بشكل مفاجئ، أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، أول أمس، قرارا بإعفاء المراقب العام خليل زين العابدين من مهامه على رأس المنطقة الإقليمية لأمن سلا، بعد قضائه زهاء سنة في هذا المنصب، مع تعيين العميد الممتاز، حسن الحرشي، خلفا له على رأس الجهاز الأمني في ثاني مدينة من حيث الكثافة السكانية، والخطورة الأمنية. قرار الإعفاء ربطته مصادر مطلعة بطلب تقدم به رئيس المنطقة زين العابدين في وقت سابق، معللا بأسباب شخصية، بعدما لوحظ تغيبه لفترات متقطعة في الآونة الأخيرة عن مقر المنطقة تزامنا مع الضغط والتوتر الكبير الذي شهده المشهد الأمني بسلا، بعد تزايد رقعة الانتقادات لطريقة تعاطي مصالح الشرطة مع استفحال الجريمة. وكانت ولاية أمن الرباط قد اضطرت في وقت سابق للتدخل، لتقوم بتنظيم حملات استعراضية من خلال مواكب جابت عددا من شوارع سلا من أجل احتواء تداعيات الانفلات الذي عرفته المدينة، بعد تصاعد حدة الغضب من اتساع رقعة الجريمة، والسرقة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، خاصة بعد أن تم توثيق عدد من العمليات وبثها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وعرفت فترة تدبير زين العابدين للمنطقة سلسلة من الفضائح التي تورط فيها أمنيون قبل وقوع فضيحة الهروب الكبير، بعد فرار أحد عشر شخصا كانوا موضوعين رهن الحراسة النظرية من مقر المنطقة الإقليمية للأمن بسلا، في فضيحة اقتصرت عقوبتها على توقيف ثلاثة عناصر أمنية. ويعد إعفاء زين العابدين ثاني قرار من نوعه تصدره المديرية العامة للأمن الوطني في ظرف سنة، بعد أن صدر في وقت سابق قرار بإعفاء الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية لأمن سلا عبد الرحمان عفيفي، وإلحاقه بالمنطقة الإقليمية لأمن قلعة السراغنة بسبب تواضع أدائه، بعد قضائه سنة واحدة في هذا المنصب. ويتزامن إعفاء زين العابدين مع عودة بعض العناصر الإجرامية لترويع سكان عدد من الأحياء الشعبية خاصة بسيدي موسى، وحي الانبعاث، والقرية، إلى جانب عدد من التجمعات السكانية المعروفة بكونها بؤرا إجرامية خطيرة، وهو ما سيطرح تحديات كبيرة أمام المسؤول الجديد، في ظل الخصاص الكبير الذي تعيشه المدينة من حيث العناصر البشرية حيث لا يتجاوز عدد منتسبي الأمن بسلا 400 عنصر، مكلفين بضمان الأمن لحوالي مليون مواطن، دون الحديث عن ضعف الموارد المادية واللوجستيكية المخصصة للمنطقة الإقليمية والدوائر الأمنية. وسيباشر العميد الممتاز حسن الحرشي مهامه على رأس المنطقة الإقليمية للأمن بعد أن اشتغل في وقت سابق كرئيس للشرطة القضائية بسلا، ورئيسا للدائرة الأمنية العرفان بالرباط، ثم رئيسا لمفوضية العيايدة.