فاس لحسن والنيعام طالبت ودادية طارق بن زياد، بحي واد فاس الشطر الرابع بمدينة فاس، بفتح تحقيق في القطعة الأرضية التي «تحولت بقدرة قادر» من مشروع روض للأطفال إلى مشروع بناء عمارات سكنية. وتشير الودادية في مراسلاتها العديدة الموجهة إلى المسؤولين على المستوى المحلي، إلى أن تحويل المشروع يتعارض مع تصميم التهيئة العمرانية ويضر بالحزام الأخضر ويحرم الحي من روض كان من المقرر أن يخصص للأطفال. وكان محمد غرابي، والي جهة فاس بولمان قد دشن مشروع الروض بحضور سفير دولة الكويت، الجهة الممولة لهذا المرفق العمومي، وذلك بتاريخ 10 شتنبر 2002. لكن شركة للبناء حلت بالمنطقة بتاريخ 2 يناير الجاري وبدأت في مباشرة الأشغال من أجل تشييد عمارة سكنية. وأدت احتجاجات السكان بصاحب الشركة إلى توقيف أعمال البناء، بالرغم من أنه يؤكد حصوله على الوثائق الضرورية من الجهات المختصة لبناء المشروع. ويتساءل السكان عن الكيفية التي حصل بها صاحب الشركة عن الوثائق وعن الجهة التي منحته هذه الوثائق، مطالبين بالتطبيق الصارم للقانون في هذه الخروقات. وكان مكتب شمال إفريقيا لجمعية الرحمة العالمية، وهي جمعية خيرية كويتية، قد منح هبة مالية للمغرب من أجل روض للأطفال بحي واد فاس الشطر الرابع، وذلك منذ سنة 2002. سعيد بلحاج، رئيس الودادية حمل المسؤولية في هذه الخروقات التي شابت المشروع لعمودية المدينة والتي يترأسها الاستقلالي حميد شباط. بلحاج قال في تصريح ل«المساء» إن منطقة واد فاس في أشطرها الأولى عاشت على إيقاع وقفات احتجاجية للتنديد بالقضاء على الحزام الأخضر والمرافق العمومية التي تتحول فضاءاتها «بقدرة قادر» إلى بنايات سكنية. كما اتهم بلحاج ما سماه بمافيات العقار بالوقوف وراء القضاء على هذه الفضاءات والمرافق، سعيا منها إلى جمع أكبر عدد من الأموال. وقال إن جهات مسؤولة هي التي تقف وراءها وتسهل لها الوصول إلى غاياتها. وفي السياق ذاته، أورد بلحاج أن عددا من المسؤولين في الوداديات لا يعارضون مثل هذه الخروقات في أحياء أخرى من مدينة فاس لأنهم قريبون حزبيا ونقابيا من بعض المسؤولين المحليين من ذوي النفوذ.