تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني،أمس الثلاثاء، بتنسيق مع المصالح الأمنية الاسبانية، من إيقاف أحد أفراد خلية إرهابية بفرخانة، نواحي الناظور، تزامنا مع اعتقال ثلاثة شركاء آخرين بمدينة سبتة .ويوجد من بين الشركاء الثلاثة معتقل سابق بغوانتانامو سبق أن قاتل في صفوف تنظيم «القاعدة» بأفغانستان، وعنصر آخر شقيق مقاتل نفذ سنة 2013 عملية انتحارية بواسطة شاحنة مفخخة ضد ثكنة عسكرية بسوريا، مشيرا إلى أن عناصر هذه الخلية الإرهابية كانوا ينشطون في استقطاب وتجنيد متطوعين للقتال في معسكرات ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» بسوريا والعراق. وكشف مصدر رسمي أن هذه العملية الأمنية تندرج في إطار التعاون الأمني المشترك بين المصالح الأمنية المغربية والإسبانية، في ظل تنامي الخطر الإرهابي الذي يجسده ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» على استقرار المملكة وحلفائها. وكشف مصدر مطلع أن تحقيقات مكثفة بوشرت مع منتمين للجيش بخصوص انتماءاتهم وعلاقاتهم بمشتبه بهم تربطهم بهم صلة صداقة أو قرابة، خاصة بعد أن تبين أن والد الشاب المكناسي الذي تحول بين عشية وضحاها إلى متطرف خطير، يعمل ضابطا بالقوات المسلحة الملكية. وركزت التحقيقات على علاقة مشتبه بهم بجنود وآخرين متقاعدين، خاصة أن من بين المحجوزات التي جرى حجزها لدى أفراد الخلية أزياء عسكرية يجري التحقيق بخصوص مصدرها. وتوصلت «المساء» من مصادر خاصة بمعطيات مثيرة تتعلق بالشاب المكناسي الذي تم استقطابه من طرف أعضاء الخلية الإرهابية الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش». قبل أن تتمكن المصالح الأمنية التابعة لمركز الأبحاث القضائية للمحافظة على التراب الوطني من إيقافه. وأفادت المصادر أن المتهم كان مكلفا من طرف رئيس الخلية الإرهابية الذي بايعه بتنفيذ عملية تفجير مقر البرلمان، و يدعى محمد القماري المزداد بتاريخ 7 /8 / 1997 بمدينة الرباط، وانتقل رفقة أسرته التي يعود أصلها من ضواحي تازة إلى مكناس بحكم وظيفة والده الذي يشتعل في سلك الجندية، وهو حاليا يوجد بإحدى المدن في الصحراء المغربية. أما عن المتهم، فقد ظل بالمدينة رفقة والدته وبعض إخوته، وهو يدرس بقسم الثانية باكالوريا بإحدى المؤسسات الخصوصية التي حل عليها وافدا جديدا خلال الموسم الدراسي الحالي. كما أنه كان مواظبا ولم يتغيب عن الفصول الدراسية سوى مرتين كانتا يومي 9 و 10 من الشهر الحالي، كما أنه لم تكن تظهر عليه أي علامات من شأنها أن تثير الشبهات أو الشكوك حول ميولاته المتطرفة أو غيرها، حسب مسؤولي المؤسسة التعليمية. وتجدر الإشارة إلى أن المتهم كان يسكن في حي قرطبة بنفس المدينة، وتم توقيفه فجر الخميس الماضي بعد أن تمت مداهمة منزل والديه، من طرف عناصر فرقة أمنية خاصة تابعة لمركز الأبحاث القضائية، حيث تم حجز مجموعة من المحجوزات الخطيرة لدى المتهم، بينها راية «داعش» ومبالغ مالية مهمة وبعض الخرائط والمعلومات التي تخص العمليات التفجيرية المراد تنفيذها.