تتابع وسائل الإعلام الفرنسية والمجموعات الإلكترونية على الفايس بوك تفاعلات قضية المغربي عبد الله الوادي الذي اتخذت فرنسا في أكتوبر الماضي قرار ترحيله عن البلاد، رغم توفره على تأشيرة العمل وقرب حصوله على الجنسية الفرنسية. وأثار 2700 عضو في مجموعة مساندة عبد الله الوادي في فايس بوك الوضعية الصحية الصعبة التي يعيشها والدا عبد الله اللذان يعتمدان على ابنهما في قضاء حاجياتهما اليومية، وهدد شقيقه الفرنسي محمد بأنه مستعد لخوض إضراب عن الطعام أمام قصر الإليزي لإجبار ساركوزي للعدول عن قراره بترحيل أخيه إلى المغرب. وتوصل الوادي بوثيقة من وزارة الداخلية الفرنسية تأمره بمغادرة التراب الفرنسي، فيما أعلنت الجمعية الحقوقية الفرنسية حركة ضد العنصرية وتشجيع الصداقة بين الشعوب وميشيل فوركاد، عمدة مدينة بييرفيت عن مساندتهم لقضية الشاب المغربي. ووجهت مجموعات مغربية وفرنسية في موقع الفايس بوك متضامنة مع الوادي رسالة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الهجرة إيريك بيسون من أجل التدخل لحل القضية وإنصاف المواطن المغربي. ولم يخف العمدة استغرابه من قرار السلطات الفرنسية ترحيل المواطن المغربي الذي جاء بسبب عجز والدي عن دفع المساعدة الطبية، إذ تعاني والدته، 59 سنة، من مرحلة متقدمة من مرض الزهايمر ووضعت ملف تسوية وضعيتها القانونية لدى سلطات الهجرة الفرنسية، فيما يدرس محمد، شقيق عبد الله الوادي، القانون وحصل على الجنسية الفرنسية قبل سنتين، بعد أن استقر والده بفرنسا قادما من المغرب سنة 1971، وهو يعاني من إعاقة دائمة بعد تعرضه لحادث سير أدى إلى إصابته بالشلل في يناير 2008. وحصل عبد الله الوادي على نتائج دراسية جيدة في فرنسا سنة 2000، لكن ذلك لم يشفع له للاستفادة من قانون التجمع العائلي عكس شقيقه، ليضطر إلى العودة إلى المغرب والسفر بعدها إلى إيطاليا، بعد أن حصل على تأشيرة العمل في أبريل 2008، ليلتحق مجددا بعائلته في فرنسا في فبراير 2009. ولم يستطع الشاب المغربي السفر قبل عشر سنوات للعيش مع عائلته في فرنسا لأنه كان يبلغ من العمر 18 سنة، وهو السن الذي لا يخول له الاستفادة من قانون التجمع العائلي. ووصف محمد الوادي معاناة شقيقه في رسالته المفتوحة قائلا: «أنا مواطن فرنسي وفرنسا ترفض مساعدة والدي، كيف لي إذن أن أكون فخورا بكوني فرنسيا؟» وتابع في فقرة أخرى: «أنا أعيش في خوف مستمر وأخشى أن أجد نفسي وحيدا ذات يوم، بعيدا عن أخي الذي يعتني بوالدي. لا أستطيع أن أتخيل كيف سأقدر على فراق أخي»؟!