مضى ما يقارب الأسبوع على واقعة «اعتقال» ثلاثة إداريين من فريق المغرب التطواني لكرة القدم بلومومباشي الكونغولية، بدعوى محاولتهم إرشاء حكم المباراة التي جمعت فريقهم بمازيمبي الكونغولي في ختام مباريات دور المجموعتين، والتي انتهت بفوز الفريق الكونغولي بخمسة أهداف لصفر. لقد تم تداول هذه الواقعة على نطاق إعلامي واسع، محليا ودوليا، وشكلت مادة دسمة للإعلام، وبرغم أن الأمر مازال في حدود دائرة الاتهامات، إلا أن الانطباع الذي خلفه التداول الإعلامي للواقعة ترك أثرا سلبيا على الفريق التطواني وعلى الكرة المغربية. وإذا كانت هذه الواقعة تفرض طرح الكثير من الأسئلة، وإيجاد أجوبة مقنعة لما جرى وخلفياته، حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، إلا أن من بين الملاحظات المثيرة للانتباه، هو الصمت المطبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فهي إلى اليوم لم تصدر أي موقف، ولم تدخل على الخط، مع العلم أن الأمر يتعلق بفريق يمثل المغرب، وباتهامات ثقيلة جدا، لا تسئ فقط للفريق التطواني بل لصورة الكرة المغربية، فليس هناك أحط ولا أسوأ من أن يتهم فريق بشراء ذمة حكم المباراة. لقد اعتبر مسؤولو الفريق التطواني ما وقع مؤامرة، مشيرين في بلاغ لهم، إلى أنه لم يسبق أن سجلت على فريقهم أية ممارسة تهم شراء أو استمالة الحكام سواء داخل المغرب أو خارجه، وأن الأمر يتعلق بمكيدة تم التهيئ لها وفق سيناريو محبوك. واقعة المغرب التطواني من المفروض أن تحرك الجامعة، وأن تفتح بدورها تحقيقا في الموضوع، وتجمع المعطيات حتى نعرف الحقيقة كاملة، لأن ما وقع في لومومباشي ليس حادثا عرضيا يمكن طيه بسرعة.. ما وقع جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى قد يكون أبطالها مسؤولو تطوان، أو مسؤولو مازيمبي.. وأيا كان الطرف الفاعل فإنه لابد من تدخل حازم من طرف الجامعة، ينتصر لشرف اللعبة وللقيم الرياضية النبيلة. إذا كان مسؤولو الفريق التطواني حاولوا إرشاء حكم المباراة، فإن الجامعة يجب أن تكون أول من يعاقبهم، وتصدر في حقهم عقوبات قاسية، أما إذا كان مسؤولو الفريق التطواني تعرضوا لمؤامرة مثلما يرددون، فإن على الجامعة أن تتحرك بقوة وتشجب ما قام به الفريق الكونغولي وأن تراسل الهيئات المختصة من «كاف» و»فيفا» لرد الاعتبار للفريق، ولصورة الكرة المغربية. واقعة لومومباشي خطيرة جدا، وسيكون من العبث عدم التعامل معها بحزم وجدية، ففي الأول والأخير المغرب التطواني لم يكن يمثل نفسه فقط، بل إنه لعب تحت راية المغرب، وهو الانتماء الذي يفرض على الجامعة أن تتحرك في الاتجاه الصحيح وتضع النقاط على الحروف، وأن تؤكد للجميع أن أهم ما تدافع عنه هو شرف اللعبة ونظافتها، أيا كانت نتائج التحقيق، أما إدمان الصمت، فلن يكون مفيدا للكرة المغربية سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.