يتجه المغرب إلى تعاون أكبر مع عدد من الدول الأوربية التي تتخوف من هجمات إرهابية، وتكثيف تعاونه الاستخباراتي مع هذه الدول بعد مشاركته في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية. وتسلم المغرب مسودة وزعتها هولندا خلال أشغال المؤتمر في لاهاي، تهدف إلى تبادل أكبر لمعلومات المخابرات، بما في ذلك قوائم بأسماء من يشتبه في أنهم مقاتلون أجانب وتفاصيل عن حساباتهم المصرفية. وشارك المغرب في هذا المؤتمر إلى جانب كل من الاتحاد الأوروبي واليوروبول والأنتربول والأمم المتحدة، وممثلين بارزين عن حكومات من الولاياتالمتحدة وتركيا، حيث دعت هولندا إلى زيادة استخدام قواعد البيانات في منظمتي الشرطة الأوروبية والدولية (اليوروبول والأنتربول) في أعقاب ما ثبت من ضعف الاتصالات قبل هجمات باريس. ونقلت «رويترز» عن مسؤول هولندي، الذي تتولى بلده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي قوله: «قيل الكثير وتم الاتفاق على الكثير، لكن ما يريدون تحقيقه يوم الاثنين هو تحويل ذلك إلى تطبيق عملي». وأضاف «هناك افتقار للثقة يحول دون تبادل المعلومات كلها»، مضيفا أنه «من الأمثلة على ذلك عدم تبادل قوائم المشتبه فيهم الذين تم تجميد أصولهم، فمن الممكن الآن لشخص من الواردة أسماؤهم على القوائم السوداء في هولندا أن يقود سيارة عبر الحدود لاستخدام بطاقته المصرفية في ألمانيا أو بلجيكا المجاورتين». وتتخوف الدول الأوروبية، وعلى رأسها هولندا، من أن الدول لا تقدم كلها معلومات أو تستخدم المعلومات التي يتيحها الاتحاد الأوروبي عبر نظم اليوروبول والأنتربول، في وقت شهدت قائمة «الإرهابيين الهولنديين ارتفاعا، إذ أصبحت تضم 42 مواطنا ومنظمة هولندية على صلة بمتشددين في سوريا». وشارك في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي احتضنته «لاهاي» نحو 250 مشاركا للبحت عن حلول مشتركة وتقوية تبادل المعلومات لمواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة.