة مدينة التاريخ والرياح والطيبوبة المتعالية، المدينة التي يريد لها بعض من حملتهم ريح التعيينات المدفوعة الأجر الإساءة إليها ولضيوفها ومنهم أستاذنا الفاضل وهو يعيش موقفا غريبا ونازلة خاصة مع غلمان يعرفون كيف يتحولون إلى لدغ ينفثون سمومهم بدون حسيب ولا رقيب....... قرية الحنشان اوبلدية الحنشان لا شيء يميزها غير البؤس والفقر وغربة الوطن الذي تحول فيه أناسها الطيبون إلى جالية مغربية مقيمة بهذا الشبر من الوطن، كائنات تعيش على القناعة والعفاف وقساوة الجفاف وظلم رجال السلطة وعلى رأسهم رجال حسني بن سليمان ممن حولوها إلى جزيرة أشبه ما تكون بجزيرة الكنز المعروفة في قصص الأطفال. من سوء أو حسن حظ سكان هذه المنطقة ومنها مدينة الصويرة أنها أنجبت العديد من الكوادر من فنانين وموسيقيين ودكاترة وأساتذة وباحثين وإعلاميين ممن رحلوا إلى مدن أخرى فأهملوا مدينتهم وقراهم ولا يعودون إلا في مناسبات قليلة لكنهم كثيرا ما يصطدمون بالواقع السيئ والمريض لمدينة المجاهد سيدي محمد بن عبد الله التي حولها المسؤلون إلى قلعة للسياحة العابرة في انتظار الأوربيين ومن يسير على شاكلتهم على خطى مراكش التي ابتليت هي الأخرى بأمراض الزمان فأصبح ذكر مراكش والانتماء إليها يوحي بالخجل الكبير. أن يتعرض الأستاذ الباحث إدريس بنسعيد لابتزاز واضح وفي واضحة النهار فهو أمر عادي في منظومة من قرروا أن يلعبوا دور الشرير والطيب على الطريق الرئيسية بين مراكشوالصويرة وهم ينصبون مشانقهم لاصطياد الأبرياء من العابرين أو من سكان المنطقة ممن يعودون من الأسواق الأسبوعية على سياراتهم المهترئة ويقفون تباعا لأداء الواجب اليومي وهم يرفعون أكف الضراعة إلى من عيناه لا تنام بأخذ الظالم ممن ضايقهم في معيشتهم المرة ... ...وفعلا فإن الله يمهل ولا يهمل وهذه حقيقية نعرفها ويعرفها سكان الصويرة ونواحيها من أهل ركراكة ومنهم ساكنة الحنشان، عبر حقائق تاريخية لا ننكر رغبتنا في أن يبحث الدكتور إدريس بنسعيد فيها سوسيولوجيا وهو أن هذه المدينة قد عرفت بكونها مقبرة لرجال السلطة ومن سار في فلكهم، إنها أشبه ما تكون باللعنة التي تصيب كل من حل بها ومارس أي تعسف على أهلها وسكانها وفقرائها إلا وشتت الله شمله كما يقول ركراكة في دعائهم السنوي، وحتى لا نذكر الأسماء يكفي أن نتساءل أين هم الكثير من العمال والباشاوات والقواد ورجال الدرك من الذين عاتوا فيها فسادا والذين مروا من هنا، فأغلبهم مات بطرق غريبة وعبر حوادث مختلفة لا يمكن تصديقها كحوادث السير، ومنهم من أصيب بالحمق ومنهم من انتهى به الأمر مشردا وهكذا.... سكان الحنشان لا يعرفون شيئا اسمه التنمية البشرية ولا يفهمون في السياسة ولا الجمعيات الحقوقية لا يقومون إلا على هواجس لقمة العيش التي افتقدوها في ظل جفاف دائم وفقر أصبح يلازمهم كظلهم وسلطات حانقة ودرك جشع وبنيات تحتية ضعيفة ،ثانوية أصاب جدرانها التصدع وبناية للبريد تحولت إلى أطلال بحي الزاوية وكأنها بنيت في القرن السادس عشر ومسجد عششت في سقفه العناكب ومجلس بلدي حوله رئيس ومستشارون إلى ملجأ لعقد الصفقات المشبوهة والهروب من القسم ومستشفى تحول إلى ما يشبه المقبرة من كثرة من لقوا حتفهم داخله وكلاب تجري هنا وهناك ودار للشباب خاوية على عروشها وتلاميذ يعيشون على شظف العيش في خيرية الشعبي وأجساد نحيلة ميتة تمشي إلى نهايتها تقتل الوقت بلعب الورق وتدخين الكيف الذي يباع كما يباع النعناع أو شرب الماحيا كحل وحيد للنسيان في انتظار الموت . لكم نحلم يوما من الأيام أن يعلن محمد السادس عن زيارة خاطفة بعيدة عن مجاملات ونفاق المسؤولين ليعيش ولو برهة معنا ولنا اليقين انه سيكتشف بأننا والله أعلم ممن يحسبون على إحدى مدن الهند والسند وأن مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا وجود له بيننا، أما المفهوم الجديد للسلطة فلا نسمع به لأننا لانفتح أعيننا كل يوم إلا عن غلمان حسني بن سليمان الذي يزور الصويرة دائما كمكان مفضل له وهم يمارسون شططهم الذي لا ينتهي وهم يركبون سياراتهم الخاصة لجمع الإتاوات واستعراض العضلات بالأزقة المحفرة. لسنا لذغا أستاذي الكريم ونعتذر لك باسم الساكنة دكتورنا الفاضل ولكل زوارنا الكرام ونخبر كل المسؤولين بأن الأعمال بخواتمها وأن حب الوطن من الإيمان وأن الفقراء والأطفال أحباب الله فاتقوا الله فينا وفي مسنينا ولا تنسوا أننا ندعو كل يوم بأن يشتت الله شمل كل من عمل ويعمل على نهب خبزنا الحافي الذي لا يختلف كثيرا عن خبز محمد شكري والله you tube علينا وعليكم وعلى الحنشان والصويرة وكل الوطن والسلام.