كرست الدورة السابعة عشرة من الدوري الوطني الثاني التشويق والإثارة اللذين باتا من أهم مميزات القسم الثاني منذ عامين، حيث تأتي كل دورة بمتغيرات جديدة، سواء على مستوى مقدمة الترتيب أو أسفله. وبالنسبة للمقدمة، ضيع فريق شباب الريف الحسيمي فرصة ثمينة لتوسيع الفارق بينه وبين أقرب مطارديه بعدما اكتفى داخل ميدانه بالتعادل أمام الجريح مولودية وجدة، الذي رغم المشاكل العديدة التي يتخبط فيها نجح في العودة بتعادل ثمين من الحسيمة، رغم أن ذلك غير كاف لإخراج الفريق الوجدي من نفق النتائج السلبية، لكنه يبقى تعادلا ثمينا بالنظر إلى قيمة الخصم، متصدر الدوري الذي تتربص به مجموعة من الفرق الساعية إلى الانقضاض على الصدارة والتنافس بقوة على أحد المقعدين المؤديين إلى قسم الكبار، ومن هذه الفرق شباب قصبة تادلة مفاجأة الموسم بامتياز، الذي يواصل حصد النتائج الإيجابية، بعدما تغلب على الرشاد البرنوصي الذي خانه الحظ، بهدف للاشيء، وبدا واضحا أن الهدف المبكر الذي سجل في مرماه كان له الأثر السلبي على أداء اللاعبين في باقي عمر المباراة، وهي هزيمة أدخلت الفريق متاهة الحسابات التي كان في غنى عنها، وقلص التادلويون بهذا الانتصار الفارق إلى نقطة واحدة عن صاحب المركز الثاني النادي المكناسي، الذي عاد بتعادل ثمين ضد شباب هوارة الذي غالبا ما انهزم في قواعده، ليظل في مرتبته الثانية متربصا بأي هفوة من المتصدر تعيده من جديد إلى الريادة. أما اتحاد تمارة الذي يقدم موسما جيدا بمجموعة من العناصر الشابة فأرغم على التعادل بميدانه أمام نهضة سطات الذي كان قريبا من الخروج منتصرا بهدفين دون رد، قبل أن يدرك أشبال الإدريسي التعادل، وهي نقطة ثمينة للسطاتيين الذين واصلوا بهذا التعادل مشوار النتائج الإيجابية، التي تترجم تكاثف جهود كل محبي هذا النادي العريق، الذي مازالت تنتظره مجموعة من المباريات المهمة وكل نتيجة إيجابية كفيلة بإبعاده عن المناطق المكهربة التي يتزعمها كل من اتحاد سيدي قاسم والفقيه بن صالح، فالأول لم تسعفه الحافلة الجديدة في السير به بعيدا في محطة المحمدية ضد الشباب الذي أزم وضعية القاسميين كفريق يتهدده النزول إلى الهواة، والأمر ذاته بالنسبة للفقيه بن صالح، الذي تسببت ضربت جزاء، اللتان أنتجتا هدفين لصالح الطاس في تجميد رصيد إلى 12نقطة في المركز ال18 . وحقق فريق الراك الأهم وخرج منتصرا بهدف للاشيء في مباراته ضد رجاء الحسيمة، الذي قدم مباراة جيدة وكان قريبا من هز شباك الراك في أكثر من مناسبة، بل كان قريبا من تصيد تعادل ثمين، لكن رغبة الراك في الفوز كانت أقوى من إرادة الحسيميين، حيث تصيد مهاجم الراك السرغيني خطأ في تموضع حارس ومدافعي الفريق الحسيمي ليسجل هدفا رائعا برأسية بديعة، منحت الراك انتصارا كان في أمس الحاجة إليه. في باقي المباريات انهزم اتحاد طنجة ضد اتحاد المحمدية بهدفين دون رد، وبنفس النتيجة هزم يوسفية برشيد فريق سطاد الرباطي.