«حتى زين ما خطاتو لولة»، مثل مغربي يؤكد أن الإنسان مهما بلغ من الجمال، فلابد أن يكون به عيب، غير أن هذا المثل لا يعني عددا ممن يسعون إلى تحقيق جمال كامل مهووسين بالصورة النمطية التي تروجها شركات التجميل، من خلال آلة دعائية تعزف على الوتر الحساس لملايين النساء. الهوس بالحصول على جسد رشيق، وشفاه وصدر ممتلئ، كان في وقت مضى، موضة لدى نساء الطبقات الراقية اللواتي يسعين إلى الحصول على منظر جديد أو«نيولوك»، للتباهي به في المناسبات والحفلات، وتحول الأمر إلى ما يشبه منافسة شرسة حول من تقوم بتصغير أنفها، ونفخ شفتيها، وإخفاء التجاعيد بحقن السيلكون وعمليات «تجباد الوجه» سعيا وراء معجزة الشباب الدائم. لكن تخفيض أثمنة عمليات التجميل، جعلها أيضا في متناول الطبقة المتوسطة، والتي تجد في نجمات الغناء الجسدي، وأغانيهن المبثوثة عبر فضائيات الفيديو كليب، مرآة تفضح، حسب اعتقادهن، بعض العيوب الجمالية لديهن، دون أن يدركن أن بعض هؤلاء النجوم دفعوا ثمنا غاليا في سعيهم المهووس نحو الحصول على جمال صناعي، يحول الجسد وتفاصيله إلى لوحة ترسمها مشارط أطباء التجميل من صدر، وأرداف مليئة بالسيلكون إلى شد الوجه ووضع علامات الحسن(خالة) وشفط دهون البطن. مايكل جاكسون، نجم البوب الراحل يعد نموذجا صادما لما يمكن أن يقود إليه الهوس بالجمال الصناعي، بعد أن أصبح مضطرا إلى وضع قناع على وجهه، وبلع كميات كبيرة من الأدوية المهدئة ذات المفعول القوي للسيطرة على آلامه. كما أن عددا من الفنانين العرب تحولوا بدورهم إلى ضحايا بعد أن تشوهت بعض ملامح وجوههم، في حين دفع آخرون حياتهم ثمنا لذلك، مثل الفنانة الكوميدية سعاد نصر، التي لقيت حتفها بعد عملية بسيطة لشفط الدهون، إضافة إلى الفنانة اللبنانية صباح، والتي أدمنت على عمليات شد الوجه، الأمر الذي جعلها مهددة بعد إحدى هذه العمليات المتتالية التي حولتها إلى مومياء حية، بفقدان بصرها. في القائمة الطويلة لضحايا عمليات التجميل من أهل الفن نجد أيضا اسما للفنانة المصرية يسرا، في حين أصبحت شفتا إلهام شاهين وكأنهما أصيبتا بلسعة نحل، بعد أن انتفخت الشفة العليا بشكل واضح، نتيجة حقنة غير مركزة، إضافة إلى نوال الزغبي التي اعتقد الجمهور أنها أصيبت بمرض بعد انتفاخ خديها، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بعملية تجميل «ماصدقاتش». أما الفنانة صفية العمري بطلة مسلسل ليالي الحلمية، فوجدت نفسها مجبرة على توزيع غمزات مجانية للجميع، بعد أن تضررت عضلات وجهها، بفعل عملية لشد الوجه وطرد التجاعيد التي بدأت تزحف على وجهها. الرقم القياسي في عدد عمليات التجميل في الوسط الفني تحمله صاحبة أغنية «احبك اه» نانسي عجرم، والتي تغير شكلها بنسبة 180 درجة، وهذا ما يتضح من خلال صورها القديمة وصورتها الحالية، رغم أنها تعترف فقط بإجراء أربع عمليات فقط، منها عملية لنفخ الفخذين بعد أن كانا نحيفين. كما تنضاف إلى لائحة الفنانين الذين سلموا وجوههم وأجسادهم لمشارط الأطباء كل من أصالة، وإليسا ونجوى كرم، وأمل حجازي دون أن ننسى صاحبة أغنية «بوس الواوا» هيفاء وهبي. من جهة أخرى فإن الهوس بجراحة التجميل لم يعد حكرا على النساء، بل إن هذا الوباء انتقل إلى الرجال الذين يسعون أيضا للظهور بمظهر الشباب من خلال عمليات شد الوجه، وزرع الشعر، وفش الكروش المنتفخة بشفط الدهون، أو تفتيح البشرة، وتجميل الأنف. بعض النساء يقبلن على مثل هاته العمليات خوفا من أن يطير الزوج إلى امرأة أخرى ويحاولن تغيير تضاريس أجسادهن التي تضررت بفعل غياب الصيانة لمدة طويلة والحمل والولادة، رغم التكلفة المرتفعة لهاته العمليات التي تستخدم فيها مواد تبقى دخيلة على الجسم، فحسب عدد من الأطباء المتخصصين فإن رفض الجسم للمواد التي تعد عماد العمليات التجميلية مثل «السيليكون» و«الكولاجين» و«الحمض الهيالورني« و«لبوتوكس» يمكن أن تتسبب في حدوث أورام وتشوهات خطيرة. كما أن إجراء عملية تجميلية يقتضي الخضوع بعد ذلك لجلسات متتالية من أجل المراجعة والتتبع، لأن الجمال الصناعي يكون دائما في حاجة إلى صيانة.