تلقى الأمين العام الأممي، بان كيمون، رسائل قوية من طرف كبار مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسهم فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما رفضوا مساندته في خلافه مع المغرب، إثر مواقفه المنحازة لجبهة البوليساريو والجزائر. وتفيد المعطيات المتوفرة أنه في الوقت الذي كان بان كيمون يستعد لجمع الأعضاء ال15 لمجلس الأمن الدولي حول مائدة غداء ليطلب منهم موقفا «قويا» و«واضحا» في خلافه مع الرباط، فوجئ بالموقف الأمريكي الداعم للحكم الذاتي وعملية التسهيل الأممية لإيجاد حل سياسي متوافق عليه، وهو ما شكل ردا مباشرا على طرح الاستفتاء، الذي حاول الأمين العام إعادته، رغم أن مجلس الأمن الدولي، الذي يوجد الملف بين يديه، استبعده منذ سنوات. أكثر من ذلك، اتصل وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك أيرو، هاتفيا بالأمين العام الأممي، وأبلغه بأن «باريس لا تريد أن تصب الوقود على النار بالتحيز لطرف دون آخر»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصدر دبلوماسي غربي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دخل في مواجهة غير مسبوقة مع مجلس الأمن الدولي، إثر اجتماعه به يوم الخميس الماضي لمناقشة الأزمة الخطيرة التي فجرها مع الرباط، بسبب تصريحاته التي وصف فيها المغرب ب«المحتل»، في خرق خطير لاختصاصات وقرارات مجلس الأمن. وعبر بان كيمون، الذي وجد نفسه في عزلة حقيقية لعدم مسايرته من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن إحباطه لعدم اتخاذ المجلس قرارا قويا بشأن خلافه مع الرباط. وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الأخير طالب مجلس الأمن بتوضيح موقفه بشأن الخلاف مع المغرب بسبب الصحراء. وقال المتحدث باسم بان كيمون: «كان من الأفضل لو أننا حصلنا على كلمات أوضح من رئيس مجلس الأمن». ومن المفترض أن يكون الأمين العام قد طرح هذا الموضوع خلال اجتماع أمس الإثنين مع سفراء مجلس الأمن. إلى ذلك، وجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية صفعة قوية إلى الأمين العام الأممي، الذي دعا في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي إلى تنظيم استفتاء حول هذا النزاع المفتعل، رغم أن هذا الطرح أصبح متجاوزا منذ سنوات، حيث جددت واشنطن، على لسان المتحدث باسم بعثتها في هيئة الأممالمتحدة، موقفها من مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بوصفه مشروعا «جديا وواقعيا وذا مصداقية». وذهب كورتيس كوبر، المتحدث الرسمي باسم البعثة الأمريكية، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي على الموقع الاجتماعي «تويتر»، إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر أن مشروع الحكم الذاتي «يقدم مقاربة ممكنة، قد تحقق التطلعات الخاصة بالصحراء». وأكد أن واشنطن ستستمر في دعم عمل الأممالمتحدة لإيجاد حل سلمي دائم ومتوافق عليه، مشيرا إلى أن بلاده تدعم عمل بعثة الأممالمتحدة المعروفة اختصارا ب«مينورسو». يأتي هذا الموقف الرسمي للولايات المتحدة في الوقت الذي أعلنت الرباط أنه لا وجود لأي خلاف مع الأممالمتحدة أو مجلس الأمن الدولي، وأن الأمر يقتصر فقط على بان كيمون الذي خرق القواعد المؤطرة لعمله، وقرارات مجلس الأمن الدولي. وأكدت الرباط على احترامها لولاية ال«مينورسو»، وعدم اتخاذها أي قرار تجاه الجسم العسكري المكلف بمهام الحفاظ على وقف إطلاق النار، حيث اقتصرت القرارات المتخذة على تقليص جزء مهم من الموظفين المدنيين للبعثة، وتوقيف المساهمة المالية الإرادية التي كان يقدمها المغرب.