دعا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، رجال الأعمال المغاربة عموما والمستثمرين في مجال الأدوية إلى التعامل مع إفريقيا بمنطق خاص، وإبعاد منطق «رابح رابح»، لكونه لا يناسب طبيعة العلاقات التي تجمع بين المغرب وإفريقيا، والتي اعتبرها بمثابة عائلة واحدة. وقال بنكيران، خلال المناظرة الوطنية الأولى حول الدواء والمواد الصحية، التي نظمت يوم الجمعة الماضي بالصخيرات: «يجب أن تكون اللمسة الإنسانية والأخوية تظهر في التعامل مع إفريقيا في مجال توفير الأدوية والمساندة الصحية بالنسبة للمواطن الإفريقي حتى لا يشعر بأن الأخوة مجرد كلام تبيعه دول أخرى»، موضحا أنه داخل العائلة الواحدة ينبغي أن يكون منطق آخر، وليس منطق التجار. وخاطب بنكيران مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي قائلا: «لا تتشبهوا بالشركات والمؤسسات الغربية، إذا كان هذا سيحدث فلا داعي له، يجب التعامل مع الأفارقة وفاء للماضي، لأن المغرب عاش مستقلا ولم يخضع للشرق وكان مفتوحا على إفريقيا، ويتميز بعلاقاته الإنسانية معها، وليست علاقة المنفعة فقط أو المصلحة، بل علاقة الدم والأخوة الحقيقية». ومن جهته، أكد الحسين الوردي أنه خلال العقدين الماضيين كان هناك ارتفاع تدريجي للاستثمارات المباشرة للمغرب في الخارج وللفاعلين الاقتصاديين المغاربة في القارة الإفريقية بالخصوص، وكذا تطور المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية، حيث «همت هذه الاستثمارات عدة قطاعات استراتيجية لتنمية البلدان الإفريقية، سيما في ميدان صناعة الأدوية. كما عرفت المبادلات التجارية بين المغرب والدول الإفريقية جنوب الصحراء تطورا مهما»، وفق الوزير. وأوضح الوردي أن المغرب قام بتوفير الدعم التقني المتميز للدول الإفريقية، عبر توقيع أكثر من 80 اتفاقية خاصة بالتكوين والتعاون، وذلك خلال الزيارة الملكية الأخيرة للدول الإفريقية جنوب الصحراء، مضيفا «أن التزام المملكة المغربية مع الأشقاء والأصدقاء الأفارقة لتطوير التعاون «جنوب-جنوب» لا سيما في مجال الصحة، وخاصة في الميدان الصيدلي، مثال مليء بالوعود ويحتذى به».